8

183 16 174
                                    

أراقب مرور الوقت منذ مدَّة، سيكون هذا اليوم شاقاً للغاية و خاصة على ماري

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أراقب مرور الوقت منذ مدَّة، سيكون هذا اليوم شاقاً للغاية و خاصة على ماري...

خرجتُ من قاعة الجلسات في المحكمة نحو مكان جلوسها، و قبل أن أسير خطوة أخرى لمحتها تحدِّق في الأرض و تلعب بقدميها، يبدو الإستياء عليها واضح، جعلتني أشعر بالأسف.

بقيت أتأملها من بعيد حتَّى إقترب منها القنصل كوان الذي أصرَّ على مرافقتنا، بعدما جاء ليقدّم إعتذاره عن معاملته لي ذلك اليوم، و وجدني حينها جاهزة لوجهتي... يخيفني تماسكه الأن، لن يستطيع إخفاء تظاهره المزيف. جلس القرفصاء أمامها، حينها فقط رفعت رأسها بعدما شدَّ تركيزها، إستطعتُ رؤية إبتسامته على وجهه، يحاول بجهد إبهاجها.

إستجمعتُ شتاتي متجهة إليهما، صوت الكعب الذي أرتديه صاخبٌ على الأرضية لذا لفتُ نظرهما قبل أن أصل.

"ماري صغيرتي، لمَ لا تنتظرين أنتِ و العم كوان في الخارج، هناك بعض المتهمين سيتم محاكمتهم اليوم و..."

صدَّت كلامي بهدوء لكن نبرتها أعلى و ثابتة، كأنها توبّخني..

"هذا القسم مخصَّص لقضايا شؤون الأسرة مالذي سيفعله متَّهم هنا؟ يطلِّق جرائمه؟.. أتظنين أني ساذجة بمجرد كوني طفلة صغيرة و لا يجب أن أفهم شيئًا؟."

بتُ أتفهم غضبها منِّي لأنِّي أحاول تهدئة الأوضاع بمبررات سخيفة، صرفت وجهها عنِّي و قد زادت ملامحها حدَّة، تعقّد حاجبيها بمبالغة و تلك الشفتين عابسة.. تشبه والدها...

تمكَّن القنصل كوان من مواساتي، يمسح على ظهري بخفة، القلق الذي أشعر به يزداد كل ثانية و لا يسعني سوى التخفيف عن نفسي بالخروج من هنا في أقرب وقت، لا أطيق صبراً على العودة للمنزل... منزله.. إلى غاية توضيب جميع أغراضي للمغادرة نهائيًا، هذا المكان بات يخنقني.

"سيِّدة بيون، سيتم إفتتاح الجلسة."

تنفّست بعمق و إستقمت ألحق المحامي إلى باب القاعة، إلتفتُ مرَّة أخرى قبل أن أغلق الباب خلفي، وجدتُ القنصل يتأمَّلني بإبتسامة، برزت فيها غمَّازتيه أكثر، لم أستطع أن أردها له، كلما أردتُ إخفاء حزني على ابنتي أشعر بعيناي تحرقان لذرف الدموع و أحبسها رغمًا عنِّي.

Valerio | فاليريوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن