ꨄ︎ 𝐴𝑟𝑡ℎ𝑢𝑟 ꨄ︎
مع دخولي لغرفة الاجتماعات، لم يكن الوضع كما تركته قبل لحظات. رأيته يضع يده على ذراعها بقسوة، ووجهها كان عابسًا بتعابير تنطق بالتمرد والغضب. لم أمكث معها فترة طويلة، لكنني أعرف هذه الملامح جيدًا. تظهر حينما يتعدى شخص ما على خصوصيتها.
شعرت بالغضب يتجاوز حدودي، ورغبتي الوحيدة كانت في التخلص منه بأي ثمن، حتى لو كان ذلك يتطلب نثر دمائه على الأرض. لم أعلم سبب مشاعري بدقة، لكن كل ما أعرفه هو أنني لا أرغب في رؤيتها تتعرض للأذى من طرف شخص آخر.
"اخرجي الآن"، أمرت بصوت غاضب، نظراتي تتنقل بين يده الموضوعة على ذراعها ووجهها الممتلئ بالغضب.
لم يتردد العميل لحظة، أطلق سراحها ببطء، نظراته تحمل تحديًا واضحًا. حدقت به بثبات، ورفعت يدي لأشير إلى الباب أخاطب راسيل بدون كسر تواصلنا البصري "لن أكرر نفسي."
توجهت راسيل نحو الباب بخطوات سريعة، وعندما مرّت بجانبي، شعرت بأنفاسها المتوترة. لحظة خروجها، استدرت لأغلق الباب خلفها ببطء، ثم التفت نحو العميل الذي كان يحدق بي بجرأة.
"أنت تتجاوز حدودك، خذ قضيتك وغادر من هنا قبل ان ارتكب جريمة "، قلت بصوت منخفض مليئًا بالتهديد.
"لم أكن أظن أنك من يتأثر بمثل هذه الأمور ، ثم هل تعلم مالذي فعلته؟ "
قال بسخرية وهو يقف ليعدل معطفه.
اقتربت منه بخطوات ثابتة، ونظري لا يفارقه.
" هل أبدوا لك مهتما؟" قلتها ببرود متعمد. ليتوقف عن تعديل معطفه يوجه نظرة تحدٍ نحوي. "هل تعتقد أن تهديداتك ستؤثر علي؟ أنت لا تعرف مع من تتعامل."ابتسمت بسخرية وأنا أتقدم نحوه أكثر حتى أصبحنا وجهًا لوجه. "بل أعرف جيدًا. وأعرف أنك لن تكون الأول ولا الأخير الذي سيحاول أن يختبر حدودي. لكن دعني أوضح لك شيئًا، إذا لم تغادر الآن، فسأحرص على أن تكون هذه آخر مرة ترى فيها هذا المكتب."ظل ينظر إلي للحظة، ثم هز كتفيه بتكلف وأدار ظهره ليخرج. "ستندم على هذا"، قالها بصوت منخفض قبل أن يختفي من الباب.لكن شيئًا في نبرته، في الطريقة التي استخف بها بي، أشعل نارًا في داخلي. قبل أن أتمالك نفسي، وجدت يدي تندفع نحوه، وقبضتي ترتطم بوجهه بقوة. ترنح للخلف، وعيناه اتسعتا من الصدمة."ما الذي فعلته؟" صاح بغضب وهو يمسك وجهه.لم أجب، كنت غاضبًا بشكل لا يمكن التحكم فيه. تقدمت نحوه مرة أخرى، دفعت بصدري نحوه بحدة. "قلت لك أن تخرج، وأنت قررت أن تتحداني."رفع يده ليصد ضربة أخرى، لكنني كنت أسرع. قبضت على معطفه وسحبته نحوي، لألكمه مرة أخرى بقوة جعلت الدم يتدفق من أنفه، ينقط على الأرضية اللامعة.نظراته تحولت من الغضب إلى الخوف وهو يحاول الوقوف بثبات."أنت مجنون!" صرخ بصوت متهدج، لكنه لم يتحرك."أخرج الآن، قبل أن أفقد أعصابي تمامًا"، قلت بصوت هادئ، لكن مفعم بالتهديد.تراجع نحو الباب، وعيناه لا تفارقان وجهي. أخيرًا، استدار وخرج بسرعة، يترك خلفه أثرًا من الدم على الأرضية.وقفت في مكاني، أنفاسي تتسارع، وقلبي ينبض بعنف. كان هناك شيء في هذا الرجل يتجاوز مجرد كونه زبونًا مهما ، لكنني لن أسمح له بتهديدي أو بتجاوز حدوده مع موظفي شركتي. ليس بعد الآن. لم أشعر بوجود كرستيان إلا الٱن حينما رأيته يحدق في المشهد بفك مشدود وعينين متسعتين. "لم يكن يجب أن تفعل ذلك، ستجلب على نفسك المتاعب."نظرت إليه بثبات وقلت: "ربما، لكنني لن أسمح لأحد بأن يتعدى حدوده معي أو مع أي شخص آخر يعمل هنا."
لم أنتظر إجابته بل تجاوزته عائدا إلى مكتبي، أخذت مقعدي، محاولًا استعادة تركيزي. كان يجب أن أضع حداً لهذا التوتر المتصاعد.
مر قليل من الوقت لألاحظ أن راسيل مختفية. قلق غير مبرر بدأ يتسلل إلى نفسي. أين ذهبت؟ هل غادرت المكان بسبب ما حدث؟ خرجت من الغرفة بسرعة،
أبحث في الأروقة، في المكاتب المجاورة، وفي النهاية، توجهت نحو المخرج لأسأل حارس الأمن "هل رأيت راسيل، المتدربة الجديدة "
أنت تقرأ
CONTRACT(عقد)
Romanceفي لقاء مصيري بين رئيس شركة المحاماة "ٱرثر "، و"راسيل" الطالبة الطموحة التي تسعى جاهدةً لتحقيق حلمها بأن تصبح محامية، يبدأ رئيس الشركة في تدبير خططه الخبيثة لتوريطها في عقد يبدو مغريًا، ولكن في الحقيقة، يحمل ثغرات ومخاطر غير مرئية. ترى راسيل هذه ال...