الفصل السابع .. من أنتِ ؟

698 41 1
                                    

طبعا انجلو وكاترينا قد اعتادا العيش بعيدا عن بعضهما .. ولكن حبهما لن تغيره المسافات ..
لكن مارتين .. ما زال يريد أن يتعرف على كاترينا التي سحبت قلب أخيه ولكن كيف سيتعرف عليها ؟
قرر أن يذهب لبيت أمه .. ليسألها ويتعرف عليها ..
فعند قدومها لمنزلهم لم يكن موجودا حينها ..
اتصل بأمه .. وقال :
" كيف حالك أمي ؟ سآتي اليوم للمنزل "
تعجبت أمه .. فليست من عادته أن يأتي في أيام العمل ..
فقالت :
" ولكنني لن أكون موجودة .. سأصطحب كلارا وجين لبيت أختي "
حاول مارتين أن يستغل هذه الفرصة ليتعرف على كاترينا فقال لأمه :
" لا بأس أمي .. سآتي اليوم وسأنتظر عودتكم "
فقالت أمه :
" لا بأس فكاترينا .. ستكون في المنزل .. وستفتح الباب لك .. تصرف كما يحلو لك .. يا عزيزي .. فنحن لن نتأخر كثيرا "
قال مارتين :
" خذي وقتك .. فأنا سأنتظركم .. وبالمناسبة لن أصطحب انجلو .. فهو سيبيت في بيت صديقه "
ردت أمه :
" حسنا .. "
أغلق مارتين الخط ..
كان مارتين يعلم أن أمه لن تكون موجودة .. ولكنه لم يكن يعلم متى ستعود فقد تفاجئ به عند عودتها .. فرأى أنه من الأفضل أن يخبرها ..
بينما السيدة روبنسن لم تكن مبالية .. فسيخبرها مارتين عندما تعود عن سبب زيارته المفاجئة ..

بعد ساعة تجهزت السيدة روبنسن ..
وأخذت ابنتاها وهما يرتديان أحلى الملابس ..
بينما كاترينا تنظر إليهما .. وتتمنى لو تمتلك مثل هذه الملابس ..
خرجت السيدة ومعها كلارا وجين .. وبقيت كاترينا في المنزل وحدها ..
فالسيدة روبنسن رغم عدم احتمالها وكرهها لكاترينا إلى أنها تعلم مدى أمانتها وأخلاقها العالية الفضيلة .. فكانت تعطيها أمانات لا تعطيها لكلارا ..
وكانت كاترينا تحافظ على هذه الأمانات ..
وهذه إحدى أسباب غيرة كلارا من كاترينا بالطبع ..
ليس فقط جمالها .. بل وأخلاقها الرفيعة ..

قبل أن يأتي مارتين .. اصطحب أخيه انجلو لبيت صديقه جون .. ثم اتجه إلى بيت أبيه ..
وصل مارتين وطرق الباب ثم انتظر ..
لم يكن أحدا في البيت سوى كاترينا ..
فتحت كاترينا الباب .. فوجدت مارتين أمامها فقالت وهي تحدق في عيني مارتين البنيتين :
" عذرا مارتين .. السيدة روبنسن .. ليست هنا لقد ذهبت لبيت أختها "
قال مارتين وبكل جدية :
" أنا لم آتي إلى هنا لأجل أمي .. بل لأجلك "
نظرت كاترينا بعينيها الزقاوين باستغراب وقالت :
" لأجلي ! "
قال مارتين وهو ينظر إليها :
" وما الغريب في ذلك ؟ "
لم تجبه كاترينا .. وأدخلته للمنزل
قال مارتين باستغراب :
" ألا تأخذك أمي معها .. "
ابتسمت كاترينا وقالت بصدق :
" أنا لا أخرج لأي مكان سوى المدرسة .. فالسيدة روبنسن لا تأخذني لأي مكان .. أما السيد روبنسن يخرجني كل ثلاثة أشهر ويشتري لي ما أريد من ملابس وهدايا وكل ما أريد "
قال مارتين وهو يتساءل :
" ألم تملي من الجلوس هنا "
قالت وهي مبتسمة :
" لقد اعتدت الجلوس هنا وحدي .. فأنا كما ترى لا أمتلك صديقات مما يجعلني وحيدة .. وبالمناسبة ألا تريد شيئا "
أجابها مارتين :
" شكرا فأنا لا أريد شيئا ولكن هل لي بسؤال يا كاترينا ؟ "
نظرت كاترينا نحوه وهي تقول :
" لا بأس اسأل ما شئت "
قال مارتين بثقة :
" من أنتِ ؟ "

