شُعور

56 14 9
                                    

ها أنا هنا، في بقعةٍ ما منْ هذهِ الأرض
أجلسُ وحدي أنسجُ ما أشعر، وأتساءلُ قائلةً هلْ حقاً سننجو منْ هذهِ المشاعرِ يوماً ما؟

أيا ترى كمْ منْ الأشخاصِ حولِي يشاركُونني ذات الشعور في صمت، وكمْ منهمْ يحملُ جبلاً منْ المشاعرِ القاتلةِ عبئاً فوقَ قلبِهِ!
اجل فوقَ قلبِهِ فدوماً ما يوصفُ أنَّ العبءَ يحملُ على الظهرِ تعبيراً لشدةِ قوةِ الظهرِ في حملِ الأثقالِ، لكنْ أتعلمونَ أنَّ القلبَ أشدُّ قوة!
أجل إنه ذلكَ الشيءُ الصغير الذي لا يتجاوزُ حجمُهُ قبضةَ يدِكَ ، اخبرك أنَّهُ أقوى لتحملَهُ كلَّ تلكَ المشاعرِ التي تنصبُّ عليهِ صباً كلَّ يوم، وكلُّ لحظة غيرَ أنَّهُ يحملُ مشاعرَاً قديمة، فإنَّهُ يستقبلُ مشاعرَ جديدة وعديدةً بعضُها فوقَ بعض، حتى أصبحَ كما تشعرُ الآنَ عزيزِي القارئَ ! نعمْ ضعْ يدَكَ على قلبِكَ الآنَ هلْ تشعرُ بنبضاتِهِ المؤلمةِ؟ بالتأكيدِ تشعرُ لأنَّني قمتُ بتذكيرِكَ بتلكَ المواقفِ المركونةِ على أطيافِ النسيانِ والمشاعرِ التي حاولتَ محوَها، لكنْ ليسَ الغاياتُ كلُّها تدركُ وليسَ كلُّ ما لمْ نرغبْ بهِ نستطيعُ محوَهُ، هلْ صدقتَ الآنَ أن القلبَ يحملُ أطناناً وما زالَ يضخُّ الدمَ منْ أجلِكَ! و يحاولُ جاهداً رغمَ خذلانِهِ وألمِهِ هو يحاولُ، رغمَ طيشِكَ وتسببِكَ بالأذى لهُ إلا أنَّهُ مازالَ ينبضُ منْ أجلِكَ منْ أجلِ أنْ تحيا يوماً جديداً...!
فلا تتمنى أنْ تكونَ تحتَ الترابِ، ولا تعجبْ بقاءَكَ صامداً، فللّٰهِ في خلقِهِ شؤون خلقَ لكَ جسداً درعاً منيعاً يقاومُ منْ أجلِكَ ويسهرُ لأجلِكَ ومسخرٍ لخدمتِكَ، فلا تكن جاحداً أمام نِعم الله

حِبْر قَلّبِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن