" لقاء خفـيـف "[ أخاف أن يُفنى بنا العمر ونحن نتخيّل الأشياء على أمل أن تحدث، ولا تحدث. ]
_ محمود درويش
••
•
اصوات بكاء رضيعة يتداخل في مسامعها والغرفة فارغة !! انها على وشك الجنون بل هي جنت وانتهى
الامر فهي تجلس على السرير تطالع الافق امامها بعيون فارغة لا شيئ بها واصابعها الرقيقة تضغط بشدة على زجاجة الحليب حتى ابيضت مفاصلها ..زجاجة الحليب الزجاجية التي طُبع عليها رسومات وردية رقيقة ..انتقتها بعد صراع عنيف مع شقيقتها التي تعبت من الإلتفاف في الاسواق بحثا عن رضاعة !! واخبرتها في كل تململ وارهاق ان تشتري ايا كان فهي مهما اختلف شكلها ستؤدي نفس الغرض
وهي رفضت ارادت شيئا مميزا .. شيئا تملكه صغيرتها فقط وبطابع انثوي مغمور في شعور الامومة وجدت نفسها تدخل لمن يصنع الزجاجيات تحديدا وتخبره في كل نبرة خرجة راجية من اعماقها ان يصمم زجاجة حليب لها واعطته نجمة وردية صغيرة طبعها هو بكل سرور واضاف بعض التصميمات من عنده كحرف ال "ه " بالعربي حتى تكون مميزة في المنتصف ..
حملقت في جدار غرفتها وطلائه الداكن من غياب الضوء ثم تمتمت بإرهاق مشتاق من صوت الانين باذنها :
_ همس لما لا تصمتين عن البكاء انا هنا ... كل ما تحتاجينه هو اضهار نفسك عزيزتي بدلا من الاختباء ..
وانتضرت .. انتضرت ضهورها بقلب يائس رغم انها تعلم استحالة حدوث ما تتمناه ... راقبت المهد المهتز ذهابا وايابا نحوها ولم تشعر بكفها الذي اغرق بدموعها الغزيرة .. هل تبكي ! على ماذا بالضبط يا قمر ؟ دموعك هاذه تنهمر لاجل من !
انت خائنة ... يدك عليها ان تُغمر بالدماء لا بدموع نقية ! ... ولاكن قبل ذالك
عدلت خصلات شعرها الفحمي وشدت قميصها القطني للاسفل بعد ان ارتفع من صدرها المنتفخ من الحليب به تكلم بخفوت وهي تقبض على باب غرفتها تفتحه ببطئ
_ صغيرتي تحتاج تحتاج الحليب .. والرضاعة فارغة .. يالي من حمقاء بالطبع لن تخرجي وانتي لا ترين الحليب !
_______________________________
انتهى الاجماعه واندفع الموضفون خارج المجلس لحق "حمدي " صديقه "مدحت " بخطوات مهروله يسأله في توجس
_ انت متأكد انك تستطيع تحمل المسؤوولية يا مدحت !
اجابه ببسمته التي لاتغادر وجهه الطيب : بالطبع ! اعمل في هاذا الصرح الضخم لاكثر من خمسة وعشرين سنة بالطبع استطيع التعامل مع هاذه القضية انها ليست اول مرة .. ان تجاهلنا بطبع انها اول عملية اختلاس تستمر لفترة اطول
أنت تقرأ
الحب [A'ragon] ©️
Romanceانت لا تؤمن بالحب لانني لا أُؤمن بأيِ شيئ عداكِ : : لم يعد يستهويني رجل عادي ، اريد ذالك النوع الاقرب للمثالية [ ثنايا الصخر ]