رائحة البنزين فاحت من سيارته السوداء بعد ان ضغط سائقه على المكابح ، انحنى ليناسب طول الباب وخرج معدلا اطراف بذلته ، التقت عيناه بتميم الذي يقف كان يحملق بالسماء شاردا فهز رأسه بتحية خفيفة ردها تميم بالمثل ، فُتح باب المدخل اليكترونيا لشعوره بمن امامه ، خطوة اثنان عزفت ايقاع خُطوات اراغون على رُخام الارضية ، وكانت اصوات طرقاته على الارض الشيئ الوحيد الذي يسمع ! كم يزعجه الصمت ! بل والسُكون يجعله يرفع راية الحذر !
فراغ المدخل هو الشيئ الوحيد الذي جعله يحيد بتفكيره عنها عن قمره
اين البشر ! اصبح بهو الشركة الذي لا يُمشى من خلاله لاكتضاضه بالموضفين فارغا ! فادرك كم ان البهو ضخم
توقف يحملق مكتب الاستقبال بتعجب للحضات ، اكمل طريقه نحو المصعد متعجبا بشدة من الوضع .. اخرج هاتفه يتصل بأسماء التي لم ترد لتزداد العقدة بين حاجبيه
فتحت ابواب المصعد وخطى نحو مكتبه ، تجمدت اقدامه قبل قطع الفاصل بين الباب والرواق مذهولا ..
مكتب السيكريتاريا تحول الى ثلاجة جثث! المكتب نحو اليمين تنام عليه تلك المدعوة بداريا ذات الشعر الاحمر ببيجامة قطنية .. وشاب من مكتب التصميم مرمي في احد اركان خزانة الاوراق .. اما الآخر فقد افترش سطح المكتب جاعلا من ذراعه وسادة ، وثلاثة آخرون ينزوون في الزاوية اليسار احداهم نائمة على الارض وتجعل من فخذ صديقتها وسادة .. واسماء! اسماء تستند بضهرها على باب مكتبه وخدها مرسوم به خطوط الدموع ولم يخالف زيها ثياب النوم كالجميع ، اما الذي جعله يخطو للداخل فهو والد قمر المتكأ بإعياء على المقعد وعرف من طريقة نومه ان ضهرأ يؤلمه ..تقدم منه بحذر محاولا ان لايخطو على اي جثة ! وانحنى بحذر اشد نحوه ، مد اصبعه ببطأ ورفق يكاد لا يُشعر به ولمس كتفه مرتين متحدثا بصوت خفيض يكاد يسمع : سيد مدحت
مـــاذا لـص مالذي حدث مــن مـات مــاخطب قـمـر
انفجر مدحت صارخا وواقفا بجسده الشبه واعي ملتفتا يمينا ويسارا ما افزع اديم فتراجع للخلف داس على اصابع الفتاه الغارقة بالنوم والتي صرخت بالم تجذب شعر صديقتها التي صاحت بهلع ، فَزع الشاب من قسم التصميم ورفع راسه فاصتدم بزاوية الخزانة وقف ناعسا فاتحا عيناه بلا وعي ويقز من مكانه ممسكا راسه بالم شاعرا بدفى دمائه .. حرك اديم راسه بذهول اصبح الامر كالدومينو المتصاقط .. الشاب ضرب المكتب بألم ولم يشعر بنفسه وهو يلكم بطن صديقه المستلقي والذي نهض مفجوعا وركل من يضربه ..
اصبح الشاب يمسك راسه بالم والاخرى ضهره .. ثم وهن بالقرب من اسماء والتقت عيناه باديم فاغمض عيناه بارهاق يستجمع شتات نفسه ..انحنى مربتا على كتف اسماء ا
افاقت اسماء تهز راسها بنعاس وهي ترى منصور يحدق بها متألما وكاتما تآوهاته حكت عينيها تزيل اثار النوم حين انتبهت الى الوضع الفوضوي الغريب ، التقت عيناها بعيون تعرفها جيدا فانتصبت واقفة
ايــن كُنت !
أنت تقرأ
الحب [A'ragon] ©️
Romanceانت لا تؤمن بالحب لانني لا أُؤمن بأيِ شيئ عداكِ : : لم يعد يستهويني رجل عادي ، اريد ذالك النوع الاقرب للمثالية [ ثنايا الصخر ]