اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
ظلَّت خطواتي تأخذني مرارًا إلى الركنة التي تريني من خلالها فراغ الشارع، ثمَّ أتفقد الساعة الحائطية عند عودتي لإتمام أعمالي المتبقية، و توتُري يزداد كلَّ مرَّة ألقي فيها نظرة من النافذة، مرَّ الأسبوع أخيرًا، لكنّه لا زال لم يعد.
صرتُ أمتنع عن تفحُّص الوقت، حتَّى لا أشعر بتأخرِّه، فتحتُ شاشة التلفاز و رفعتُ الصوت، علَّه يتغلَّب على صخب القلق بداخلي، رغم أنِّي أسير في أرجاء المنزل بلا إهتمام لمَ يتم بثّه، قد أكون أعدتُ غسل الأطباق مجددًا، و لستُ مدركة لذلك.
بغير عادة، قام بإحداث جلبة قبل خمسة أيام من الأن، في الصباح الذي أعلمني به أنَّه مضطرّ للسفر مدَّة أسبوع كامل لحضور مؤتمرات. لم أكن جاهزة لتلقِّي مثل هذه الأخبار، بالرغم من أنَّها ليست المرَّة الأولى التي تبعده مسؤولياته عنِّي، لكن ما جعل قلقي يزداد هو عدم السماح له بإستخدام هاتفه لأنَّه يعدّ محظورًا، كان عليَّ التفكير بوسيلة لمواصلة هذا الأسبوع بينما لا أعرف عنه شيئًا.
قبل أن أعلم بوجهته ببضع دقائق، فطنتُ عليه و هو يجهِّز نفسه للخروج، وقفتُ على سريرنا أوبِّخه، لأنّي ظننتُه تعمَّد إيقاظي. أنا منذ ذلك الحين أنتظره للإعتذار عن صراخي في وجهه.
حضرتُ وقت ذهابه.. و بفضل ذلك إستطعتُ مساعدته في إرتداء سترته و معطفه، تحضير أوراقه التي يحتاجها، صنع إفطار خفيف له، ترتيب خصلة سقطت على جبينه، حتَّى أنِّي حاولتُ تدفئة يديه الباردتين عن طريق فركهما داخل كفَّاي.. لمعان عينيه كان ساطعًا حين عانقني و طبع عدَّة لثمات على وجهي حان خروجه، كتمتُ رغبتي بعدم تركه يغادر، و أنا أقنع نفسي بصعوبة، لابأس إنه مجرَّد أسبوع واحد فقط، سيعود..
فجأة سمعتُ صوت محرِّك السيارة، فهرعتُ دون تفكير، خرجتُ و خيال بيكهيون إنتمى لأبصاري، أخشى أن يخطئ شعوري.
صقعتني نسمة الهواء، لكنَّ تأثير الخيبة كان أقوى حين إقترب منِّي ليونام.. بمفرده...