(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )(28)
في حين أن كل ما حولك يجبرك على الهلع والخوف والقلق، وبالرغم من ضربات قلبك المتسارعة وكأنها تتسابق في ماراثون تريد الفوز به! بل تتسابق أيهم يصعد إلى حنجرتك، وجمود تلك الدموع من هول ما تشعر به وألم القلب الفتاك وضيق التنفس، ورجفة اليدين وانهيار الجسد طالبًا الدعم حتى يستطيع أن يقف مجددًا، في حين أنه لا شيء في العالم يستطيع طمأنتك أبدًا!. هنا يبدأ العقل بالالتجاء إلى رب الهلع والخوف إلى من قذف في قلبك الصغير هذا الكم الهائل من المشاعر، تتذكر قوله تعالى (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا )
وتتذكر قوله تعالى حين انتهت جميعُ أسباب النجاة في منظور موسى عليه السلام حيث قال( كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) وطمأنته لأم موسى عليه السلام حيث قال لها (وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) هنا يُدرك القلب كم أن ربه رحيمٌ بعباده لطيفٌ بهم!...
فمن خلق الهلع خلق الطمأنينة، ومن خلق الخوف خلق الأمان.
وفي هذه الأثناء، تتذكر قوله تعالى:(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) فوالله ما لجأت إلى الله إلا وقد عدت مطمئنة وكأن سكون الكون وأمانه أُنزِل على قلبي، رغم استمرار سبب القلق والهلع، ولكن تتذكر أن الله جبار قوي لا يضيع أمانته ولا يرد يد عبدٍ رُفعت إليه صفرًا، وأنه قال في كتابه الكريم:(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)
فما عليك سوى الدعاء بيقين، وربك الذي وعدك، حاشاه أن يخلف وعده.وها هنا أختم كلامي الذي لو كتبته لسنوات لما انتهى ولما وافى ما شعرت به، فالحمد لله رب العالمين، الذي علا فقهر، ومَلَكَ فقدر، وعفا فغفر، وعلم فستر، وهزم ونصر، وخلق ونشر، الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله ملء ما خلق، الحمد لله عدد ما في السماوات وما في الأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، الحمد لله على ما أحصى كتابه، الحمد لله عدد كل شيء، الحمد لله على كل شيء، اللهم إن بلغ حمدي وشكري عنان السماء فلن أوفيك حقك، فسبحانك يا من بيدك كل شيء وإليك نرجع.
أنت تقرأ
حِبْر قَلّبِي
Şiirبينَ طواحينِ الأيامِ قدْ تاهَ قلبِي، وجرتْ عليهِ جارياتٌ لا ترى ما تحتَ أقدامِها! تدهسُ قلبِي بلا رحمةٍ فتلاشتْ معالمَهُ... وتسارعتْ نبضاتُهُ مستغيثةً بي، فضاقتْ أوردتي وشراييني متحفزةً تطالبُ بالمزيدِ منْ الأكسجينِ لتتفاجئَ رئتايَ، فتنكمش حولَ نفسِ...