CONTRACT(عقد)

25ꨄ︎𝒜𝚛𝚝𝚑𝚞𝚛ꨄ︎

ꨄ︎𝒜𝚛𝚝𝚑𝚞𝚛ꨄ︎

جلست أمام ستيفاني أنظر إليها وهي تتحدث، كلماتها تمر بجانبي دون أن ألتقط منها شيئًا.

صوتها يصبح مجرد همهمة بعيدة، غير قادرة على كسر الضجيج الذي يملأ رأسي بينما
كل ما أسمعه هو صوت سايمون،
يعيد على مسامعي ما حدث بالأمس، مذكّرًا إياي بعجزي مرة أخرى .

ما حدث بيني وبين راسيل ينهش داخلي، ثِقل غريب يجثم على صدري. كيف فعلت ذلك؟ كيف تركتها ؟

قاطع تفكيري صوت خطوات على الدرج لأعلم أنها هي قبل أن أراها.
رفعت نظري ببطء... وهناك كانت هي.
واقفة في نهاية الدرج، تنظر إليّ مباشرة.
في عينيها ألف سؤال، وكلهم موجَّهين نحوي.

تلك النظرة... حملت شيئًا بين العتاب والحيرة.

أخفضت بصري، لا أجرؤ على مواجهتها بينما التف الخجل حولي كحبل مشدود ضاغطا، عليّ جاعلا من التنفس صعبًا.

تصلبت في مكاني اراقبها من بعيد وهي تجاهد في رسم إبتسامة لتخونها تلك الإرتعاشة البسيطة التي هربت عبر شفتيها ،
شيء ثقيل يهبط في صدري يذكرني فقط أنني السبب في كل هذا.

أعلم أنني خذلتها. أعرف أنها تنتظر تفسيرًا، أي شيء يبرر غيابي لكني لم افعل بل لازلت جالسا أمام ستيفاني التي لم تتوقف عن الكلام قط .

أعرف ما يدور في بالها الآن. أستطيع أن أرى تلك التساؤلات العالقة خلف عينيها: هل هناك شيء بيني وبين ستيفاني؟ هل أنا حمقاء لأنني صدّقته؟ هل خُدِعت؟
كل تلك الأفكار التي من السهل محوها لو فعلت الشيء الصحيح... لو أنني ذهبت إليها بالأمس لأمسك يدها مخبرا إياها أن لا شيء مما يخيفها صحيح.

لكن لا، أنا لم أفعل ذلك. لم أواجهها بل فضلت الهرب مرة أخرى تاركا إياها تتخبط في شكوكها.

أنا فقط وغد، جبان... لأني جعلتها تشك في نفسها وفي مشاعري بينما كل ما كان علي فعله هو الإمساك بيدها، النظر في عينيها، وإخبارها كم أحبها، كم أنها الشيء الوحيد الذي يعنيني.

لكنني لم أفعل.

رن الجرس فجأة كاسرا هذا الصمت المشحون لتنتفض راسيل من مكانها، وكأنها وجدت عذراً مثاليًا للهروب.

"سأفتح الباب"

قالتها بسرعة وبخفّة مصطنعة لتغادر قبل أن أتمكن حتى من التفكير في شيء لأقوله.

نظراتي تتبعتها دون ارادة تراقبها وهي تمشي بخطوات متوترة نحو الباب. كل تفصيل صغير في حركتها جذبني-الطريقة التي سحبت بها شعرها خلف أذنها، كيف وقفت للحظة قبل أن تفتح الباب.