4_التنين الأسوَد

2.6K 256 197
                                    










 
إتسعَت مُقلَتَي الغرابي و تجمّدَ مكانه بغير تصديق، فخِلال الأربعة و العشرين سنَة مِن حياتِه لم يتجرأ أحد على التحدث معه بهذه الوقاحة...




صمته الطويل جعَل روزالين تتوتر قليلا، قد تكون حجزت لِنفسها تذكرة سريعة للعالم الآخر بفِعلتها المُتهوّرة هذه...




في الرواية الأصليّة لَم يكن للأمير الثاني أيّ نقاط ضعف مُطلقا... حتى عثرَ على أخته بالصدفة بينما كان يسري بِجنوده عائدا من الحرب...... و لأنّ والدته الراحِلة وصّته بها فقد كانت الفتاة الوحيدة التي يهتمّ بأمرِها...




بتر ذلكَ الصمت الطويل صوت ضحكته العالية ذات الوقعِ الرجولي التي جعلت فكّ الأخرى يُلامس الأرض من شدة الصدمة :



" هل ضحِك للتوّ أم أنني أتوهّم " صفَعت نفسها بِخفّة حتى تعود لصوابها، و هاهو يَمسح دمعته المُتمرّدة و الإبتسامة مازالَت تشقّ وجهه :



" تقولين أنّها مازالت على قيد الحياة؟ كيف تعرفين هذا، فأنتِ لم تلمحيها من قبل... "




" على حدّ علمِي، فقط أفراد العائلة المالكة يملكون وشم تنين أسود على أكتافهم " أومأ برأسه و يبدو أنّه اقتنع تماما بكلامها..



رفع يده نحو وجهها فأغلقت عينيها فورًا تخاف أن يؤذيها، لكنّه و على العكس تماما ربّت على خدّها بهدوء... و قد احمرّ بسبب صفعها لنفسها منذ قليل :


" مجنونة... " تمتم تحت أنفاسه ثمّ سمح لِيده الأخرى بملامسة وجهها ليرفعه بهدوء فتتقابل نظراتهما :



" لن أسمحَ لكِ أن تؤذي نفسكِ مُجددا.... فَحياتكِ ليست ملككِ وحدكِ بعد الآن روزالين سيلفستر!! "




انطلَقت الفراشات بدواخلها بِسبب قربهما و كلماته التي لم تتخيّل أنّها ستنزلق على لِسان شرّير، رجعت خطوة إلى الوراء لِتترك يديه مُعلّقةً في الهواء رادفة :



" بِما أنّكَ ضمنتَ سلامَتي، فسأساعدكَ من اليوم فصاعِدًا ..... حسنا؟ " مدّت يدها لمُصافحته فأومأ موافقًا :



" حَسنًا... سأكون عند وعدي " مازال لا يثق بها بالطبع، لكنّ العثور على اخته أهمّ بكثير من شكوكه، كمّا أنّ امرأة بسيطة مثلها لا تستطيع أذيّته مهما حاوَلَت.





Taming the tyrant ♡'JK'♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن