الفصل السابع

18 5 0
                                    

بداية العاصفة.

(لا يوجد بهذه الحياة شيء يبقى ثابت على حاله دائم، فالحركة هي سمة من سمات الحياة، ليس هذا فقط بل علينا أن نستعد لمواجهة عواصف قد تعصف بكل غالي ونفيس)

مضى الأسبوع الذي احتاجه مجدي وعلاء لترتيب أوراقهم جيدًا، مضى كدهر على الجميع؛  فلقد مضى على عائلة السمنودي كدهر فالانتظار يجعل الوقت يمر ببطء شديد، ولكنه لم يمضي هباءً فلقد أستغل شريف الوقت ليجعل رجاله يراقبون علاء ومجدي داخل وخارج الشركة ليصلوا لأي معلومة ولو صغيرة تساعدهم بالفوز بهذه المناقصة.

مر هذا الأسبوع على أروى ونادر في محاولات مستميتة لإيجاد دليل واحد يُثبت صحة كلامهم.

كما مر على أمينة بنيران مستعرة بقلبها تريد أن تصل إلى الحقيقة المخفية عنها، تريد أن تصل إلى طرف الخيط لرواية أروى، كانت تراقب مجدي دون أن يشعر بها ولا بأعينها التي تراقبه في كل مكان وإلا كان انتهى أمرها منذ زمن.

كانت سالي تشعر بالسعادة عندما كانت ترى شريف حولها في الجامعة، وكل مكان كانت تذهب إليه كانت تراه وكأنه أقسم رغم الاعباء الملقاة على كاهله أن يعتني بها وألا يجعلها تغيب عن أعينه، فلقد بلغ عشقه لها عنان السماء على الرغم من الصراع الدائر بينه وبين والدها إلا أن عشقه لها حطم كل مبادئ هذه الصراع.

أما سناء فكانت منشغلة برعاية أبنائها وانشغلت بمتابعة سير دراستهم لحين عودة فيروز مرة أخرى لوعيها كي تبدأ رعايتها من جديد فهذه الفترة ستحتاج فيروز إلى كل قلب محب لها حب حقيقي وصادق كي تعبر أزمتها بسلام.

ولكن آدم كان حاله مختلف تمامًا عن الجميع  كانت تمر بصعوبة فلقد كاد أن يجن بسبب عدم قدرته على الوصول إلى فيروز للاطمئنان عليها ( كان آدم مجنون بحبه لفيروز، وعلى الرغم من محاولاته المستميتة  للبوح بحبه لها على الرغم من صد فيروز له ورفضها حتى تلميحاته لها بهذا الحُب إلا أنه لم يفقد الأمل في الفوز بقلبها ذات يوم)، وعلى الرغم من حياة الترف التي كان يعيشها آدم إلا أنه كان مهوسًا بالأدب والشعر وخاصة الشعر العباسي فكان يسهر لياليه يقرأ بعض من أبياته وكان أكثر الابيات المقربة إلى قلبه( ديوان للعباس ابن الأحنف من العصر العباسي).

يا أَيُّها الرَجُلُ المُعَذِّبُ قَلبَهُ               أَقصِر فَإِنَّ شِفاءَكَ الإِقصارُ

نَزَفَ البُكاءُ دُموعَ عَينِكَ فَاِستَعِر       عيناً لِغَيرِكَ دَمعُها مِدرارُ

مَن ذا يُعيرُكَ عَينَهُ تَبكي بِها            رَأَيتَ عَيناً لِلبُكاءِ تُعارُ

الحُبُّ أَوَّلُ ما يَكونُ لِجاجَةً               تَأتي بِهِ وَتَسوقُهُ الأَقدارُ

حَتّى إِذا اِقتَحَمَ الفَتى لُجَجَ الهَوى       جاءَت أُمورٌ لا تُطاقُ كِبارُ

وَإِذا نَظَرتَ إِلى المُحِبِّ عَرَفتَهُ          وَبَدَت عَلَيهِ مِنَ الهَوى آثارُ

رواية الأوبسيديان(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن