انواع الغيبة

13 1 0
                                    

💎 ٢ 💎
فلنقترب أكثر ونتعرف عليها

الغيبة من كبائر الذنوب، وأسأل الله تعالى أن يتوب علينا جميعاً منها، وأن يسلِّمنا ويسلِّم الناس منا، وقد نهى عنها ربنا جل جلالـه بقوله {ولا يغتب بعضكم بعضا} ونبه على شناعتها بثلاثة أساليب:
أولها: تشبيه المغتاب بمن يأكل لحم إنسان.
ثانيها: هذا الإنسان الميت أخ للمغتاب.
ثالثها: هذا الإنسان المأكول لحمه ميت لا يستطيع الدفاع عن نفسه.
وكفى بذلك تشنيعاً وتبشيعا

💎قال رسول اللَّـه ﷺ :

" أتدرون ما الغيبة ؟!
قالوا : اللَّـه ورسوله أعلم.
قال : ذكرك أخاك بما يكره !
قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟!
قال : إن كان فيه ماتقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه ".

- ولقد فسر الإمام النَّووي - رحمه اللَّـه - ( ذكرك أخاك بما يكره ) فقال :

" سواء ذكرته بلفظك أو في كتابك أو رمزت أو أشرت إليه بعينك أو يدك أو رأسك ، وضابطه : كل ما أفهمت به غيرك نقصان مسلم فهو غيبة محرمة ".]

💎وقال الرسول صلى الله عليه وسلم  " لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تناجشوا ولا تدابروا ولا يغتب بعضكم بعضاً وكونوا عباد الله إخـواناً" ( متفق عليه )

أما صورها

💎والغيبة .. أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه في بدنه.... أو خلقه.... أو دينه... أو بيته... أو عقله . مثلا ...

في البدن : كالعمش , القرع , القصر , الطول , السواد ,الصفرة
  في الدين : فاسق ,  خمر, مقصر في الصلاة, لا يحسن الركوع
في الخلق: بخيل , متكبر, مراء , جبان , متهور, ضعيف
في  الفعل : سارق , كذاب, ظالم , متهاون , يغتاب الناس , ليس ببار والدية
في الدنيا : قليل الأدب , كثير الكلام , كثير النوم , كثير الأكل
في الثوب : واسع الكم , طويل الذيل , وسخ الثياب

💎 الغيبة الخفية!
هي غيبة الملتزمين وأصحاب التدين، فإذا ذُكِر عندهم أحد يكرهونه أعرضوا وقالوا: دعوه .. يستر الله علينا وعليه، أو اتركوه لا شأن لنا به، أو نعوذ بالله من الغيبة، وإنما مرادهم الغيبة وانتقاصه، لكنهم يسلكون إليها طريقا غير مباشر.
هؤلاء يتصنعون الشفقة ويتظاهرون بالرحمة، لكن باطنهم السوء وإرادة الغيبة، فيقولون مثلا: فلان طيب! وهم يقصدون أنه مُغفَّل!

وللشيطان مداخله ليذهب بالعباد لكى يمدحوا أنفسهم بمذمة الآخرين منها مثلا بأن يقول ( ذاك المسكين قد بُلى بأفه عظيمة تاب الله علينا وعليه) هذه أيضا غيبة

💎الغيبة القلبيه

قال ابن الجوزي- رحمه الله!- :

اعلم أن غيبة القلب : سوء ظنه بالمسلمين .

والظن ما تَركن إليه النفس ويميل إليه القلب . وليس لك أن تظن بالمسلم شراً إلاّ إذا انكشف أمر لا يحتمل التأويل ... ومتى خَطَر لك خاطر سوء على مسلم فينبغي أن تزيد في مراعاته وتدعو له بالخير ، فإن ذلك يغيظ الشيطان ويدفعه عنك ، فلا يلقي إليك خاطر السوء خيفة مِن اشتغالك بالدعاء والمراعاة .
وإذا تحققت هفوة مسلم فانصحه في السر .

إذا الغيبة لا تقتصر على اللسان فقط :

فالتعريض والإشارة والإيماء والغمز والهمز والكتابة والحركة يقع ذلك كله داخل دائرة الغيبة وهي حرام ومن الغيبة أيضاً الذى يقلد المشية كما يمشى صاحبه
  إذا تكلم بكلمة يفهم منها من تقصد حتى بدون ذكر اسمه فهي غيبه

💎 قال ابن القيم: الفرق بين النصيحة والغيبة أن النصيحة يكون القصد فيها تحذير المسلم من مبتدع أو مفسد، فتذكر ما فيه إذا استشارك في صحبته ومعاملته، فإذا وقعت الغيبة على وجه النصيحة لله ورسوله وعباده المسلمين فهي قربة إلى الله من جملة الحسنات.

وإذا وقعت على وجه ذم أخيك والغض منه لتضع منزلته من قلوب الناس فهي الداء العضال، ونار الحسنات التي تأكلها كما تأكل النار الحطب.

وفي هذا كلام نفيس لابن تيمية:

من الناس من يغتاب موافقة لجلسائه، مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون، أو فيه بعض ما يقولون، لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس، فيرى موافقتهم مـن حسن المعاشرة وطيب المصاحبة.‏

ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى، تارة في قالب ديانة وصلاح، فيقول‏:‏ ليس لي عادة أن أذكر أحدًا إلا بخير، ولا أحب الغيبة ولا الكذب، وإنما أخبركم بأحواله‏، ويقول‏:‏ والله إنه مسكين، أو رجل جيد؛ ولكن فيه كيت وكيت‏.‏ وربما يقول‏:‏ دعونا منه، الله يغفر لنا وله، وإنما قصده استنقاصه وهضمًا لجنابه‏.‏
يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقًا.

يتبع بإذن الله

طوبى لمن اشتدت عزيمته واتجه نحو باب التوبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن