اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كلّ تلك الشرارات التي نشأت بين نظراتهما، إنتهت على طاولة جافة، نور المصباح شديد الإضاءة عليها، كغرفة إتهام، لكنّ طريقة جلوس بيكهيون لم تكن توحي بأنّه تحت أيّ ضغط، يفرد ساقيه على ذلك المقعد المستور بجلد فاخر، إحدى ذراعيه أراحها للخلف، يمسك عود خشب صغير يخلخله بين أسنانه ببرود تام.
داخل النادي الذي يملكه كلود هنري، كانت هذه الصالة معدَّة للقاءات السريَّة، ما يحدث خارجه كأنَّه على بعد شارعين، لولا إن فُتح الباب سيتوغّل كلّ الضجيج المفعول في الأسفل، من موسيقى صاخبة، قرع أكواب المشروبات، تكاد الأضواء المظلمة تسبِّب صوتًا أيضًا.
تنهَّد بملل ينظر إلى الورقة أمامه، شرد بعض الوقت، ثمَّ ضحك هستيريًا، يستهزء من هذا الوضع الذي حجزه به كلود، أوكله بملء معلومات حول إعداد السفينة، جميع التفاصيل التي قد يتذَّكرها، شعر حينها أنَّه مراهق يخوض إحدى إختباراته بصفة إنفرادية.
"تعال لتصحيح إجاباتي."
هتف سخريةً، و مجددًا باب المدخل ساكن، لمدَّة ساعة و عشر دقائق، يأخذ فاصل عن التخمين بإشعال سيجارة يرتِّب بها أفكاره..
كأس مشروب نيجروني يرتشف منه القليل ثمَّ يعود لإمساك القلم لتدوين ما طرحه ذهنه في لحظة إدراك. يفهم حماسه! العملية معقَّدة و كلَّما إزدادت الأنباء زادت طمأنينته حول نجاحها لكن... بيكهيون لم يستلم التقرير بعد.
كم من الوقت تحتاج لإعدادها، و نسبة سلامة الهيكل و الشراعات، كلَّها أحداث تأتي متأخرَّة، و بعد إختبار أداءها كآخر فحص.
إختيار الطاقم و تدريبهم يمكن أن يستغرق وقتًا أكثر ممّا يظنّه كلود، إدراكه لكلّ حركة لن يساعد في ربح المدَّة.
إستطاع وضع لمحات خفيفة حول تصميمها فقط، بتحديد الأبعاد المناسبة التقنية، أولاً الهيكل.. قوي لكن خفيف الوزن، يتم إعتماد أقمشة متينة لتصنيع الشراع و تثبيتها على أعمدة، الطلاء الأهم!.. المواد المستخدمة لن تقتصر من أجل تحسين مظهرها فقط بل لمنع التآكل، و كلّ إحتمال خاطئ يوشك أن يحصل.
يطرق أصابعه بسرعة كلَّما شعر أنه يفقد صبره، رجال كلود المحيطون به إمتنعوا عن تقديم إنتباههم له بعد فترة، و التركيز في التدخين وحده لن يجعله يعرف السيجارة الأخيرة.
