( موهم أنت أيها الإنسان مهما تحالفت مع الشيطان لظلم البشر دائمًا ما تأتي رحمات العدل من السماء يرسلها الله عز وجل مع جنود خفية لا تروها؛ لتظهر الحقيقة فمهما عِثتُمْ فسادًا فيها فسيعصف الله بأعمالكم ويساويها بالأرض حتى ولو بلغ فسادكم عنان السماء).
دخل نادر عندها وهو يحمل أخبارًا جيدة لها، وعندما اقترب منها
كانت تجلس في شُرفة منزلها شاردة فقبل جبينها لتنتبه لوجوده مبتسمًا لها فبادلته الابتسامة وبدأت حديثها معه: إيه يا نادر تأخرت ليه كل ده؟.
جلس أمامها ولاتزال الابتسامة على وجهه وأخبرها وهو ينظر لها بعيون تلمع بفرحة الانتصار: أبدًا يا حبيبتي كنت بنفذ وعدي ليكي.
ثم مد يده وناولها إحدى الملفات الورقية القديمة والمتهالك غلافه قائلًا: هو ده سبب تأخيري.
أخذت منه الملف وسألته بفضول: إيه الملف ده يا نادر؟؟
أجابها وهو يشير اليه قائلًا: أفتحيه وأنتِ هتعرفي فيه إيه.
لتفتح أروى الملف وأخذت تقلب في أوراقه وهي مذهولة مما تقرأه، كانت تُطالع الملف تارة، وتنظر له مصدومة مما قرأته تارةً أخرى.
ظلت على حالتها تلك عدة دقائق ليست بالكثيرة تحاول جمع أفكارها بعدما قرأته ولكن كان هناك سؤال مُلح تريد معرفة اجابته ألا وهو
( كيف ومتى ومن أين استطاع أن يحصل على هذا الملف؟).
لقد كان هذا الملف هو الملف الطبي الخاص بكاميليا والتي تراه لأول مرة فمعلوماتها كانت كلها مجرد أقوال وتصريحات سمعتها من كاميليا ، بعدما صرحت الأخيرة بها إليها في احدى زياراتها لها، وكان ينقصها الدليل المادي، ولكن هنا السؤال الأهم هو كيف حصل نادر على مثل هذه الأوراق؟.
أراد نادر أن يُنهي حيرتها فتحدث ليجيبها على كل أسئلتها قائلًا: بتفكري إزاي وصلت للملف ده صح؟، أنا هحكيلك كل حاجة بالتفصيل.
من وقت اللي حصل معانا في فيلا علاء وأنا بدور على طرف الخيط اللي هيساعدني في اثبات حقيقة كلامك، وبعد تفكير طويل وبالصدفة كنت في مكتبي وخلاص هتجنن إزاي مفيش طريقة نقدر نثبت بها الجريمة اللي حصلت، وإزاي علاء هيفلت بعملته دي من غير عقاب؟.
وكأن القدر قرر يساعدنا اليوم ده وبعت لي بالصدفة طرف الخيط، واللي هو كان عبارة عن صورة بتجمعك مع كاميليا وأخوها.
إزاي تاه عن بالنا نتواصل مع " كمال أخو كاميليا؟.
قد بدأت ذكريات الماضي تعود اليها من جديد وكأن الزمن أبى أن ينسيها الماضي بذكريات الطفولة والمراهقة ف " كمال " كان أول شاب شعرت تجاهه أروى بمشاعر من نوع أخر غير الصداقة، مشاعر اعجاب ولكنها كانت من طرف واحد ألا وهو أروى.