بسم الله الرحمن الرحيم، أبدأ نثر حِبري فوق قلبك...
وبسم الجبار دوماً أدعوه أن يجبر كسرك.يا من تقرأ أحرفي وتتلهف أن تجد ما يلامس زوايا هُجرت بداخلك.
اطمئن!.
فأنا أهديك جُملاً سُقيت بمشاعري حتى ارتوت، فلا تخف ولا تحزن. هنا أكتب لك ما تمنيت دوماً سماعه وكنت أبحث عنه علّ صوت رأسي يخمد وحرقة قلبي تنطفئ.
الآن عزيزي القارئ، ضع يدك فوق قلبك النابض وأسدِل جفنيك واستشعر كل نبضةٍ منه.
.
.
.
.
.
.
.
.هل اختنقت؟ أم فاضت عيناك كالعادة؟
لا بأس حقًا إن شعرت بكليهما فكل ذلك سيهون، كل ما تشعر به سيمضي... سيمضي كما مضى الذي قبله.
ستخبرني: كيف سيمضي وعمري هو الذي مضى، وصحتي هي التي تمضي!
سأجيبك: بالحديث الشريف [عنْ أَبي سَعيدٍ وأَبي هُرَيْرة رضيَ اللَّه عَنْهُمَا عن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه] متفقٌ عَلَيهِ.
إن وضعت حديث رسولنا الكريم نصب عينيك ستعلم أنه سيمضي يا عزيزي، سيمضي هذا الحزن والألم والمرض سيمضي هذا الكدر تاركًا في ميزانك جبالاً من الحسنات...
الله لطيفٌ بعباده خبيرٌ بما هو أصلح لهم، وإن كان هذا الأمر الذي يجثم فوق حياتك ككابوس ظاهره سيئ ولا خير فيه، لكنك لا تعلم ما يكمن خلفه من خيرٍ عظيم لقلبك.
ستسألني: لكن الأمر مؤلم ماذا أفعل؟!
سأخبرك: أن لأهل الصبر نهاياتٍ جميلة، والصبر طعمهُ مر كالعلقم لكن أثره حلوٌ كالعسل، ألا يكيفك أن للصابرين مكانة خاصة يوم القيامة؟
قال تعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر:10]وقال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة:155-156]
وقال ﷺ:[ ما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر]
وقال ﷺ: [عجبًا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن.]
.
.
عزيزي المغترب عن هذه الدنيا!
والله ما كانت هذه الدار دارنا ولا حتى مأوىً لأرواحنا...
أنت هنا لأنه لا فوز دون جهاد، ولا راحة دون تعب، فإن أتعبتك دنياك فما هذا التعب سوى ثمنٌ لآخراك.
أنت تقرأ
حِبْر قَلّبِي
Thơ caبينَ طواحينِ الأيامِ قدْ تاهَ قلبِي، وجرتْ عليهِ جارياتٌ لا ترى ما تحتَ أقدامِها! تدهسُ قلبِي بلا رحمةٍ فتلاشتْ معالمَهُ... وتسارعتْ نبضاتُهُ مستغيثةً بي، فضاقتْ أوردتي وشراييني متحفزةً تطالبُ بالمزيدِ منْ الأكسجينِ لتتفاجئَ رئتايَ، فتنكمش حولَ نفسِ...