١١

163 7 0
                                    

(نصرة)
(ليلة الجريمة)
            ________________

في أكتوبر ۱۹۷۳، نجح جيشنا في عبور قناة السويس ولكن وجد العدو ثغرة مكنته من الدخول إلى السويس

موطني.

كنت من فدائيات السويس كما كانت أمي خلال العدوان

الثلاثي.

كنت أعمل كممرضة طيلة فترة الحرب. ينقل إلينا المصابون من جنود ضفة القناة الشرقية فأحسن الاعتناء بهم أنا وزوجي شرف الدين، ولكن حين اقتحم العدو منطقتنا،

حملت وزوجي السلاح وخرجنا لملاقاته.

قصف العدو مدينتنا جوا، واستهدفوا خزانات المياه

والمواسير وأماكن التموين والمؤن ووحدات الاتصال.

ضربوا المدينة، ولكن عجزوا عن غلبتها.

ساهمت أنا وزوجي في مهمات تكاد تكون مستحيلة للتسلل بين دبابات العدو ومدرعاته حتى نتمكن منالوصول إلى محل البقالة الوحيد الذي به هاتف يعمل، فننقل

إلى القيادة أخبار ما يحدث تحت هذا الحصار اللعين.

الجوع والعطش يصارعاننا ننهي صيامنا على كسرات

الخبز مع البصل المقلي والمخلل.

الأدوية قليلة، والمياه تنقطع اليوم كله ثم تعمل لساعتين فقط.

العدو يقصف أي سيارة إسعاف متجهة إلى خارج المدينة الإنقاذ الجرحى والمصابين.

الرجال يصنعون المتاريس والكمائن والأخاديد حتى

يتصدوا للعدو، ويقابلون المدرعات والدبابات بالطبنجات

والرشاشات.

النساء يداوين الجراح، يصنعن الطعام، يطعمن الأفواه يؤازرن يعاضدن، يربتن على الأكتاف ويحملن السلاح

ويسقطن جنود العدو خلسة.

القيادة أعلنتها لنا صراحةً كان الله في عونكم، سنحارب

من أجل النصر حتى آخر فرد».

استبسلنا!

أنا وحدي أصبت ببندقيتي من نافذة مبنى مهجور عشراتالأفراد من جنود العدو، وقد كنت حاملا في الشهر السادس. أما شرف الدين فحدث ولا حرج. كان غضنفرًا ابن غضنفر يقفز من النوافذ على الدبابات، يزحف أسفل المدرعات يركض تحت وابل من الرصاص ثم يضرب بمدفع الآر بي جي دبابة يعطل بضربها تقدم خط الدبابات المكتسح للمدينة

كلها.

كان بطلا!

قبل صدور قرار وقف النار في مدينة السويس بأربع ساعات، كنت في المشفى أساعد الممرضات بخبرتي على تضميد الجروح، ثم وجدتهم يدخلون علينا حاملين رجلا مصابًا بشظايا قذيفة، فقد ذراعه اليسرى وساقه اليمنى

دليل جدتي لقتل الاوغاد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن