اضغاثُ أحلام

4 2 1
                                    

ها قد أتى اليومُ المنتظر... أُخترت أنا وهو من بين الجميع.همساتُ من حولي تكادُ أن تُذيب خلايا عقلي،ونظرات الشفقة والشماته تُجردنُي من ثوبي ليحيطَ بي صِّرٌ يتسلل نحو قلبي ببطئ. قادوني نحو المنصة، لأكن أكثر دقة... قادني من يجب أن يُقاد معي! نظرت حولي في تيه،لكنني استطعت ان اسمع الوداع من عينيّ والدتي الغارقة بدموعها!، ولمستُ القهر في اشاحة أبي لرأسه. جُررت حتى أعتليت منصةِ الإعدام...أو لأقل منصة التطهير كما يزعمون. جثوت أرضاً بسبب تلك الضربة التي وُجهت نحو مفصل رُكبتي. تعالت الأصوات من حولي فتجمدت الدماء داخل رأسي فلم استطع ان أتحرك إنشاً واحداً.أقتربت تلك الطبيبة ثم وضعت فوق صدري الذي يكاد ان ينفجر من سرعة تَنَفُسي لاصقاتٍ ما، واحاطت عضدي بشيئ لا أعلم ما هيته لكنني استطعت ان اعلم ان تلك الأسلاك موصولة بذلك الجهاز الذي ظهر فيه نقش نابضي يُفشي اضطرابه الذي حاولت إخفائه. نظرت نحوي تلك الطبيبة وهُيئ إليّ أنها تنظر إليّ بنظراتِ اعتذار! ثم قالت: انظري إليه كيف ينبض بقوة، يا للأسف سيفقد قوته هذه بعد قليل و للأبد.كانت الأصوات تتعالى من كلِّ حدب منها الساخط والمشفق والشامت والمتحمس.
تسائلت بعقلٍ مُغيب، هل رؤية ازهاق الروح ممتع إلى هذه الدرجة؟.
انتظرت ان يجيبني أي شخص لكن لم اسمع صوى تلك الصرخات الفوضوية.
أطلقت العنان لبصري أن يُحلق كيفما شاء، كان الجميعُ هُنا حتى عائلتي التي ينقصها أبي.
أعدت نظري نحو ذلك الذي يَقفُ أمامي بكل ثباتٍ ينظر نحوي وبالتحديد داخل عيني!.
لقد أحببته في يومٍ من الايام لكنني لم أجهر بالأمر حتى بيني وبيني. وظننت لوهلة عندما أُختير اليوم معي أنه أحبني أيضاً ولهذا يتم تطهيرنا! لكنه الأن يشرع بسكب السُّم داخل كأس العصير الذي سيُّقدم إليّ. لن أموت بهدوء كما تمنيت دوماً بل سيبدأ السُّم بالانتشار داخل جسدي والتغلغل لقلب كل نواةٍ فيه حتى يشلها ويميتها. سأختنق وتجحظ عينيّ بإحمرارٍ مُخيف.سأعاني ثم بعد ذلك سيعانقني خلاصي.

حِبْر قَلّبِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن