الفصل الحادي عشر

17 5 0
                                    

بداية الرحلة في دروب التيه

( إذا جاء أحدهم إليك ذات يوم ليخبرك أن هويتك التي  طالما حييت بها طيلة حياتك لم تكن هويتك الحقيقية، ولا أهلك هم أهلك الحقيقيين، وما أنت إلا مجرد بيدق في لعبة شطرنج لك دور وعندما ينتهي سيُلقى بك خارج هذه اللعبة وستكون هزيمة نكراء لك، حينها ستشعر بأنهم ألقوك في متاهة لا متناهية ولا معلومة الملامح، مجرد متاهة عليك أن تسير في دروبها لكي تستطيع الخروج منها ولكن عليك الحذر كل الحذر كي لا تنزلق قدماك في دروب التيه؛ فتصبح بعد ذلك ضحية متاهة نُصِبت إليك وكُتِب عليك التيه والضياع في دروبها)

على الرغم من النيران المشتعلة بداخل فيروز على الرغم من أنها قررت أن تحيا بينهم كالماء، وستسقط عليهم فيما بعد كقطع الثلج الباردة لكي لا تفضح نواياها بينهم ولكي تستطيع بعد ذلك بدء رحلة البحث عن هويتها الحقيقية.

وصلت فيروز إلى المنزل وكان الجميع مجتمعين في الصالون مع مجدي وأسرته وما إن دخلت الفيلا حتى أسرعت إليها سالي ترتمي في أحضانها مرحبة بها وبشدة؛ فاستقبلتها فيروز كما كانت تفعل في السابق كي لا يشعر أحد أو يلاحظ أي تغيير على سلوكها معهم، ورحبت فيروز بالجميع بهدوء ثم استأذنتهم لتذهب إلى غرفتها لتبدل ثيابها، ولكن سالي طلبت منها أن تذهب معها، فوافقت فيروز كي تظل الأمور على طبيعتها أمام الجميع وصعدت الاثنان إلى الغرفة وأخذت فيروز ملابس جديدة من خزانتها، ودخلت إلى الحمام لتغير ملابسها بينما جلست سالي تنتظر خروجها بجوار شرفة غرفتها تشاهد تحرك الأشجار خارج النافذة بفعل الرياح الشديدة فلطالما كانت سالي تكره هذا الطقس وتعتبره انذار لحدث كبير سيحدث معها، ولكن هذه المرة لم تعلم أن حدسها سيكون صحيح.

خرجت فيروز ووجدتها تنظر في الخارج فتحدثت لتبدوا الأمور طبيعية فقالت: طالما أنتِ طول عمرك مش بتتفائلي بجو الشتا ولا العواصف دي بتتفرجي عليها ليه من ورا الزجاج؟.

زفرت سالي بخوف قائلة: مش عارفة يا فيروز من يوم ما شوفت طنط كاميليا واحنا صغيرين وهما بياخدوها المستشفى وكانت في ليلة زي دي وأنا بحس أن الريح الشديدة دي بتكون زي تحذير لنا من حاجة كبيرة هتواجهنا.

ابتسمت فيروز ابتسامة جانبية بتهكم وقالت لنفسها: والله يا سالي وكأن احساسك هيكون صح المرة دي والعاصفة هتكون زلزال هيزلزل كيان العيلة دي كلها، ربنا يستر.

انتهت فيروز من تمشيط شعرها وعادت هي وسالي ليلتحقوا بالجمع العائلي (لتبدأ خطتها ولكن هذه المرة ليست خطة أدهم التي رسمها لها وحسب بل خطتها هي أيضًا فلقد قررت جعلها خطة مزدوجة ولترى ما تخبئه لها الايام القادمة).

انضمت فيروز وسالي إلى الجميع وجلسوا يتبادلون الأحاديث العائلية المملة من وجهة نظر فيروز وسالي إلى أن تحدث علاء ووجه سؤال إلى فيروز قائلًا: إيه يا فيروز أنا شايفك ما شاء الله بقيتي أحسن دلوقتي، وتقدري تعملي لي التوكيل عشان الشغل ميتعطلش أكثر من كده ولا إيه؟.

رواية الأوبسيديان(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن