اقتربت السيدة روبنسن والدموع تفيض من عينيها وامسكت بيد كاترينا بقوة مكان إصابتها وقالت :
" أرجوك .. لا تذهبي "
صرخت كاترينا من شدة الألم .. لدرجة أن دموعها سقطت ..
لاحظت كاترينا بعد ذلك أن الجرح بدأ ينزف ..
لأنه لم يلتئم بعد ..
نظرت السيدة روبنسن إلى الدم الموجود على ملابس كاترينا وقالت بصوت متقطع :
" ك .. كاترينا .. هل أنت .. بخير ؟
كاترينا أ.. أراك .. تنزفين ؟ "
قالت وهي تلتقط أنفاسها :
" أنا بخير .. لكن الجرح ليس بخير .. "
ثم نظرت إلى الدم الذي نزف من ذراعها ثم قالت بصوت حازم :
" ليس لدي وقت على الذهاب إلى كلارا "
قالت السيدة روبنسن وهي تنظر لذراع كاترينا المصابة :
" لا تذهبي .. إن يداك تنزف بشدة .. سوف "
قالت كاترينا وهي تنظر إلى السيدة روبنسن والتي لم تبد لها واضحة .. بسبب النزيف .. ودموعها سبقت الكلمات :
" سامحيني سيدتي .. علي أن أذهب .. لن أسامح نفسي .. إذا حدث لكلارا شيء "خرجت كاترينا وهي تنظر إلى الطريق نظرة مشوشة .. خرجت السيدة روبنسن بعدها كانت السيدة روبنسن خائفة عليها لأنها هي سبب ما حدث لكاترينا وخاصة أنها تنزف وقد يحدث لها مكروه ..
أغلقت السيدة روبنسن الباب وفكرها معلق بكاترينا ..
بينما كاترينا كانت تفكر في كلارا التي تحمل في قلبها نفس حقد السيدة الشريرة لبياض الثلج ..نظرت كاترينا إلى الشارع .. وبعدها أوقفت سيارة أجرة ..
سألها سائق سيارة الأجرة وهو ينظر لكتفها المصابة :
" إلى .. أين تودين الذهاب ؟ ؟
قالت كاترينا ببرود ممزوج بالألم :
" خذني إلى السجون "
نظر سائق سيارة الأجرة نحو كاترينا بخوف وقال :
" السجون ! وماذا تفعل فتاة في عمرك هناك ؟ "
قالت كاترينا وهي تحاول إيقاف نزيف ذراعها :
" لا تخف علي .. فهناك حساب علي تصفيته "
ركبت كاترينا سيارة الأجرة والسيدة روبنسن تركب سيارتها لتلحقها ..
شغلت السيدة روبنسن المحرك وبدأت تلحق سيارة الأجرة ..
بينما كاترينا تتحمل الألم الذي وصل لأقصى الدرجات ..
وصلت كاترينا إلى السجون ودفعت لسائق سيارة الأجرة ..
وتقدمت نحو الباب وهي مشوشة تماما ..
بينما السيدة روبنسن كادت أن تصل إلى السجون ..
نزلت السيدة روبنسن ووقفت أمام المبنى الذي يبدو من الخارج كالبيت المهجور .. وقالت بصوت خافت يملؤه الخوف :
" السجون ! "
ونظرت تتأمل المكان بينما كاترينا دخلت وطلبت من الحراس أن تقابل كلارا
رد الحارس وهو ينظر نحو ذراعها المصابة :
" ما بك ؟ هل أنت بخير ؟ "
أجابته وهي تحدق نحوه بعينيها الزرقاوين :
" لا .. أنا بخير .. "
فقال لها وهو يسألها :
" هل لك علاقة بالسجينة كلارا روبنسن ؟ "
قالت بصوت ملأه الألم :
" أنا فتاة متبناة كنت أعيش معها "
نظر الحارس بدهشة ثم قال :
" لا أصدق أنت .. ألست تلك الفتاة التي حاولت قتلها كلارا روبنسن ؟ "
قالت له ودموع الألم تتساقط من عينيها :
" نعم ولكن هذا كان من الماضي .. وعلى الإنسان أن يتغير ليصبح أفضل .. والآن هل يمكنني زيارتها ؟ "
هز الحارس رأسه وكان ذلك دليل على موافقته وطلب من زميله أن يرشدها إلى الزنزانة ..
كانت كاترينا تمشي مع الحارس وقد بدأت تترنح ..
فسألها الحارس المرافق لها :
" هل أنت بخير ؟ أنت تنزفين .. "
قالت كاترينا بصوتها المتألم المليء بالبرود :
" لا تخف علي سأكون بخير "
ثم توقفت للحظات ثم أكملت حديثها :
" هل تسدي لي خدمة ؟ "
نظر الحارس نحوها وقال :
" ما هي ؟ "
قالت كاترينا وهي تحاول الصمود في وجه الألم :
" ستأتي سيدة إلى هنا وستسأل عني .. أخبروها أني أتحدث مع كلارا وهي عليها فقط أن تنتظر إلى أنتهي "
رد عليها الحارس :
" لا بأس "
وصلت كاترينا إلى الزنزانة بينما عاد الحارس ليخبر زميله ثم يعود لها ..
