(عيسى)
(قبل الجريمة بتسعة و عشرين يوماً)
________________الطاولة صفراء مربعة الكرسي خشبي أحمر الأرضية
بيضاء، السقف أزرق تتدلى منه إطارات مرايا مذهبة.
أمامي سبورة سوداء مكتوب عليها بالطباشير الأبيض
وباللغة الإنجليزية
نحن لا نضيف رسوم خدمة إلى أسعارنا، الأمر يعود إلى
تقديرك.
طريقة ذكية لطلب البقشيش.
أسمع أصوات الشوك والسكاكين تحتك بالصحون البيضاء اللامعة، أسمع ضوضاء الطهي المعتادة، فأنا أجلس على بعد مترين من موقع مطبخ مطعمي المفضل O's Pasta».
تتداخل من حولي همسات وغمغمات بلغات أجنبية مختلفة تقاطعها ضحكات عالية، بعضها سعيد بحق وبعضها
الآخر مصطنع.
ما زلت أبحث عن اسم فرح وكلمة صور أو انتحار فيحديث أي شخص حتى لو كان من المستحيل أن يكون على
علم بمأساتها.
أشعر بالذنب لمجرد التفكير في أنها مدفونة تحت الثرى ووحيدة في قبرها، وأنا المترف المدلل الذي ينتظر صحنا من المعكرونة بعدما دفعت له أخته ثمانمائة جنيه حتى
يبكي أمام مختص.
أقاطع تلك الأفكار السوداوية بتذكير ذاتي بأن هذا ليس
صوتي، إنه صوت الحوت الأسود.
أقول لنفسي أنا في تحسن، لقد ناضلت في السرير الساعة واحدة حتى أخذت القرار أخيرا بالنهوض
صحيح أن مايكل مر علي وأجبرني على ترك الفراش
والنزول معه، ولكن النتيجة واحدة.
اليوم خرجت من البيت لتناول وجبة شهية بعد شهر كامل
لم أر فيه الشارع.
اليوم، لم أرضخ لرغبات الحوت الأسود.
أشغل نفسي بتدوين المزيد من الملاحظات على هاتفي
حتى أتخطى ما تسرب إلى روحي من أفكار اكتئابية
وأتخلص من رغبتي في البكاء للمرة الثانية.أسمع موسيقى مملة من سماعات المطعم، وأنتبه لصوت مايكل يخفي تجشؤه بعد أن تجرع كوب المياه الغازية على
دفعتين.
أعرف مايكل منذ أن كنا نتدرب على السباحة في النادي
طيلة المرحلة الابتدائية.
حين كنا بالصف الثاني الإعدادي، ترك التمارين واتجه للعب كرة اليد، فافترقنا وقلت وتيرة التقائنا بالنادي، حتى انتقل إلى مدرستي منذ عامين فصرنا صديقين مقربين، يجمعهما مقت كرة القدم، وحب المعكرونة، وأغاني كايروكي والكثير
أنت تقرأ
دليل جدتي لقتل الاوغاد
Mystery / Thrillerاكتشفتُ الليلة أن كل فرد من عائلتي قد قُتِلَ مرَّة على الأقل! وقفت خلف جدتي وهي تفتح باب الغرفة لأجد جثة هذا الوغد عارية. بالطبع لم أشك في قاتل غير جدتي! ليس لأنها الوحيدة في بيتنا التي تملك سلاحًا احترفت استعماله منذ أيام شبابها، وليس لأننا نعلم أن...