بتلك الحارة الشعبية، إرتصت المقاعد الخشبية أمام عمارتهم، مُعلنة عن مناسبة سعيدة من نوع خاص. الجميع يُحدث ضجة لا حد لها، وكأن ما يعيشوه الآن زفاف ليس إلا، بينما لم تكف العمة نبوية عن إطلاق زغاريط عشوائيه فرحًا بنتيجة الثانوية العامة الخاصة بإبنة أخيها.: إنتِ هتهزري يا أم أحمد ما أنا لسه مدياكي حاجه ساقعة من دقيقتين.
رددت العمة نبوية تلك العبارة بمرح، لتطرق المرأه رأسها لثواني، وتعود لترفعه، وهي تجيب قائلة بأريحية : البحر يحب الزيادة.تسلل صوت ثالث للأرجاء، ولم يكن سوى صوت نبوية التى هتفت بحب، وهى تُطالع والدها، وعمها للمرة التى لا تعلم بعددها : وحشتوني أوي.
ناظرها مؤيد بملل فمنذ ساعات عدة، وهى تردد الكلمة ذاتها. قال آنها بوقاحه مع غمزة لهم : إيه إخبار بنات الغردقة ؟
رمقه أبو المعز بأعين ضيقه قبل أن ترتسم الحدة على ملامحه، وهو يتمتم بنبرة ذات مغزى : أتعدل بدل ما أقوملك.
وضع مؤيد يديه على كتف عمة بعشوائية، وتمتم ببرود تام : تقوملي ليه ما أنا قاعد جمبك.
نظر له الآخر بإزدراء، ولكمة على موضع يديه ليستردف مؤيد بسماجة إرتبطت معها عبارة مُلمحة تلقائية : وبعدين مالك، أضايقت ليه يا دنچوان.
أنت تقرأ
حالة شغب عامة
Romantizmعالم فضاء، نجار، مُعلم، وغير متعلم. رسام، مهندس، طبيب، وملطخ بالدماء. بحي السيدة زينب، بحي الزمالك، وبعشوائيات القاهرة ستجدهم. بقرية الخنانسة، بكوخ معزول عن العالم، وبمكان مجهول ستعثر على قِلة منهم. بين قاع، وشَدْو. بين بقايا طاقة، وشح في...