الفصل الرابع

31 6 0
                                    

                سقوط الأقنعة.

من القائل أن الأيام كفيلة بإصلاح ما أفسده البعض، وأنها كفيلة بالنسيان وأنه مع مرورها سيُنسى ما خلفه الماضي من ندوب حُفرت بالقلب حفر غائر لا يمكن لأفضل جراحي التجميل معالجته كما يعالجون ندوب البشرة، بل تظل جراح الماضي معنا حتى الممات ذكريات مؤلمة تتشكل من خلالها شخصية الإنسان ليصبح إما إنسان نافع سوي نفسيًا أو أنسان فاسد مريض نفسيًا ، وسيتسبب لكل من حوله بأذى لا حصر له وستكون علاقته معهم مرهِقة جدًا.

كان هناك من يراقب مرور الوقت ويشعر بالعجز ولكنه في نفس ذات الوقت يحاول أن يجد بارقة أمل تساعده على بدء رحلة البحث في دروب التيه التي حِيكت دروبها على يد علاء وشقيقه مجدي بدهاء مدمر لا يمكن أن يُمحى آثارها مرور الزمن بكل سهولة بل يجب عليهم السير في دروبها في رحلة البحث عن الحقيقة في دروب التيه.

كانت أروى وزوجها نادر يبحثون عن دليل يُثبت صحة كلامهم ويثبت أيضًا تورط علاء في كل ما مرت به كاميليا ولكن دون جدوي فلقد باءت جميع محاولاتهم بالفشل الذريع.

يبدوا أن علاء ومجدي قد رتبوا منذ زمن جميع الأوراق القانونية التي تُثبت صحة روايتهما، والتي أيضًا تُدين كاميليا وتُثبت صحة مرضها أيضًا.

جلس نادر مع زوجته وناولها فنجانًا من القهوة الساخنة ليساعدها في الحصول على بعض الدفء من برد الشتاء القارس، والتي ارتشفت منه القليل فلقد كادت أن تتجمد من البرد لتسأله بعدها قائلة: وبعدين يا نادر معقول مفيش دليل واحد يثبت صحة كلامي ويدين علاء، معقول هينفد من عملته كده بكل بساطة؟.

عدل نادر نظارته الطبية على وجهه وتحدث بيأس قائلًا: للأسف كل الشواهد بتؤكد أنه هينفد بعملته ومحدش هيقدر يدينه.

وضعت أروى فنجان القهوة على المنضدة الموضوعة أمامها وتحدثت بغضب رافضة حالة اليأس التي كانت تستحوذ على نادر، فهي بأمس الحاجة إلى إيمانه بصدق ما حدث ليساعدها في رد حقوق كاميليا حتى بعد مماتها فهذا أبسط حقوق رفيقة طفولتها عليها قائلة: لا يا نادر بلاش نبرة اليأس اللي في صوتك دي أنا محتاجاك معايا أنت الوحيد اللي تقدر تساعدني نكشف الحقيقة.

تنهد نادر بقلة حيلة وتحدث قائلا: وأنا في إيدي إيه يا أروى ومعملتوش ما كله على يدك علاء مسابش لنا طريق واحد نعرف نمشي فيه، وقفل علينا كل الطُرق، وبعدين كل اللي بتقوليه مجرد كلام مفيش دليل واحد ملموس.

أنا مش محتاج غير طرف خيط أقدر أمشي وراه وصدقيني وقتها هنكتشف كل حاجة.

زفرت أروى بضيق فشعورها بالضعف وقلة الحيلة يزيد إحساسها بالعجز ولكن مع شعورها بالعجز يخبرها حدسها أن لا تستسلم وهناك شيء داخل عقلها يخبرها أن لا تيأس وكل هذا لا يُزِيدُها إلا إصرارًا وأنه يجب أن تتمسك بحقوق كاميليا  فحملت على عاتقها كشف الحقيقة حتى وإن كلفها الأمر حياتها.

رواية الأوبسيديان(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن