ذهبت كاترينا إلى المدرسة متسائلة .. بما هي مصابة وبأي مرض ..
ذهبت كاترينا إلى المدرسة .. ومشت متجهة إلى الصف .. ولكن فجأة وهي تصعد الدرج .. أحست بدوار وبدأت تترنح وتفقد توازنها وكادت أن تسقط ولكن نامي حضرت في الوقت المناسب .. أمسكتها نامي ثم قالت لها بصوت قد ملأه الخوف :
" كاترينا ما بك ؟ أنت لست على ما يرام ؟ صحيح ؟ .. أجيبيني كاترينا "
قالت كاترينا وهي تحاول تهدئة نامي :
" أرجوك نامي لا تقلقي علي فأنا مصابة بقليل من الدوار "
فقالت نامي وهي تنظر نحو كاترينا بحزن :
" هل أنت متأكدة يا كاترينا ؟ فإذا حصل لك شيء .. لن أسامح نفسي "
قالت كاترينا بصوت مرهق :
" هل يمكننا الآن أن نذهب إلى الصف "
وافقت نامي .. وذهبتا معا إلى الصف ولكن كاترينا كانت لا تبدو بخير أبدا .. كانت نامي على ثقة أن كاترينا مريضة .. وفي كل حصة تزداد حالتها سوءا ولكن إلى متى ستتحمل كل هذا الألم ؟ أما نامي كانت تطمئن على حالها بين كل حصة .. دق جرس استراحة الغداء فقررت نامي أن تجلس هنا وهي ستذهب لتحضر وجبة لكاترينا وترجع .. طرحت نامي على كاترينا الفكرة فقبلت كاترينا .. فهي لا تريد أن تكون عبئا ثقيلا على نامي .. ذهبت نامي وعادت إلى كاترينا وهي حاملة الطعام .. جاءت نامي وقالت لها :
" كاترينا .. أعرف أنك تعانين .. لماذا لا تتكلمين ؟ هل ستظلين هكذا تعانين .. "
بدأت نامي تذرف الدموع .. فاقتربت كاترينا وحضنتها وهي تقول بصوتها المتعب :
" لا تقلقي علي .. سأكون بخير .. أعدك "
ثم سألتها نامي وهي تمسح دموعها :
" هل يمكنك الصمود لنهاية الدوام ؟ "
قالت كاترينا وهي مغمضة عينها :
" أستطيع الصمود .. فقد تعودت على ذلك "بدأ الوقت يمضي إلى أن دق جرس انتهاء الدراسة .. قالت نامي وهي تساعد كاترينا :
" سآخذك إلى المشفى .. فإن ذهبت إلى بيت السيدة روبنسن فلن ترحمك .. وربما يحدث لك شيء .. لذا فأنا خائفة عليك "
قالت كاترينا وهي تنزل من الدرج بصحبة نامي :
" سآتي معك إلى المشفى .. فقد بدأ الألم يعتصرني "
أحست نامي أن كاترينا لم تعد تتحمل الألم .. وقد تنهار في أي لحظة .. فبدأت تبكي .. فنظرت كاترينا نحوها بعينها الزرقاوين وقالت :
" نامي لا تبكي .. سأتحمل الألم من أجلك .. أرجوك لا تبكي .. لا أريد رؤيتك تعانين بسببي .. يكفي ما أعانيه .. فلا تزيديني معاناة "توقفت نامي عن البكاء .. حضرت أم نامي لتأخذها إلى البيت كالعادة ..
ولكن هذه المرة قالت لأمها وبصوت يملأه القوة والحزن في نفس الوقت :
" أمي .. خذيني إلى المشفى أريد أن أنقذ حياة كاترينا "
قالت أمها بدهشة :
" ما بها كاترينا ؟ صديقتك التي تتحدثين عنها "
قالت نامي وهي خائفة على كاترينا :
" أمي أنها مريضة .. إنها تتألم بشدة .. أرجوك ساعديني "
قالت أم نامي بحنان :
" سأساعدها لأنها صديقة ابنتي "
دخلت نامي وكاترينا سيارة أم نامي ..
قالت كاترينا وهي تنظر نحو نامي :
" لن أنسى معروفك يا عزيزتي نامي "
ردت نامي وهي تلمس كاترينا ودموعها تنهمر :
" لا أريد أن أفقدك أختي كاترينا "
قالت كاترينا وهي مبتسمة رغم الألم :
" شكرا نامي .. لقد أشعرتني أنني أمتلك أختا "
قالت نامي وهي تمسح دموعها :
" بل شكرا لك .. لأنك قبلتني كأخت "
بعدها أحست كاترينا بالألم يزداد لكنها ظلت صامتة ..
كان المشفى بعيدا جدا عن المدرسة ..
