الفصل الأول

6.7K 132 433
                                    








ليلةُ مضت بتلويح خافت. أختفى قمرها، ونجومها زالت بزحف الشمس إلى السماء مُعلنةً عن بَذل جديد من بني آدم. شق الأنُاس بأقدامهم الشوارع، ليشرفوا على أعمال يومية رتيبة ربما لا تلائم طرازهم، حتمًا ستخلق لهم حياة لا تتشابه تفاصيلها مع مشقة العيش إن لم يَأْلُ الجُهد آن المثابرة.

بمكانٍ ما، مكانُ قد شع به النور كغيره من بقاع الله في الأرض، تحديدًا بتلك الحارة الشعبية، وبأحد الأزقة الضيقة. ركض ذلك العشريني بكل ما أوتي من قوة، لينفث عن تنهيدات متلاحقة حين مُطالعته للخلف بخوف، بينما يقوم بمسح العرق المتصبب منه إِبَّان محاولته عبور ذلك السور القصير.

إعتصر طاقته، وهو يتمسك بالطوب من الأعلى بكلتا يديه محاولًا الزحف بقدمه بخطوات مستقيمة تأمل تدلي جسده للجهة المقابلة، فعرقل تحركاته إمساك أحدهم بقدمه من الأسفل، وهمسه ببعض الكلمات المستفزة التي جعلته يستغفر الرب مرارًا قبل إغماضه لجفنيه بقلة صبرٍ متلبسًا الهدوء لمدة، حتى فتحه لعينيه على حين غرة ليهب بكامل طاقته راكلًا من يعيقه بقوة.

إستكمل إسقاط جسده من حافة السور للناحية الآخرى آنئذٍ، وهو يصفر بصوتٍ مرتفع مرددًا : الفطار عليك يا ابن خيري.

قفز الآخر من خلفه بضيق تام، والذي حاول إعاقته من قبل وفشل، ليقول بصوتٍ سُلب منه الطاقة : وسع كده.

حالة شغب عامة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن