15-يبتسمُ بريـبة !

352 20 18
                                    


🐬

فور خروج الطبيـب من قـسم الطوارئ
توجه نحوه الشابين اللذين أحضراها و لأنه يرى كم هما قلقين جداً و وجه أحدهما شحُب لونه،كان قد فاتحهما الحديث بكلماتٍ مطمئنة تجعلهم يخففون من محيط التوتر هذا

"لا داعي للقلق ،الآنسة بخير الآن "

الشخص الطويل بينهما تحدث بصوت يحمل بحة و كأنه كان يبكي و قد بدأ بهمر الأسئلة عليه بكثرة لذا بدا هو الأقرب لها من وجهة نظر الطبيب

"ماذا حدث لها؟ "

"أي لمَ..لمَ أغمي عليها؟ "

"أهي تعاني من شيء خطير؟ "

جيمين لم يجد الفرصة للسؤال حتى .. أساساً خوف نامجون غير الطبيعي عليها يجعله قلقاً و خوفه هو عليها يجعله مرتعباً بحق..

فكرة أن نامجون يبدي كل هذا الخوف يجعله يخمن أنها تعاني من شيء ما نامجون يعرفه ..

و فكرة أن قلب جيمين يضرب خوفاً هكذا عليها يجعله يفكر بأشياء و منحنيات ما هو بآملٍ أن يكون عليها

وكان صوت الطبيب الذي ما قاطع أفكاره بل جعله يفكر أكثر، هو من صدر الآن

"سبب فقدانهـا للوعـي هو بذلُـها لمـجهود كبيــر دون تعويـضٍ للطـاقة التي تفـقدها يا سـيّد "

"و ما أعنيه بالمجـهود ..ليس جسدياً فقط بل نفسيـاً أيضـاً"

"و يبدو أن الآنسـة تعاني من اجهـاد نفسيّ منذ فترة ليست بقصيـرة و مع الأسف هذا يظهر بشكل كدمـات على جسـدها "

كل تلك الجمل التي نزلت كالصاعقة على جيمين
لم تكن كفيلة بجعل نامجون يفتح فهمه حتى..

هو صمت بلا أدنى تعبير..حتى تعابير الخوف التي كانت ظاهرة عليه رحلت و ما بقي إلا الشحوب و الوجه الخالي من التعابير

هي ما اخبرته بشيء
هي كذبت في كل مرة سألها بها عن نفسها
هي عانت بصمت أمام ناظريه دون أن يشعر

هو ما كان أهلا لابعاد ذلك الأذى عنها
و لا كان أهلا للصداقة التي ظن أنها رابطهم القوي الذي سيشعره بحالها

لكن ما هي الحقيقة و ما هو الواقع؟

هو كان بعيد و لم يشعر بشيء

و هي الآن تنام بين ثنايا ألم ما هو بعالم عنه لولا اخبار الطبيب له

علاقة الصداقة تلك ما فادت و لا جعلته يشعر بتلك الكدمات و لا بألمها ..
ما خففت عنها و لا جعلتها بحال أفضل

ONCE AGAIN | مرة أخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن