١٠

178 7 0
                                    

المرحلة الرابعة "الغضب"
(مريم)
(قبل الجريمة بيوم)
            ________________

منذ أن عدنا إلى القاهرة وأنا أجد في بيجو سلوكيات غريبة.

في البداية، اكتشفت أنه ملأ ثلاجتنا بالجعة المستوردة بعدها صدمت بأنه يدخن الحشيش كل مساء.

والآن، صار يستيقظ كل صباح ويتسلل من فراشنا بحرص حتى لا يوقظني، ثم يتجه للاختلاء بنفسه في غرفة استوديو أبيه التي عزّ عليه تحويلها إلى غرفة معيشة، وقرر أن يحتفظ بحالتها كاستوديو تسجيل صوت عتيق يطلق

عليه اسم «الكهف الذكوري».

ما زلت أجد صعوبة بالغة في الحديث معه عن الأمر. لقد قلبت جميع السيناريوهات في ذهني، الردود المتوقعةوغير المتوقعة كلها.

كل ليلة، أشعر بأنني مستعدة للحديث معه ثم أتراجع في

آخر لحظة.

أصبر نفسي على أنه سيعاشرني عاجلا أم آجلا.

الجنس ليس الشرط الأساسي للزواج الناجح بالتأكيد المهم حسن المعاملة وبيجو يعاملني بلطف شديد، لا إهانة

ولا قسوة ولا ضرب ولا بخل ولا تلفت نظره أي أنثى غيري

فهو يحترم وجودي.

يحسن بيجو إلى عائلتي وهم بدورهم يحبونه، خصوصا

عيسى، يعتبره أخاه.

يزوره كل ليلة، يحادثه ويطمئن عليه، ويذهبان إلى صالة الرياضة للتمرن، وأحيانًا يخرجان ويتسكعان معا حتى يروح عنه أو يقضيان ساعات لا تحصى بغرفة الاستوديو يلعبان

البلاي ستيشن.

كنا في حاجة إلى وجوده بسبب غياب أبي الدائم الذي أخذ إجازة شهرين من العمل بحجة حضور زفافي، ولكن ما إن انتهى عرسي حتى سافر مع زوجته الأوكرانية إلى شرم

الشيخ، ولم يقرر العودة إلى القاهرة إلا اليوم، بل وطلب من

بيجو أن يترك عروسته حتى يصحبه من المطار.حركة غير لطيفة بالمرة من أبي كان شهر عسله الجديد

أطول من شهري عسلي أنا شخصيا.

بالطبع، زوجي الخدوم لم يرفض هو لا يرفض طلبا لي ولا

لأمي.

أريد أن أذهب للتبضع يا بيجو، حسنا يا مريومة.

أريد أن أذهب إلى السينما يا بيجو حسنا يا مريومة.

أريد أن أصلح حاسوبي المحمول يا بيجو، فلنشتر واحدًا

جديدا يا مريومة.

طلباتي كلها مجابة قبل حتى أن أطلبها، ولكني ما زلت أشعر بالقلق والتوتر والضغط ما الذي ينفر زوجي مني ؟

قرأت على الإنترنت أن هناك فئة من الناس اسمهم اللاجنسيون». هم أشخاص لا يعانون أي أمراض عضوية وليست لديهم اتجاهات جنسية مريبة. كل ما في الأمر أنهم يكرهون الجنس ولا يحبون ممارسته ويستحيل أن تثيرهم

دليل جدتي لقتل الاوغاد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن