16

198 14 64
                                    

وسط مرافقة كثيفة لقوَّات الأمن، يجلس شاردًا بمنطقة محدَّدة في طائرة خاصة تحت رقابة شديدة، إن أخذ نفسًا وجدهم أمام عينيه، منصبه كسفير ما زال يمنحه حقوقًا، و لذلك تمَّ فكّ الأصفاد عن يديه إحترامًا لمكانته

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

وسط مرافقة كثيفة لقوَّات الأمن، يجلس شاردًا بمنطقة محدَّدة في طائرة خاصة تحت رقابة شديدة، إن أخذ نفسًا وجدهم أمام عينيه، منصبه كسفير ما زال يمنحه حقوقًا، و لذلك تمَّ فكّ الأصفاد عن يديه إحترامًا لمكانته.

رفع نظره يتلقَّى دفء أشعَّة الشمس على وجهه من النافذة بجانبه، بدا إرهاقه سخيفًا الأن عندما إستغرقت الرحلة جوًا ثلاث ساعات فقط، بينما تعثَّر و إستقام، خذلته قدميه، و يئس عدَّة مرَّات في أربعة أيام و نصف لأجل لحظة الوصول التي كلَّفته أكثر ممَّا توقّع..

تقدَّم به الفريق الأمني بين الحشد داخل المطار عندما وصلت طائرته، و بعد أن قاموا بلفّ وشاح حول وجهه، بهدف إخفاء ملامحه، ثمَّ عبروا من خلال ممرّ خاص تجنّبًا للفت الأنظار نحوه.

"لديكَ فترة زمنية محدودة قبل إحتجازك، يجوز لك فيها تقديم طلباتك بشكل حرّ."

تحدَّث إليه أحدهم بخفوت، هذه المعاملة اللائقة بدأت تبدو إجبارية عليهم، إستمرّ بيكهيون بالتحديق في تعابير وجههم المتذمِّرة من تقديم إحترامهم له، لأنَّه لا يستحق. عمَّ الهدوء في المنطقة التي وضعوه بها مؤقتًا، كانت معزولة عن الضجيج الذي يحدث خارجها.

"خذوني لرؤية عائلتي."

بصعوبة نطق لسانه برغبته الوحيدة، تأمَّل ملامحهم على طلبه، و هم يتبادلون الأبصار دون منحه ردّ واضح.

طال إنتظاره، في مدَّة بقيت نظراته تلحقهم. يجرون مكالمات هاتفية، يبدو غير مهتمّ بقراءة حركة الشفاه حين التحدّث، و لا يعارض تجاهلهم له، يتحلَّى بهذا الهدوء للحصول على ما يريده فقط.

توقَّف عن مراقبة مدى إصرار محاولاتهم في جعل طلبه ممكنًا، و أنزل بصره نحو الحجاب الذي تجعَّد قماشه من قبضته عليه، إبتسم بحزن شاردًا، فهو لا يستطيع إرخاء يديه خوفًا من فقدانه دون وعي، و يزعجه إنكماشه هكذا.

"تمَّت الموافقة على طلبك."

عاد تركيزه و ظهرت حيويته حالما أدرك أنَّه سيتجه إلى طريق لقائهما أخيرًا، وجد سيارة مصفَّحة تنتظره، و قبل أن يمتطيها لمح وجود الدوريات الأمنية التي سترافقه أثناء نقله، نظر بعيدًا عنها و هو يشعر بالعجز على عدم قدرته لمنع ماري من رؤيتهم حوله، سيخيفها منظرهم.

Valerio | فاليريوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن