في فيلا علاء.
وصلت فيروز إلى الفيلا ودخلت دون أن تتحدث مع أحد وتوجهت الى غرفتها، وأغلقت على نفسها باب الغرفة بالمفتاح.
اتصلت سناء بعلاء لتخبره بعودة فيروز إلى المنزل من جديد والذي انصدم عندما عرف بوجود فيروز في المنزل، وكيف خرجت من المشفى دون علمه هو أو مجدي.
أنهى المكالمة والتفت ليخبر مجدي بما قالته له سناء ليهب الأخير واقفًا مندهش هو أيضًا مما سمعه للتو، والتقط هاتفه يتصل بالطبيب ليوبخه، ولكن منعه علاء من فعل هذا قائلًا: خلاص يا مجدي اللي حصل حصل خلينا دلوقتي في المهم هنتصرف إزاي؟.
فرك مجدي أسفل ذقنه وهو يفكر بروية وهدوء ليتحدث بعد لحظات قائلًا: بسيطة هات الأوراق من الخزنة، وهقولك هنعمل إيه واحنا في السكة.
اخذ علاء الأوراق وغادرا الشركة متوجهين إلى الفيلا للقاء فيروز، وتنفيذ مخططهم.
بعد مرور ثُلث ساعة كان علاء يصف سيارته بحديقة الفيلا والتي ارتجلا منها متوجهين للداخل.
جلس مجدي في الصالون بينما صعد علاء إلى غرفة فيروز ولكنه توقف على الدرج عندما وجد الخادمة تهبط عليه فسألها: سناء هانم فين؟.
أجابته الخادمة: في غرفتها يا علاء بيه.
فعاد ليسألها من جديد: طيب، وفيروز هانم في غرفتها مش كده.
أجابته الخادمة: أيوة يا فندم لكنها نامت وطلبت مني محدش يزعجها.
زفر بيأس وأردف: تمام روحي شوفي شغلك.
استأذنت الخادمة وذهبت لتتابع عملها وعاد علاء إلى الصالون ليجلس مع شقيقه منتظر استيقاظ فيروز من نومها.
أدعت فيروز النوم كي لا يزعجها أحد بأسئلته وخاصةً أنها كانت تحتاج إلى أن تجلس لبعض الوقت بمفردها لتفكر جيدًا بعد حديثها مع آدم؛ فعليها أن تعرف كيف ستواجه الحياة بعد ذلك، وما يتوجب عليها فعله بعدما سمعته من الممرضة.
منذ اللحظة الأولى التي وطأة فيروز قدميها أرض الفيلا شعرت بالضيق الشديد، وكأن جُدرانها تقترب منها حتى كادت أن تختنق وعلى الرغم من اتساع المكان من حولها إلا أنها كانت تشعر بأنها بمكان ضيق تريد الهروب منه، ولكن إلى أين، ومتى هذا السؤال الذي يتحتم عليها إيجاد إجابة له.
بعد مرور أكثر من ثلاث ساعات قطعت فيها فيروز غرفتها ذهابًا وإيابًا قررت الاتصال بصديقتها " رزان "( رزان صديقة فيروز تعرفت عليها في الجامعة التي كانت تتلقى بها تعليمها خارج مصر، فلقد كانت رزان تدرس بنفس التخصص مع فيروز، ونشأت بينهما صداقة قوية بعد ذلك وكانت رزان بمثابة الأخت التي لم تلدها أمها، حيث شعرت معها بمشاعر عائلية دافئة، لمست فيها فيروز صدق مشاعر رزان وحبها الحقيقي والمخلص لها لم تشعر للحظة أن رزان شخص غريب عنها بالعكس تمامًا شعرت أنها أقرب إليها من عائلتها الحقيقية، وظلا على تواصل حتى بعدما عادت إلى مصر منذ أكثر من عام).