أسيئةٌ أنا أمّ السوءُ في طبعِي!
لطالما تساءلتُ داخلِي سراً عنْ ماهيتِي، منْ أنا حقاً!؟
لماذا أتبعثرُ في كلِّ حين، أتبعثرُ عندما أرى طفلاً يبكي ولا يجيبُهُ أحد، أتبعثرُ عندما ترتفعُ الأصوات على الأكبرِ سناً، أتبعثرُ أنا إنْ أتتَنيَ الرياح بالسوءِ في حقِ شخصٍ ما، فبما أنَّني سيئةٌ لماذا أتبعثر...؟
تتلاشى روحِي عندَ كلماتٍ قيلتْ عني منْ الغريب فما بالكمْ منْ محبّ! ينزفُ قلبِي عندَ شعورِي بحزن عابرِ سبيل فما بالكمْ بقاطنيه...!
أتلاشى أنا عندَ كلِّ همزةٍ ولمزِهِ، أتلاشى منْ اللاشيءِ فكيفَ بالشيءِ!
كلُّ ما يؤلمُني أنَّني شيء وفي ذاتِ الأمرِ لا شيء، مصابُ قلبِي ليسَ مُصابُ الجميع ومصابُ الجميع هوَ مصابي...
كتلكَ الزهرةِ أنا سأزكمُ أنفَكَ منْ شدةِ عبقي الذي يفوح لكنَّها ستذبلُ يوماً ما...
كذلكَ الهاتف الذي تحملهُ طوالَ النهارِ أحملُ داخلِي بطارية قابلة للنفادِ فكيفَ باللهِ ستمتلئُ إنْ لمْ تجدْ منْ يملأُها؟
لا تنتظرْ دوماً العطاء وكنْ أنتَ يوماً المعطيَ فحتى تلكَ الشمعة التي تتوهج دوماً دونَ أنْ يضعفَ لهيبُها ستتفاجئ بأنَّها قدْ انطفأتْ في لحظةٍ ما...
جميعُنا بحاجةٍ إلى تلكَ المرآةِ التي تقول لك أنتَ الأجمل، وجميعُنا بحاجةٍ أيضاً إلى تلكَ اليدِ الحانيةِ التي تزيلُ عنا همومَ الحياةِ فماذا لوْ أنَّ تلكَ المرآة تُسمِعُكَ دوماً ما تحبُّ منْ الكلام المعسول وعندَ غضبِكَ ستكسرُها بزجاجةِ العطرِ أتظن أنها ستعود صالحة لِعكسِ صورتك كما كانت!
وماذا إنْ كانتْ تلكَ اليد الحانية تنزفُ خفية وتخبئُ نزيفَها بأنْ تخلطَهُ بالماءِ فلا يُرى منهُ شيء حتى يجف نهرها ويتسلل إليها الصقيع فلا تجدها مرة أخرى!ماذا وماذا وماذا
تأمل من حَولكَ جيداً فليسَ كُل صاحبِ بسمةٍ داخلهُ مُزدهِر ، فَكم من البسمات ليست سِوى قشرة تُخفِي براكيناً أوشكت على الإنفجار.
أنت تقرأ
حِبْر قَلّبِي
Poetryبينَ طواحينِ الأيامِ قدْ تاهَ قلبِي، وجرتْ عليهِ جارياتٌ لا ترى ما تحتَ أقدامِها! تدهسُ قلبِي بلا رحمةٍ فتلاشتْ معالمَهُ... وتسارعتْ نبضاتُهُ مستغيثةً بي، فضاقتْ أوردتي وشراييني متحفزةً تطالبُ بالمزيدِ منْ الأكسجينِ لتتفاجئَ رئتايَ، فتنكمش حولَ نفسِ...