نظرت كلارا نحو كاترينا وقالت بصوت خال من المشاعر :
" لم عدت من جديد ؟ لتسخري مني ؟ "
ردت كاترينا وهي تشعر بالتعب فقد نزفت الكثير من الدم :
" بل لأنقذك "
نظرت كلارا نحو كاترينا بدهشة .. الفتاة التي حاولت قتلها تنقذني
الفتاة التي كرهتها من كل أعماق قلبي تخرجني مما أنا فيه لدرجة أنها أحست بما فعلته فبدأت تبكي ..حاولت كاترينا أن تدنو أكثر من كلارا لكنها لم تستطع فجرحها ينزف بشدة ..
لكنها لم تيأس اقتربت نحوها وبدأت تمشي وتحاول الصمود ..
نظرت كلارا نحوها .. وعندما كادت كاترينا أن تسقط أمسكتها كلارا وقالت لها بصوت ملأه الخوف :
" كاترينا .. هل أنت بخير ؟ أجيبيني كاترينا "
نظرت كلارا نحوها وكانت تتعرق بشدة رغم أن الجو لم يكن حارا أبدا .. وكانت تتنفس بصعوبة .. لمست كلارا جبهة كاترينا .. فوجدتها حارة ..
ونظرت إلى الدماء فوجدته يخرج من نفس المكان التي أصيبت به بسببها ..
قالت كاترينا وهي تنظر نحو كلارا وتحاول الوقوف :
" كلارا ابتعدي عني .. سيأتي الحارس فورا ويشك فيك .. أرجوك "
اقتربت كلارا أكثر من كاترينا وحضنتها وقالت والدموع في عينيها :
" كنت غبية عندما حاولت قتلك .. أنا آسفة .. حتى كلمة آسفة لا تكفي فقد مررت بالكثير من الألم بسببي "
وقفت كاترينا مستندة على جدار الزنزانة وأمسكت بيد كلارا لتجعلها تقف ومسحت دموع كلارا التي تنهمر كالشلال وقالت بصوتها المتعب :
" كلمة آسف .. كلمة تكفي وأكثر لإصلاح كل ما فسد في الماضي .. وفتح صفحة جديدة .. ولقد جئت اليوم لأخبرك لا تقلقي .. سأجد لك طريقة لتخرجي من هنا .. وتعيشي حياة سعيدة .. وأنا سأسافر لفرنسا وأتركك تعيشين وحدك بسلام "
ثم قالت كلارا وهي تقترب أكثر من كاترينا :
" ليس عليك السفر .. بل أنا من يجب علي فأنا .. لم يعد .. "
قاطعتها كاترينا وهي تبتسم إبتسامة متألمة :
" لا تقوليها .. فإن لم يعد أحد يحبك فثقي أني أحبك وسأجعلهم يحبونك "
نظرت كلارا نحوها ثم قالت وهي تزيل نظرها نحو كاترينا
وتكاد دمعتها تسقط :
" هل أنت فعلا هي الفتاة التي كنت أود قتلها ؟ أنت طيبة فعلا وأنا غبية لأني حاولت قتلك "
قالت كاترينا وهي تمسك بالدمعة التي كادت أن تسقط من عين كلارا :
" لا بأس .. فالكل يخطئ .. وأنا قد سامحتك "
ثم أكملت كلامها وهي تمسك بجرحها بقوة :
" أنت اصبري قليلا .. وأنا سأحاول إيجاد طريقة لإخراجك حتى لو كلفني هذا حياتي ! "
ثم خرجت كاترينا ووجدت السيدة روبنسن تنتظرها .. اقتربت السيدة روبنسن منها وهي تنظر لملابسها المليئة بالدماء .. ثم وقفت مكانها .. بينما كاترينا تقترب منها .. ثم نظرت نحو السيدة روبنسن وقالت بصوت متألم :
" وأخيرا "
ثم سقطت على الأرض فاقدة وعيها
أسرعت السيدة روبنسن وتحققت من نبضها ووجدتها تنبض رغم ما فقدته من دم حملتها ووضعتها في السيارة وقالت ودموعها تنهمر :
" أنا السبب ما كان يجب علي أن أمسك يديها بتلك القوة وهي ما كان يجب عليها أن تفعل هذا .. رغم كل ما فعلته بها كلارا تنسى كل شيء فعلته بها .. طيبة أنت كاترينا "
ثم اتجهت إلى المشفىترى ماذا سيحصل بعدها ؟ وماذا يحدث لكاترينا ؟ وهل ستخرج كلارا من السجن ؟
أعلم أني شوقتكم ولكن انتظروا السادس عشر بإذن لله
أنت تقرأ
قتلتني الوحدة
Romanceكاترينا .. هي بطلة هذه الرواية .. فماذا سيحصل لها ؟ كل هذا في روايتي الأولى قتلتني الوحدة