٦

205 8 0
                                    

(بتول)
(ليلة الجريمة)
           ________________

ستر رجال الإسعاف بدن العائد من الموت وحملوه على المحفة، وخرجوا به من الصالة في طريقهم إلى عربة

الإسعاف.

خنزیر

دعوت الله أن يموت قبل أن يصل إلى المشفى، ثم تذكرت

أن موته سيعني بالتبعية إعدام أحدنا.

على الأقل، سننجو الليلة من حبل المشنقة.

انتشر رجال المعمل الجنائي يفحصون كل شبر من شقة

زوجية مريم وبهيج، خاصة غرفة الاستوديو.

وصل معهم ضابط شاب كان يبدو أكثر حزمًا من صديقه الطويل العاطفي الذي كان يتعامل معنا وكأننا في عزاء

وليس موقع جريمة قتل.

الآن، غاب عني اسم الضابطين.

إنه التوتر الذي يجوب في رأسي مثل لعبة الباكمان، ويلتهمأحدث المعلومات التي ولجت إلى مخي دون حفظ، ولكني أذكر أن الضابط الطويل الذي كان معنا منذ البداية له اسم

قائد عربي، وصديقه القصير الذي وفد إلى شقتنا حديثا كان

اسمه على اسم نبي.

اللعنة، من يبالي بالأسماء الآن

فحص الضابط القصير ساعة الحائط الساقطة أرضًا بجوار

الحائط المبطن بنظره دون أن يلمسها.

تهشم إطارها الزجاجي بسبب الطلقة التي اخترقتها فتعطلت عقاربها وهي تشير إلى الساعة الثانية والنصف

فجرًا، أي قبل عودتنا من القسم بنصف ساعة.

قد يجد الضابط في ذلك دليلا يؤكد أن الجريمة تمت في

غيابي أنا وجدتي وعيسى، أو قد يعتبره تمويها مقصودًا منا.

تفحص موضع الرصاصة التي اخترقت الساعة ثم استقرت في الحائط المبطن، وحك ذقنه المختوم بطابع حسن بارز

أدرك مثلنا أن المسدس انطلقت منه رصاصتان واحدة

فاشلة والأخرى استقرت في رأس المجني عليه، لعنه الله.

نظر وراءه ثم مد ذراعه وأخذ يسير إلى الخلف دون أن

يرفع عينيه عن موضع الرصاصة الفاشلة.شاهدت ما يكفي من وثائقيات الجريمة وسير القتلة المتسلسلين حتى صرت خبيرة بالتحقيقات البوليسية، مما

جعلني أفهم ما الذي يفعله هذا الضابط دون أن ينطق.

كان يتتبع خطوات القاتل حتى وصل إلى نقطة تناسب

مسار انطلاق الرصاصة وقوتها.

همس إلى زميله، فدوّن كلمتين في دفتره الصغير، ثم مال إلى الأرض ونظر إلى شيء ما.

دليل جدتي لقتل الاوغاد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن