(بداية النهاية)
( ما تفعله بنا الحياة كثير جدًا، كثير لدرجة قد تفوق الاحتمال، ولكن على الرغم مما نتحمله من مصاعب تفوق طاقتنا وقدرتنا على هذ التحمل إلا أنه يكون على عاتقنا مسئوليات يجب أن نوفيها وأن نؤدي الأمانة إلى أهلها مهما كلف الأمر).
في شركة الاتحاد.
وصلت فيروز إلى مقر الشركة ودخلت إلى مكتب علاء، ألقت التحية على علاء وعمها مجدي اللذان كانا يستعدان لأحد الاجتماعات المهمة، وجلست معهم وقد فرضت وجودها عليهم رغم أنوفهم، وبدأت تسأل عن كل كبيرة وصغيرة داخل الشركة، كل ورقة مهمة كانت أو غير مهمة كانت تُدقق عليها وتراجعها، بدأت تُضيق الحال على علاء ومجدي مما أثار حفيظتهما وغضبهما عليها، ولكنها كانت باردة كالثلج معهم.
أتقنت دورها في هذه التمثيلية جيدًا انقضى أسبوع كامل على هذا الوضع إلى أن جاء اليوم الذي ستستلم فيه نتيجة تحليل DNA.
ذهبت فيروز إلى المعمل لتستلم نتيجة التحليل والتي كانت كما توقعت لتذهب بعدها مباشرةً إلى أدهم ونادر بعدما طلبت لقائهما بمكالمة هاتفية.
بدأ فيروز حديثها مع أروى التي أصرت أن تحضر هذا اللقاء قائلة: أولًا يا طنط أروى أنا عاوزة أشكر حضرتك لأنك أظهرت لي الحقيقة واللي لولاكي كنت هفضل عايشة في عذاب العمر كله بسبب معاملة ماما قصدي مدام كاميليا ليا، وثانيًا: أنا عاوزة مساعدتكم عشان انتقم من علاء ومجدي على اللي عملوه فيا وفيها وفي أمي الحقيقية اللي حتى ملحقتش أشوفها واللي ماتت بعد موت كاميليا بيومين اتنين.
تفاجأ أدهم بمعرفة فيروز بأمر زينب وموتها، ولكنه أثر الصمت كي تكمل حديثها فيكفيها ما تشعر به من تأنيب ضمير على ذنب لم تفكر في اقترافه من قبل.
كان هناك من يستمع لحديثها وقلبه ينزف من أجلها ألا وهو آدم الذي أصر على والده حضور اللقاء معه.
كانت أروى مُشفقة على فيروز فتحدثت بحنان قائلة: عارفة يا فيروز أنا في البداية كنت شاكة فيكي وقولت إنك ممكن تطمعي في الثروة، لكن دلوقتي أقدر أقولك إن كاميليا لو كانت عايشة معانا لدلوقتي كانت هتتمنى تكوني بنتها بجد.
ابتسمت فيروز بألم وعينيها تلمع بالدموع قائلة: الله يرحمها، وكل شيء نصيب وأنا نصيبي أن أمي تموت قبل ما أشوفها أو أعرفها أو حتى أعرف أبويا الحقيقي .
لتنصدم أروى ونادر بينما أدهم كان يعرف حقيقة الأمر ولكنه ظل صامتًا لهدف ما بعقله، لتتحدث أروى بدهشة: أنتِ عرفتي حاجة زي دي إزاي، احنا كُنا معتقدين إنك بنت علاء لكن من واحدة تانية لكن متوقعتش تكوني بنت ناس تانية خالص وخصوصًا أنه كان بيعاملك كأنك بنته بجد وعلمك وسفرك برة مصر تكملي دراستك.