قصة الحب المستحيلة

6 4 0
                                    


أتعلم ماهي قصة الحب المستحيلة؟

منذ قديم الزمان خُلق هذا الكون وكل ما فيه...
كانت السماء وحيدة دوما، لكنها في يومٍ ما رأت ذلك البحر الذي يمتد أسفلها ويعكس لوناً جميلا، يبعث الطمأنينة والراحة، فشعرت بالفضول لتتعرف عليه
ولم تكن هنالك وسيلة لتتعرف عليه سوى أن تُمطره بدموعها تشكي له وحدتها الدائمة ولم يكن البحر سوى عاشقاً لها منذ أن خُلق يرى فيها القوة والصمود والجمال في آنٍ واحد، فكان يشعر بالسعادة كلما أمطرته السماء وشعر بشيءٍ منها على الرغم من انه هو من اهداها بعضاً من مائه دون أن تعلم هي. واستمر هذا الحال طويلا حتى شعرت السماء بالتعجب من هذا البحر الذي لا يكلُّ ولا يمل منها، فكلما أظلمت تحول لونه من الازرق المشرق الى الاسود المعتم.كانت تشعر به يواسيها دوما ولم يتخلى عنها يوماً...

حتى أتى اليوم الذي علمت فيه السماء أن تلك المياه التي تمطرها ما هي إلا تضحيات البحر لها حتى يتنسى له الشعور بها!
وهنا علمت أنها وقعت في حب البحر وكم تمنت لو انها تستطيع الاقتراب منه...

كان البحر هادئاً دوما في حضورها لا تتلاطم أمواجه سوى عندما تمطره بما في قلبها.
اشتكت السماء كثيرا ذات يوم حتى فاض البحر واصبحت أمواجه تتلاطم يمنةً ويسرى ومضى ليله كله يحاول ان يصل إلى السماء كي يحتضنها ولو لمرة!.

لكن بعد عدة محاولات أيقن البحر أنه وإن غمرت مياهه جميع ما في الأرض سيبقى دومًا فوق الأرض ولن يستطيع الصعود إلى السماء
كان البحر منذ ان ايقن هذه الحقيقة في اضطرابٍ دائم، هاج وماج على غير عادته الهادئة، تناثرت مدامعه وامتزجت بالثرى، شحب ليالٍ وفاض بأخرى، حتى قلقت السماء على حاله الذي تبدل بين ليلة وضحاها...

ولأول مرة السماء لم تفهم ما يريد البحر ان يقوله لها ففاضت تبكي حرقة عجزها عن فهمه حتى تلبدت بالغيوم وحُجبت عن البحر تماماً
ارتعد البحر خائفاً من ذهابها فصارت الأمواج عاتية وفيضانه وشيك... سُحب منه اللون الأزرق كما تُسحب الدماء من المريض..بات شاحباً ينتظر عودة سمائه إليه من جديد.
وبعد مدةٍ من الزمن توقفت السماء عن النحيب وزال عنها ما كان يحجبها لترى أن البحر لا زال كما عهدته دوما... ينظر إليها وينتظرها كما يفعل كل يوم. شعر البحر بما يجول بقلب السماء وبموجٍ هادئ تسلل نحو مسمعها ينقل صوت قلبه إلى قلبها ورثاء لقائهما المحال نحو صدرها فعلمت السماء أن البحر كان يشكو لها دون ان تفهم ويبكي دون ان تستقبل دموعه
أمطرت السماء بخفة مجيبةً اياه قائلة: وإن لم يكتب لنا الإجتماع يوماً يكفي أنني اراك دوماً، اشعر بمياهك تدثر جوفي وبأمواجك تهدئ روعي، لا بأس يا بحري فأنا سأبقى هنا أبد الدهرِ.
فأجابها بلجبه قائلا:
ستبقين دوماً سمائي وزرقتكِ اساس كياني، امطريني دوما ودعيني أمامكِ اعلن استسلامي.سأبقى على عهدي ما طال الزمانِ احبك أبداً وإن استحالةِ الاسبابِ، احبكِ دوما يا مهجةَ فؤادي.

وهذه هي قصة الحب الابدية والمستحيلة...

بالرغم من استحالة اسباب اللقاء والاجتماع لكن السماء لا زالت تصون عهدها للبحر وكذلك بالنسبةِ إليه. البحر احب السماء لقوتها وصمودها ولونها...و السماء احبت البحر للونه وتضحيته وجماله.
السماء اهدت للبحر كياناً بعد ان كان يرى نفسه مجرد ماءٍ دون لون، والبحر اهدى للسماء رفيقا لا يمل ولا يكل.

لا مغزى من القصة لكنني تذكرت مقولةِ آرتميس
"حين تلتقي السماء بالبحر ستراني"🩵

حِبْر قَلّبِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن