الفصل الثاني

39 6 0
                                    

                  رحلة البحث

قبل عام.

عادت فيروز إلى القاهرة بعد رحلة تعليم طويلة قضتها بالخارج بعيدًا عن عائلتها حيث اضطرت إلى ذلك؛ (بعدما مرضت والدتها " كاميليا" واشتد عليها المرض مما اضطرهم إلى ايداعها مصحة الأمراض النفسية والعقلية؛ بعدما حاولت عدة مرات التخلص من فيروز، وطردها من المنزل أكثر من مرة وهي طفلة لم تتجاوز الخمس سنوات، وكانت تنكر بنوتها لها وكانت تنكر أمومتها عليها، حتى شخص الأطباء الأمر على أنه نوع من أنواع المرض النفسي، وعندما حاولت الانتحار أكثر من مرة اضطر علاء إلى ايداعها إحدى المصحات النفسية الخاصة لتلقى الرعاية الطبية هناك، وبعدها اضطر علاء للزواج من أخرى لترعى ابنته في طفولتها لم تعترض العائلة، ولكن اعتراض شقيق كاميليا على الأمر وعلى ادخال شقيقته المصحة النفسية، ومحاولاته الكثيرة لإخراج أخته من المصحة والتي باءت بالفشل، ورطته في قضية سياسية هرب على إثرها خارج مصر بمساعدة علاء وشقيقه مجدي ليعيش بعد ذلك في نظر القانون هارب من العدالة.

بعد سفر شقيق كاميليا استقرت أوضاع علاء الأسرية وأحبت زوجته    "سناء" فيروز، ولكن فيروز كانت تتعامل معها بجفاء نظرًا لما خلفته معاملة كاميليا لها من أثر سيء في نفسها؛ فأمها رفضتها وانكرت أمومتها لها فما بالك بزوجة ابيها بالطبع ستذيقها من العذاب ألوان عديدة هذا ما كان يدور بعقل فيروز، وبعدما احتد الصدام بين فيروز وسناء قرر علاء إرسال فيروز إلى شقيقته في كندا لتقيم معها وتكمل دراستها هناك.

( كان لإرسال فيروز إلى هناك سببًا آخر وهو ابعادها عن ساحة الأحداث حتى يتسنى لعلاء تنفيذ مخططه الشيطاني). 

مرت الأيام سريعًا وعادت فيروز إلى مصر لتجد أن صحة والدتها تدهورت تمامًا، وخاصة بعد تعرضها إلى حادث في المصحة جعلها استسلمت لغيبوبة طويلة، كأنها أبت العودة إلى واقع فُرض عليها منذ أكثر من رُبع قرن.

أصاب فيروز الحزن على والدتها وما وصلت له حالتها الصحية، وكانت تجلس بجوارها يوميًا تراقبها تتمنى أن تستعيد عافيتها ووعيها من جديد لتسألها لما كل هذا الكُره والبُغض تجاهها، ما الذنب الذي اقترفته لكل هذا الرفض؟، لكن مع مرور الأيام تدهورت حالة كاميليا  الصحية أكثر وأكثر.

في صباح أحد الأيام أخبرهم الطبيب بأن عليهم أن يستعدوا لأي طارئ فالحالة أصبحت حرجة، وبين رافض للواقع وفرحة غامرة كان الجميع متأهب لسماع أي أخبار سيئة ففيروز كانت ترفض فكرة الفقد التي كانت تحاول السيطرة عليها بعدما صارحهم الطبيب بحقيقة الأمر، وعلاء كان يشعر بسعادة داخلية فها هو قد أوشك على تحقيق ما خطط له منذ سنوات عديدة، ولكنه رسم الحزن على ملامح وجهه فهو بارع جدًا في هذه الأمور وكان متقن لها منذ سنوات، ومرت الأيام ببطء على الجميع حتى جاء اليوم المنتظر.

رواية الأوبسيديان(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن