الفصل السادس

20 5 0
                                    

يمهل ولا يهمل.

( المال عجيب هذا الاختراع الاقتصادي، والذي هو أساس كل الصراعات والخلافات؛ فإذا أردت ازاحة الستار ابحث فقط عن المال، ستجده سبب آلام كثيرة للبشر).

في المستشفى.

ضرب سطح مكتبه بغضب شديد وهو يصرخ على الممرضة ويصب غضبه عليها فهو يعلم عواقب ما أخبرته به الممرضة المسئولة عن فيروز قائلًا: يعني إيه فاقت مستحيل تفوق دلوقتي، أكيد أنتِ نسيتي تديها الجرعة في مواعيدها؟.

ردت عليه الممرضة وبدنها ينتفض خوفًا من بطشه قائلة: أبدًا والله يا دكتور الجرعات كانت بتاخدها في مواعيدها بالدقيقة، وأنا بنفسي اللي كنت بحقنها بها.

مستحيل أكيد في حاجة غلط. قال جملته وهو يهب واقفًا من مكانه ليذهب إلى غرفتها لعله يستطيع السيطرة على الموقف من جديد فالعواقب ستكون وخيمة لا محالة، ومستقبله المهني سيتدمر بلا شك إذا عرف مجدي بخبر استعادة فيروز لوعيها وفي هذا التوقيت بالذات.

في غرفة فيروز.

عدلت فيروز جلستها على السرير وهي تنزع الخراطيم الموصولة بذراعها بوهن شديد، فلقد كانت تشعر بضعف شديد ولكنها كانت تنزع هذه الخراطيم بضجر شديد، كانت تزيحها بضعف تحاول التخلص منها؛ لتقف بعدها مستندة على الحائط تحاول ضبط توازن جسدها فلقد كانت قدميها لا تقوى على حمل جسدها الهزيل ولكنها كانت تحاول.

نجحت في الوصول إلى الحمام كي تغسل وجهها في محاولة واهنة منها في افاقة نفسها من هذا الضعف.

دخل الطبيب عليها الغرفة ومعه الممرضة، ولكنه لم يجدها فطلب من الممرضة أن تبحث عنها، فطرقت الممرضة على باب الحمام عدة طرقات خفيفة ليأتيها صوتها من وراء الباب ليطمئن قلب الطبيب أنها لازالت داخل غرفتها فتوجه على الفور إلى زجاجة المياه الموضوعة على منضدة بجانب سريرها، وفتحها وألقى بداخلها إحدى الأقراص الصغيرة وأغلقها على الفور أخذ يحركها بسرعة ليذوب القرص في الماء بداخلها ثم أعادها مكانها مرة أخرى.

ووقف  بجانب شرفة غرفتها ينتظرها وهو ينظر على الحديقة من نافذتها؛ فنافذتها تُطِل على منظر بديع سبحان من صوره وأبدع تصويره

بعد عدة دقائق خرجت فيروز من الحمام وهي تعدل خصلة من شعرها كانت تداعب وجهها ليذوب الطبيب في جمالها كذوبان الجليد بالحرارة.

لاحظت فيروز نظراته فحمحمت كي ينتبه إليها فيكفيها ما بها الأن لتتحدث قائلة: لو سمحت يا دكتور أنا هنا من إمته؟.

وضع الطبيب قبضته على فمه وحمحم يستعيد رباطة جأشه من جديد ثم تحدث بعدها قائلًا: آنسة فيروز حمد الله على سلامتك أولًا، ممكن  ترتاحي الأول حضرتك فوقتي من غيبوبة وعاوز أفحص حضرتك للاطمئنان إن كل شيء تمام.

رواية الأوبسيديان(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن