دائماً ما كانتْ تستوقفُني عبارة "فاقدِ الشيءِ لا يعطيهِ"
ودائماً كنتُ أتعجبُ منها!
فكيفَ أنَّنا لا نعطيهِ وأنا التي ارتعب بمجردِ فكرةِ أنْ يشعرَ شخص آخر بما شعرت...؟!كيفَ وأنا التي كنتُ أجبر قلوباً منكسرة وقلبِي يكادُ أن ينفطر؟
كيفَ وأنا التي كنتُ أهدي ما تبقى لدَيَّ منْ أمانٍ للخائفين، ثمَّ انزوى على نفسِي أبحثُ عنْ ذاكَ الأمانِ....!
كيف وأنا التي كنتُ أخافُ أنْ أرى صديقتِي تجلسُ وحيدةً، فأرافقها ومن ثمَّ أعودُ كما كنتُ وحيدةً؟
كيفَ وأنا التي عندما أرى دمعتةً أسارع لكيْ أمحوَها، ولوْ كانَ على حسابِ السخريةِ مني!
وأنا التي لمْ تجدْ منْ يمحو دمعتَها!؟كيفَ وألف كيفَ تدورُ داخلَ عقلِي؟
كيفَ وأنا التي جربتُ أصنافَ الجروحِ منْ الكلماتِ والتصرفاتِ، ولكنَّني أنتقي كلماتِي بشدةٍ عندَ الحديثِ... واكبتُ ذلكَ الغضبَ داخلي حتى لا أشعرَ الذي أمامِي بنسمةٍ منْ سوءٍ او ربما حرف قدْ يقودُهُ الجنون...!
فكيفَ باللهِ عليكمْ فاقدُ الشيءِ لا يعطيهِ؟!
لأخبرْكمْ وأنا التي كنتُ المثلَ لتلكَ العبارةِ
أنَّ فاقدَ الشيءِ يعطيهِ بسخاءٍ وحبّ؛ لأنَّهُ يتمنى ألا يرى أحداً يعيش تجربتَهُ، فاقدُ الشيءِ يعطيهِ وببذخٍ.
أنت تقرأ
حِبْر قَلّبِي
Puisiبينَ طواحينِ الأيامِ قدْ تاهَ قلبِي، وجرتْ عليهِ جارياتٌ لا ترى ما تحتَ أقدامِها! تدهسُ قلبِي بلا رحمةٍ فتلاشتْ معالمَهُ... وتسارعتْ نبضاتُهُ مستغيثةً بي، فضاقتْ أوردتي وشراييني متحفزةً تطالبُ بالمزيدِ منْ الأكسجينِ لتتفاجئَ رئتايَ، فتنكمش حولَ نفسِ...