نظرت نامي نحو كاترينا .. فوجدتها لا تتحرك .. اقتربت منها .. وتحسست حرارتها .. كانت حرارتها مرتفعة للغاية ..بدأت نامي تنادي كاترينا .. فتحت كاترينا عينها ونظرت نحو نامي فكانت ترى الدنيا غير واضحة .. سألتها نامي :
" كاترينا .. هل تتألمين ؟ أجيبي "
قالت كاترينا ويبدو عليها التعب :
" سأصبر من أجلك نامي "
ثم وضعت رأسها على كتف ناميأم نامي لم تصدق ما تراه .. لم ترى ابنتها تتصرف بجدية وحزم مثل الآن
هل نامي تحب كاترينا لهذه الدرجة أم ماذا ؟
وصلت أم نامي وأوقفت سيارتها بقرب المشفى .. نزلت نامي وهي تساعد كاترينا على المشي .. فقالت كاترينا بإبتسامة :
" لا أدري كيف أرد جميلك ؟ "
قالت نامي وهي تحمل كاترينا :
" لقد ردتي جميلي .. أنت أختي "
أحست كاترينا بالسعادة رغم الألم الذي تعانيهدخلت كاترينا عند الطبيبة .. ففحصتها الطبيبة .. وقامت بنقلها لغرفة أخرى ..
اقتربت نامي من الطبيبة وقالت :
" هل كاترينا بخير ؟ آنستي "
أجابتها الطبيبة وقالت :
" حالتها .. ليست بخير فوضعها غير مستقر "
قالت نامي وهي خائفة :
" وماذا يعني هذا ولماذا أخذتموها لتلك الغرفة ؟ "
قالت الطبيبة وهي تتأمل الدموع التي تسقط من عيون نامي :
" لا أريد أن تحزني .. أختك مصابة بنقص دم حاد .. لذلك أدخلناها لتلك الغرفة لنزودها بالدم "
اتسعت عين نامي .. لم تصدق مع تسمع ..
حتى أنها لم تستطع الصمود فسقطت ..
جاءت أم نامي وأمسكت بها ..
وقالت لها بصوتها الحنون :
" ستكون بخير .. أعدك "
قالت نامي وهي تبكي بشدة :
" إن لم تعد كاترينا إلي فلن أسامح نفسي "هدئت نامي .. وجلست بهدوء تنتظر الطبيبة .. تأتي بخبر عن كاترينا تلك الأخت التي تحبها بشدة .. لم تعد الطبيبة إلا بعد ساعتين ..
جاءت الطبيبة وتقدمت نامي .. لتسألها عن حال كاترينا فقالت الطبيبة :
" لقد استقرت حال كاترينا وهي الآن أفضل .. وبقي عليها أن تحافظ على صحتها .. "
فرحت نامي وقالت للطبيبة :
" هل استطيع أن أزورها واطمئن عليها ؟ "
قالت الطبيبة :
" لا بأس في ذلك .. سأجهز أوراق الخروج من المشفى وأكتب الدواء لها "
ركضت نامي نحو غرفة كاترينا في شوق ولهفة لتلك الأخت وأمها تلحقها ..
قالت نامي وهي تبكي وممسكة بيد كاترينا بقوة :
" لقد خفت عليك كثيرا .. لمَ لم تخبريني أنك مصابة بنقص دم "
قالت كاترينا وهي مندهشة :
" ماذا ؟ لم أكن أدري .. ولكن كنت في صغري مصابة بهذا المرض .. فقد فقدت كثيرا من دمي في حادث السيارة ذاك "
قالت نامي وهي تلمس جبهتها :
" لقد انخفضت حرارتك .. كيف تشعرين الآن ؟ "
أجابتها كاترينا وهي مبتسمة :
" لقد تحملت من أجلك كل شيء .. لم أرد أن أتركك تقلقين "خرجت كاترينا من المشفى مع نامي .. كانت نامي خائفة على كاترينا .. فطلبت من أمها أن تتصل بصديقتها السيدة روبنسن وتخبرها أن كاترينا معها .. نظرت نامي نحو كاترينا وقالت :
" لا تخافي لن تفعل لك السيدة روبنسن شيئا لك .. فقد تفاهمت أمي معها .. أما عن صحتك فحافظي عليها فأنا لا أريد خسارتك "وصلت كاترينا إلى البيت ولم توبخ من قبل السيدة روبنسن ..
وأصبحت تحب نامي .. كثيرا فهي كالأخت ..ولكن ماذا سيحدث بعد ذلك .. ستعلمون كل هذا في الفصل القادم
أنت تقرأ
قتلتني الوحدة
Romanceكاترينا .. هي بطلة هذه الرواية .. فماذا سيحصل لها ؟ كل هذا في روايتي الأولى قتلتني الوحدة