الحب [A'ragon] ©️

chapter 5p2

عادت تنضر له بحذر من كلماته الجادة سالها مباشرتا دون مماطلة : كيف كان تعامل العمر الجسدي معك ؟!  علاقتك الزوجية كانت قاسية .. تعامله بل تحديدا الوقت الحميمي الذي يقضيه معك خانق !

لاحض شحوب ملامحها وارتعاش قزحية عيناها الراهبة لحديثه خط حروفه بحزم يجبرها على الاجابة :

انا مختص واعرف جيدا ما خطب مرضاي حتى دون الحديث ، ولاكنني احتاج منك الكلام وان تقصي علي بعضا من ذكرياتك حتى اعطيك علاجا مناسبا ..

_ اخبرتك انا طبيب لا ساحر ٫ ودوائي يحتاج ان اسمع منك ما تشعرين به لا ان اعتمد فقط على نفسي لتفسير ملامحك

والآن لأعيد سوالي لك .. هل تعرضت لتعنيف من طرف عُمر ...

كان سواله جادا حازما ولم يخفى عليه ازرادها لريقها بعصبية او تعرق جبينها الذي لم ينجح حجابها في امتصاصه ..

نفت برأس منخفضة : لا .. عمر لم يكن من يضرب النساء .

صحح بجدية : التعنيف الزوجي لا ينحصر حول الضرب فقط ..

رفعت رأسها له بحيرة فاكمل عاقدا اصابعه ومستندا عليها :

_ سوء المعاملة العاطفية يمثل تعنيفا بل اشد انواع التعنيف الذي قد تتعرض له الزوجة ، الإسائة النفسية يا قمر هي تعنيف دون دليل مادي ملموس ، ومهمتي انا تقتضي اكتشافه

_ لن يصدقك احد لو اخبرته باحد التعاملات زوجك القاسية معك والتي لم تشمل الضرب  وسيكون الجواب معللا له "الرجال لا يعرفون المشاعر " او يكون احدها ...

"زوجك محط انشغال لا يملك وقتا لتفاهتك "

اجابت بدلا عنه بشرود فصمت عدة لحضات ثم اومئ : اجل ، هاذه اكبر جملة تتعرض لها النساء والتي يطلب منهن تقبلها دون رفض ، قطعا الزوج مهما بلغ انشاله لن ينشغل مثلا عن اصدقائه او عن مباراته الطويلة ولاكنه ينشغل عن زوجته؟! يالها من حماقة اليس كذالك ؟

اومئت له بشرود وعينين منصوبه على اضافر همس تتذكر ليلة زفافها الاسطوري التي اقامها عُمر لها متباهيا بها وصط جيرانه واقاربه .. وكان لطيفا فقد كان صديقا قبل ان يكون زوجا .. صديقا يحدثها عن الاسماك وحياتهم داخل الاحواض وهي كانت تستمتع باحاديثه التي لم تتجاوز قط الحاجز المسموح له 

دعابته مضحكة ونكاته كوميدية تجعل منها تضحك كلما تذكرتها وكان من بين مميزاته علاقته الوطيدة مع والدها والذي كان رئيسه في القسم .. حتى تفاجئت بوالدها يوما يخبرها عن طلب عمر لزواج بها
لا تنكر انها خجلت كأي فتاة يطلبها شاب له .. ولاكنه لم يكن ما تبحث عنه .. كانت تبحث عن الحب ... بل عنه عن اديـم

ويبدو ان عُمر لاحض اعجابها كما لاحضه جميع من بشركة فهاذه الصغيرة تتحول الى القلوب كل ما مر من بعيد .. حتى انها تشرد من احاديثهم في كل مرة يضيئ رقم الطابق الخاص به بتلهف لرؤياه