الفصل السادس والعشرين

643 54 75
                                    







يرى أيامهم الماضية معًا أمام عينيه. تلوح له، تذكره بكرهه لها في بداية المطاف، وعطف قلبه عليها فور اندلاع الحقائق عليه، يرى صداقتهم التي تزداد قوة يومًا بعد يوم، فيشعر بشعور غريب.

ضج قلبه بالسعادة من أجلها.
يعلم معُنى الظلم، ومدى الألم المُصاحب لصاحبة.
يعلم كيف يكون شعور فقدان الحرية، وكيف يُعتقل المرء داخل ذاته.

تطلع بها بنور قلب قد ملئ جوانحه، وتمتم بخفوت بعد صمت قد طال فأوصل لها عكس ما يشعر به : أنا متلغبط، ومش عارف أقولك إيه يا رحيل بس هي نتيجة القضية دي أمتى ؟

: ليه ؟
قبضت رحيل على يدها اليسرى المرتعشه بشك بينما تقول عبارتها  ... خشت أن يود كشف الأمر لبيومي، وهي من تحاول إخفاء ما حدث عنه بالكاد. تلتقط رسائل المحكمة الموجهه له، وتخبئها. تحاول منعه من الإيقاع بها رغم سذاجتها خشيةً من حدوث حادثة تطيح بمجهودها إلى القاع.

لاحظ مصطفى الرعب المرتسم على وجهها، فقرر نقل الحديث للهزليه قاطعًا وصل شكها هذا ... ردد بإنحياز واضح لها : عشان نحتفل، نعمل رنجه مثلًا.

: ده كل همك.
ببسمة هادئة إنفك الخوف عنها تمتمت رحيل بذلك، وما لبثت أن لانت ملامحها، وزينها الإطمئنان، وهي تستردف بجدية : أعتقد هانت، فات كذا جلسة أهو أما نشوف.

حالة شغب عامة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن