كشف أوراق اللعبة.
ضحكت أروى بسخرية وتهكم قائلة: وهو مين اللي كان السبب في جنانها، ومين اللي فضل وراها لحد ما استقالت من شغلها معيدة في الجامعة، ومين اللي فضل يضغط عليها لحد ما سابت له ادارة الشركة اللي ورثتها من أبوها؟، لأ والأغرب من كل ده إنها تتفاجئي بعد موت والدها إن هي الوريث الوحيد لكل أملاكه وينحرم أخوها من الميراث بدون سبب مُقنع؟،وبقدرة قادر تكون أنت القائم بإدارة كل أملاكها بموجب توكيل عام رسمي منها واللي اتعمل بدون علمها وللأسف يطلع صحيح. لأ ومش بس كده دي كمان تخلف بنت وأنت عارف ومتأكد كويس جدًا أن كاميليا مكنتش تقدر تخلف يبقى كل علامات الاستفهام دي اجابتها عند انت لوحدك يا علاء بيه.
صفق علاء لها وهو يتحرك أمامها ذهابًا وإيابًا ثم توقف عن الحركة وسحق سيجاره داخل المرمدة، والتفت إليها وقد أظلمت عينيه وتحدث بسخرية يكسوها المكر قائلًا: برافو عليكي تنفعي تكوني مؤلفة أفلام هايلة، لكن ينقصك حاجة واحدة بس.
حرك يديه في الهواء بطريقة دائرية مكملا حديثه: كل اللي قولتيه ده مجرد كلام ممكن تكوني شوفتيه في فيلم هابط، لكن لو كلامك ده حقيقي فين ما يُثبت صحة كلامك من عدمه، هل مع سعادتك دليل يُثبت صحة كلامك ده؟.
طبعًا لأ يبقى لسانك ده يخرس احسن ما أخرسه أنا بطريقتي.
انتفض نادر من مكانه وهب واقفًا في ثورة غضب لم تعهدها أروى من قبل وتحدث بلهجة تحذيرية لعلاء قائلًا: أنت أكيد اتجننت بتهدد مراتي وقدام عيني، متخيل أني هسمح لك تأذيها؟، ولو هي اتكلمت من غير دليل صدقني قريب جدًا هيكون معانا دليل قوي ضدك ووقتها هتدفع ثمن كل اللي عملته.
لم يتأثر علاء ولم يهتز لما تفوه به نادر ولكنه ابتسم قائلًا: وماله يا دكتور لو تقدر تثبت صحة كلامها أثبته، لكن صدقني أي طريق هتمشي فيه هتلاقيني واقف لك فيه وكل الطرق هتكون مسدودة بالنسبة لك، واقترب منه ليدنو من أذنه هامسًا له: أنا أصلا مش هسمحلك توصل لأي دليل.
رد عليه نادر بنفس طريقته وهو لايزال كل منهم بجوار أُذن الآخر قائلًا: حتى لو موصلتش لأي دليل كفاية فيروز تعرف الحقيقة وبعدها هي اللي هتقرر تعمل إيه.
ليفقد علاء ثباته الانفعالي ويجذب نادر من تلابيبه قائلًا وهو يجز على أسنانه ويضغط على كل حرف ينطقه: فكر بس مجرد تفكير أنك تلمح لها حتى ووقتها هتكون كتبت شهادة وفاتك أنت والهانم مراتك بإيديكم ثم دفعه ليسقط نادر جالسًا بجوار زوجته مندهشًا فهاهو علاء قد بدأ وججه الحقيقي في الظهور وبدأ قناع الطيبة والوداعة يتلاشى من على وجهه أخيرًا.
التفت علاء لأروى قائلًا بمنتهى العجرفة: شرفتوا محدش يعزيكم في غالي اتفضلوا.
ليتبادل كل من الحاضرين النظرات فيما ببينهم فلقد طرد علاء أروى وزوجها شر طردة، وكانت سناء تشعر بالاحراج لهما سلفًا فالموقف محرج بالطبع.