إلى قلبِي وقلبِك، إلى حزناً باتَ يُفتِك، إلى خواطر لمْ يكنْ فالحسبانِ يوماً أنَّها ستُكسر، إليكمْ حبرَ قلبِي اسكبْ ...
في حينِ أنَّكَ الآنَ تغوصُ في تفكيرٍ عميق يأخذُكَ لأسوأِ كوابيسك، وربما يأخذُكَ لأجملِ لحظاتِكَ التي باتتْ لكَ الآنَ منْ أحزنِها...!
تُنهي يومَكَ الشاقّ، رغمَ أنَّكَ لمْ تبذلْ جهداً ولكنْ كانَ التظاهرُ شيئاً عظيماً قدْ امتصَّ جلَّ طاقتِك، انتهى الآن تستطيع أنْ تُزيل عنك قناعَ قوتِكَ وبهجتِك، أنت الآنَد بينَك وبينَ نفسِك، تستطيع أنْ تظهرَ تلكَ التعابيرَ التي حاولت جاهداً إخفاءَها خلالَ يومِك، تستطيع أخيرا أنْ تُغمِضَ عينيْك وتسترخيَ، لكنْ ءأخبِرُكَ ما هوَ اسوء شيء في هذهِ اللحظة!؟
السيء حقاً أنَّ صوت العالم قدْ انخفضَ حدَّ الهدوءِ المرعب، فلمْ يبقَ لكَ سِوى صوتُكَ أنت، الصوت الذي كنتَ تهرب منهُ نهارا، ها هوَ ذا يتسللُ إليكَ رويداً رويداً، يستحوذُ عليكَ ويجعلُكَ تُنصت إليهِ قسراً، أنتَ الآن تستمع إلى نبضاتِ قلبِك الموجعة، تستمعُ إليها بإنصات، وتشعر بكلِّ نبضة! حتى أنَّكَ إنْ أنصتْ جيداً ستستطيع معرفةَ عددِها وتقدير قوة كلِّ نبضةٍ منها، كلُّ نبضةٍ هيَ دليلٌ على أنَّكَ مازلتَ على قيدِ الحياةِ وأنك لمْ تمتْ بعد، قلبُكَ الذي لطالما قسيتَ عليهِ، مازالَ يحبُّكَ ويمدُّكَ بالحياة، ما زالَ يخفقُ منْ أجلِك، صحيحٌ أنَّهُ في كلِّ نبضةٍ يؤلمك، لكنْ ربما هيَ محاولة بائسة منه لمعاتبتِك، أوْ حتى يريدُكَ أنْ تشعرَ أنَّكَ ما زلتَ تمتلكُ قلباً ينبضُ داخلَك، ففي حينِ أنَّكَ الآنَ تغوصُ في تفكيرٍ عميقٍ يأخذك لأعمق الذكريات المُؤلمة، قلبُكَ يتفاعل معَ كلِّ ذكرى توردِها وتذكرِها، أغمض عينيْكَ يا صديقِي كفا قلبِكَ عبءَ الحاضرِ، لا تزدهُ بتذكرِ الماضي.
يكفيكَ حقاً!!
أغمضْ عينيْكَ الآنَ، واستشعر نبضات قلبِك المتألمةِ، علَكَ يوماً ما، وقبلَ توقفِ تلكَ النبضاتِ وهروبِ دفئِكَ منْ جسدِك، علَكَ تُدركُ ما هيهِ الحياة، وتدركُ طمأنينة قلبِكَ الخائفِ، علْكَ تدركُ ذلكَ قبلَ فواتِ الأوانِ.!.
أنت تقرأ
حِبْر قَلّبِي
Poetryبينَ طواحينِ الأيامِ قدْ تاهَ قلبِي، وجرتْ عليهِ جارياتٌ لا ترى ما تحتَ أقدامِها! تدهسُ قلبِي بلا رحمةٍ فتلاشتْ معالمَهُ... وتسارعتْ نبضاتُهُ مستغيثةً بي، فضاقتْ أوردتي وشراييني متحفزةً تطالبُ بالمزيدِ منْ الأكسجينِ لتتفاجئَ رئتايَ، فتنكمش حولَ نفسِ...