الفصل التاسع .. عودة السيدة ميري

669 35 2
                                    

كاترينا ما زالت  .. تعاني في منزل عائلة روبنسن ..
ولكن نامي كانت تبعث الأمل في قلبها ..
لذا كانت تصبر .. وتبتسم دائما رغم الجروح والآلام ..
فهي تلك الفتاة التي جلست بجانبها .. في مقاعد الدراسة
وأصبحت لها أخت وصديقة بل وأكثر ..
بعد أن قضت يوم كامل بصحبة نامي ..

عادت كاترينا إلى المنزل كالعادة والإبتسامة مرسومة على وجهها ..
استحمت وقامت بتبديل ثيابها .. شعرت بالتعب الشديد ..
فغفت ونامت .. جاءت السيدة روبنسن وطرقت الباب ..
استيقظت كاترينا بمجرد سماعها صوت طرق باب غرفتها ..
فتحت الباب وقالت بأدب :
" ماذا تريدين .. يا سيدتي ؟ "
قالت السيدة روبنسن وهي تحدق في عيني كاترينا :
" هناك سيدة تريد التحدث معك على انفراد "
نزلت كاترينا لترى من هي هذه السيدة ..
اقتربت من الباب وفتحته .. فإذا بها السيدة ميري ..
صاحبة الملجأ .. الذي كانت تعيش فيه ..

اقتربت كاترينا من السيدة ميري وحضنتها .. في تلك اللحظة أحست السيدة ميري بشعور .. لم تشعر به في حياتها ..
فقالت السيدة ميري للسيدة روبنسن :
" هل يمكنني أن آخذ كاترينا معي ؟ فأنا أريد أن أتحدث معها قليلا "
ابتسمت السيدة روبنسن وقالت :
" لا بأس .. ولكن أرجعيها الساعة الثامنة .. لأنني سأخرج "

ركبت السيدة ميري السيارة وكاترينا خلفها ..
انطلقتا معا .. فقالت السيدة ميري :
" أتعرفين ماذا أريد أن أخبرك ؟! "
هزت كاترينا رأسها مشيرة إلى أنها لا تعلم ..
قالت السيدة ميري :
" سأخبرك .. لقد علمت بالأمس من عمتك أنك وريثة أمك وأبيك .. فقد أرادا أن يجعلا البيت تحت ملكيتك .. ولكن لم يجدا فرصة .. ولكن عمتك تدري أنك متبناة وعمرك خمسة عشر وبعد ثلاث سنوات ستحتاجين لبيت يؤييك لذا قامت بتسمية بيت أمك وأبيك باسمك .. ولم يمسه أحد بعد وفاتهما .. فقد احتفظت به .. وحان الوقت لأعطيك إياه "
نظرت كاترينا نحو السيدة ميري وقالت :
" كنت دائما ما أتساءل عن بيتنا "
ابتسمت السيدة ميري ونزلت من السيارة واصطحبت كاترينا للحديقة ..
وقالت السيدة ميري :
" هل تتذكرين هذا المكان "
كانت كاترينا تتذكر هذا المكان .. فبدأت دموعها تسقط .. وقالت بصوت حزين :
" هذا المكان .. كنت آتي إليه مع والداي .. ما أصعب أن تعيش دون والدين "

أخذت السيدة ميري كاترينا لمنتصف الحديقة وأخرجت من جيبها عقد جميل .. ويتوسطه مفتاح فقالت لها :
" حان الوقت لأعطيك هذا .. إنه مفتاح منزلك .. فحافظي عليه ..
هذا هو آخر ما بقي لك من ذكريات مع أمك وأبيك "
بدأت كاترينا تبكي وتذرف الدموع .. ثم قالت وبصوت خافت :
" سيدة ميري .. لدي طلب .. فهل تنفذيه لأجل خاطري ؟ "
قالت السيدة ميري وهي تمسح دموعها :
" اطلبي عزيزتي "
فقالت كاترينا بثقة :
" هل تأخذيني لبيتي لكي استرجع ذكرياتي ؟ "
وافقت السيدة ميري وأخذت كاترينا لبيتها ..

وصلت كاترينا بصحبة السيدة ميري بواسطة السيارة ..
نزلت كاترينا وهي تركض باتجاه البيت بشوق ولهفة ..
دموعها تسبق خطواتها .. وشعرها الطويل يتطاير مع الريح ..
لحقتها السيدة ميري ..

وصلت كاترينا إلى بيتها .. فوقفت أمام الباب لفترة ..
ثم أخرجت العقد الذي يحتوي على المفتاح .. وفتحت الباب ..
دخلت المنزل وخلفها السيدة ميري ..
نظرت كاترينا إلى البيت فرأت كل شيء كما هو .. كما تركه والداها قبل أن يموتا ..
تذكرت كاترينا والداها .. فقالت وهي تذرف دموع أحرقت قلبها :
" لقد عدت إليك أيها البيت .. ولكن لن ترى أمي وأبي فقد ذهبا بعيدا ولن يعودا .. لأنهما فارقا الحياة "
جاءت السيدة ميري .. وقالت لكاترينا بصرت حزين يملؤه الحنان :
" هوني عليك كاترينا ... لا أريد رؤيتك منكسرة هكذا "
بدأت كاترينا تترنح ثم أغمضت عينها وقالت :
" لقد انتهى كل شيء .. "
ثم أحست بالدوار ورأت كل شيء بشكل مشوش .. وفجأة سقطت كاترينا على الأرض مغشيا عليها ..
أمسكتها السيدة ميري .. وبدأت تناديها ولكن لا جدوى ..
ونظرت إليها بحنان .. وكانت حزينة لما حدث لكاترينا ..

نظرت السيدة ميري نحوها… فرأت إحمرار وجهها الغير طبيعي .. فلم تطمئن .. فتحققت من درجة حرارتها .. فوجدتها مرتفعة ..
أمسكت بها ورفعتها .. وأغلقت الباب وأخذت العقد الذي يحتوي المفتاح .. وألبسته كاترينا ..

أخذتها إلى المستشفى .. ثم سألت الطبيبة عن حالها فقالت :
" حالها غير مستقرة .. فهي مصابة بنقص دم .. ويجب عليها أن لا تجهد نفسها وتفكر كثيرا فهذا يؤذي صحتها "
السيدة ميري .. قالت وهي مندهشة :
" والحل ؟ "
قالت الطبيبة :
" عليها أن تشرب هذا الدواء .. فهذا الدواء .. سيساعدها وكذلك عليها أن تتغذى جيدا .. وعليها أن لا تجهد نفسها وكذلك فلتبعدوها عن الصدمات "
شكرت السيدة ميري الطبيبة .. وأخذت كاترينا إلى بيت عائلة روبنسن في تمام الساعة السابعة .. وقالت لها :
" اعتني بنفسك جيدا .. وبصحتك .. وحافظي على ما بقي من ذكريات "

دخلت كاترينا البيت واتجهت إلى غرفتها ..
واستلقت على سريرها وقالت في نفسها وهي تتأمل الأدوية :
" لماذا كل هذه الأدوية ؟ هل أنا مريضة أم ماذا ؟ ولماذا لم يخبرني أنجلو والسيدة ميري عن هذه الأدوية ؟ "
ثم أخرجت عقد أمها الذي يحتوي على المفتاح وخبأته في مكان أمين .. وعادت لسريرها ونامت من جديد

ترى ما الذي سيحصل مع كاترينا ؟ وهل ستعرف ما بها ؟ وماذا عن نامي ؟
ستعلمون كل هذا في الفصل القادم

قتلتني الوحدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن