-في حياة أحدهم، كون يُهدم، ويبنيه شخص آخر-تفتح عينيها، تمرر يديها بنعومه على مفرش السرير، تلتفت للجهة الاخرى من السرير، غير موجود كالعاده ، تضع رجليها الناعمتان على الارض، تشعر ببرودة الارض نحو رجليها، تسحب رداءها الأسود المطرز بالدانتيل الذي يغطي نهديّها الممتلئان، تلبسه بِكسل وتتجه نحو الجدار الزجاجي، تسحب الستارة، غربت الشمس قبل ساعة تقريبًا، تعود للسرير، تسحب هاتفها من الطاولة، ليست هناك رساله.
تتوجه للحمام، تغسل وجهها بالماء البارد، تنزع الروب عن جسدها، تتحرك بِرقه نحو الماء، تغسل شعرها تارة، وتارة اخرى تمرر مسحوقها اللامع على انحاء جسمها، تقفل صنبور الماء، تسحب فوطتها البيضاء وتلفها حول جسمها، تسحب فوطه أخرى وتغطي بها شعرها، تتجه للمرأه، تنظر لوجها بصمت.
-يخبر الجميع بأنه يمكنهم المغادره الآن، مبكرًا اليوم، يبدأ الجميع بمغادرة مكاتبهم، يبقى هادئا في مكتبه، يفتح الباب الزجاجي، ليجلس على الكرسي المطل على المدينه، يرى الاضواء والمباني أسفله، كل شيء صغير جدًا، يسحب زجاجة شامبانيا عنابية اللون من ارفف المشروبات، كأس وكأس آخر، يفوقه الوقت، لا يشعر به، بينما هو ينظر للمدينه من الاعلى.
-ينهض من الكرسي، حاملاً الزجاجه والكأس، يضعهم على الطاوله بالداخل، يعود ليغلق الباب الزجاجي، يجلس على طاولته، يفتح جهازه، ويبدأ في العمل مجددًا، يحرك الجهاز اللوحي، بيديه، عروقه بارزه، تزين يده اليسار وشم طائر، تخترق الطائر عروقه الخضراء والبنفسجيه، يستمر في العمل بدون ان يأبه بالوقت.
-صوت فتح الباب ينتشر في الشقة الساكنة، ترفع رأسها، تعلم أنه عاد، تنهض من الأريكه وتتقدم للباب، تنظر لظهره بينما هو يقف ويغلق الباب، يستدير حتى يراها واقفة أمامه..
"-ديڤا! متى استيقظتي؟"
-يقول ناتشو بصوت متفاجئ
"منذ ساعتين ونصف"
"أرى أنك قمتي بتسريح شعرك"
- يقول بينما يتقدم ليحضنها
"نعم، أستحممت وسرحت شعري"
-تتقدم لتدخل في حضنه
"ذلك جيد، لكي لا نتأخر أكثر"
"نتأخر؟"
تقول بحاجبان معقودان وترفع رأسها من حضنه وتنظر في عينيه
"نعم، كنت قد حجزت لنا طاولة، فكرت في الجلوس معك الليلة، والتحدث"
"بالطبع نتحدث..عن ماذا؟ "