أجابته كاترينا وقد بدأت دموعها تنهمر :
" أنا فتاة غارقة في الوحدة "
قال مارتين وهو يحاول أن يهدئها :
" لا تبكي .. كاترينا .. أنا آسف حقا لم يكن علي أن أسألك هذا السؤال "
قالت كاترينا وهي تمسح دموعها :
" لا بأس فمن حقك أن تعلم من أنا .. لا تقلق سأجيبك .. أنا فتاة فقدت والداي بسبب حادث سيارة .. بينما أنا أصبت بإصابات بالغة .. حدث هذا عندما كنت صغيرة .. عشت خمس سنوات في الملجأ .. ثم تبناني السيد روبنسن وقد كان حنونا وعطوفا .. "
نظر مارتين نحو كاترينا بحزن وقال :
" أنا آسف .. لم يكن علي أن أذكرك بماضيك "
قالت كاترينا وهي تبتسم إبتسامة صادقة :
" لا بأس .. من حقك أن تعرف من أنا ومن أكون "
نظر مارتين إلى جبهة كاترينا .. كانت مصابة ..
فسألها :
" كاترينا .. ما الذي أصابك ؟ وما بها جبهتك ؟ "
قالت كاترينا :
" لقد اتهمتني كلارا بتمزيق كتبها .. فتلقيت العقاب من السيدة روبنسن .. ولكنني رغم الإصابات لا أحس بشيء فقد وصلت إلى أعلى مستويات الألم "
أحس مارتين أنها تقول الحقيقة .. فعيناها البريئتان كانتا تظهران صدقها وطيبتها ..

فقال مارتين .. وهو يحدق في كاترينا التي بدت كالمسكينة في نظره :
" لذلك يحبك انجلو أكثر من كلارا .. فأنت فعلا إنسانة رائعة .. طيبة حنونة صادقة .. كل هذه الأشياء لم أرها في كلارا .. أعدك يا كاترينا أني سأحبك كما يحبك انجلو وسأنسيك ألم فراق من تحبين .. أنا آسف فعلا فقد شككت فيك "
قالت كاترينا وقد ابتسمت إبتسامة صادقة :
" شكرا .. فأنت تحاول أن تجعلني سعيدة .. شكرا لك "
اضطر مارين إلى الرحيل فقال لكاترينا والابتسامة على وجهه :
" الوداع .. أختي كاترينا .. إن سألت أمي عني فقولي لها أني قد اضطررت للرحيل بسبب اجتماع طارئ "
وخرج مارتين من المنزل وهو مرتاح فقد علم حقيقة كاترينا وصدق أخيه انجلو وكانت كاترينا سعيدة فقد تقبلها مارتين أخت وشقيقة له ..

عادت السيدة وقالت لكاترينا :
" أين مارتين ؟ "
قالت كاترينا :
" اضطر لحضور اجتماع عاجل "
قالت السيدة باستغراب :
" إذا لقد تأخرت كثيرا لم أكن أعلم أن لديه اجتماع "

هل ستبقى كاترينا بلا صديقات في مدرستها أم أنها ستحضى بواحدة ؟
ستعلمون كل هذا في الفصل القادم

قتلتني الوحدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن