٩

226 9 0
                                    

(عيسى)
(قبل الجريمة بتسعة عشر يوماً)
           ________________

تركت الفراش فور أن فتحت عيني. كنت جائعا فخرجت من الغرفة لأجد جدتي صاحبة المزاج

الرائق دائما، تأكل شطائر الفول والطعمية بالشرفة.

أكلت معها ثم شربنا الشاي بالنعناع ودخنت سيجارة

سمحت لي بأن آخذ منها نفسًا واحدا ثم لعبنا الطاولة.

غلبتني بالطبع.

استيقظت أمي بعدها بقليل تأكل شطيرة جبن وتلوك الجرجير كالسلاحف، ثم جلس ثلاثتنا في غرفة المعيشة وضوء الصباح الباكر المنعش يسقط على وجهي فيشعرني

بشيء من البهجة غير المعهودة.

فتحنا التلفزيون ورفعت جدتي الصوت لأعلى ما يمكن حتى تشاهد فيلم «النهر الخالد الذي رأته ما لا يقل عن مائة مرة في كل مرة تخبرني كم كان جدي شرف الدين يشبه عمر الشريف حد التطابق، وأنني ورثت دقة ملامحيوجاذبيتي منه وليس من أبي ذي الأنف المفلطح والعينين

الضيقتين.

خرجت بتول من غرفتها بملامح منتفخة من فرط النوم وبشعر أشعث وبعينين حمراوين، يتبعها كلبها وهي تصيح

- هل نحن في نادي السينما ؟ أخفضوا صوت التلفزيون

اللعين

علقت جدتي

استيقظت الباشمترجمة لتقرف أهلنا إنها العاشرة صباحًا.

في سنك، كنت أستيقظ من الرابعة فجرا.

- ولم أستيقظ في الرابعة فجرًا؟ لأحلب الجاموسة أم

لأؤذن مكان الديك؟

- ما من جاموسة غيرك هيا استيقظي، فأختك وزوجها

سيمران علينا خلال ساعة.

أخذت تتمتم وتضرب الأرض بكعبيها، حتى صفقت الباب

خلفها ومعها الكلب.

خرجت بعدها بفترة وقد هذبت منظرها وأعدت لنفسها

قهوتها السادة التي تجعلها مثقفة رسميًا.

ارتشفت القهوة ثم سألتنيما سر بهجة القرود التي على وجهك ؟

أجابتها أمي:

- قولي ما شاء الله، ألا يكفي ما أصابه ؟

علقت جدتي

على وجهه ابتسامة حلاوة البدايات.

سألتها بتول:

- أي بدايات هذه؟

حفيدي عنده موعد اليوم مع عائشة فهمي.

- جدتي

. سمعتك بالأمس تتحدث مع مايكل. من عائشة فهمي هذه

يا عيسى ؟ يبدو اسمها مألوفًا.

دليل جدتي لقتل الاوغاد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن