الفصل الثالث 💝

28 3 0
                                    

التوأم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

التوأم.... ٣.. فرق شاسع
استلقت هازال على فراشها الواسع ذي المفارش الحريرية و أخذت تبتسم بسعادة..و أخيرا ستنام ملئ جفونها..سيرتاح جسدها على فراش مريح..و ستدثر أطرافها بأغطية سميكة تقيها البرد..فلطالما جافى النوم جفونها جراء الفراش القديم و المهترئ الذي كانت تنام عليه..و لطالما آلمها جسدها و تورم ظهرها و تجمدت أطرافها من البرد عندما كانت المدفأة تأبى الإشتعال و تعجز الأغطية الرقيقة عن تدفئتها..كانت أياما و ليال قاسية و متعبة لن تنجح في محوها من ذاكرتها إلا إذا انقلبت الموازين و تغير شكل الحياة التي تعيشها..بدأت جفونها تتثاقل و اخذ النوم يداعب عيونها فاستسلمت لسلطانه و نامت نوما عميقا..بعد ساعات..انتشلها صوت طرقات متتالية على الباب من نومها و أجبرها على الاستيقاظ..فتحت لتجد الخادمة واقفة تخبرها بأن موعد العشاء قد حان و بأن والدها ينتظرها في الأسفل..هزت برأسها و عادت إلى الداخل..غيرت ثيابها ..لبست قميصا ابيضا معرقا بخيوط رمادية و سروال جينز أسود ممزق من حيث الركبتين و الفخذين..من يرى سروالها يظن أنه مواكب لآخر صيحات الموضة..لكنه في الحقيقة مهترئ و ممزق من كثرة ارتداءها له..رفعت شعرها في شكل ذيل حصان و وضعت بعض المساحيق و نزلت إلى غرفة الطعام..وجدت أباها يجلس لوحده حول المائدة..ابتسم عندما رآها و قال" يبدو أنك نمت جيدا..تعالي..اجلسي..لا بد أنك جائعة" أجابت" نعم..أتضور جوعا..لكن الفراش المريح اغراني بالنوم العميق فنمت دون أن أهتم بالجوع" سحبت مقعد و جلست قبالة أمين الذي قال" اعتذر يا ابنتي على كل ما عانيته في الماضي..لم اكن وقتها قادرا على تغيير شيء..لكنني أعدك بأنني سأفعل كل ما بوسعي لكي أعوضك عما مضى..بداية..خذي..هذه لك" نظرت هازال إلى البطاقة التي وضعها أمامها و سألت" عفوا؟ ما هذا؟" أجاب" هذه بطاقة بنكية لا محدودة..تستطيعين استعمالها في شراء كل ما يلزمك..لا تترددي في اشتراء كل ما ترغبين فيه مهما كان ثمنه..تمام" ابتسمت و قالت" تمام..شكرا لك" وضع الخدم الطعام على المائدة..أخذت تأكل بشراهة كأنها لم تأكل منذ أيام..راقبها والدها بعيون حزينة دون أن يقول شيئا..بعد لحظات سألها" هل تملكين رخصة قيادة؟" هزت رأسها بالنفي فأضاف" تمام..هناك سيارة و سائق سيكونان تحت تصرفك إلى أن تتحصلي على الرخصة..اذهبي حيث تشاءين..و هذا هاتف جديد من أحدث طراز..استعمليه بالهناء يا ابنتي" ضحكت بسعادة و أخذت تقلب الهاتف بين يديها..كأنها في حلم جميل لا ترغب في الاستيقاظ منه..
سمعت هازال صوت أقدام تقترب منها و من والدها..رفعت رأسها لترى ياغيز يقف أمامهما و يقول" مساء الخير جميعا" أجابه أمين" مساء الخير ياغيز..اجلس.. هل مازالت نازلي في العمل؟" هز برأسه و سحب مقعد و جلس قبالة هازال..تأمل هازال للحظات و ابتسم ثم قال" من الجيد أنك ذكرت نازلي يا عمي..كنت سأخاطب هازال على أساس انها هي..الشبه بينهما رهيب" ابتسم أمين و قال" لا تنسى أنهما توأم متطابق..لا يوجد اي اختلاف بينهما" قالت هازال " نعم..هذا ما كانت تخبرني به أمي دائما..لطالما كانت تحدثني عن أختي و عن الشبه الكبير بيننا" ثم التفتت إلى ياغيز و سألت" لماذا تسمح لها بالتأخر في العمل؟ هذا لا يجوز..يبدو أنها تتعب كثيرا" رد" نعم..معك حق..لكنها تحب عملها كثيرا و لا ترضى أن يتدخل أي أحد فيه..اسألي أباك..هو أكثر شخص يعرفها" قال أمين" نعم..هذا صحيح..نازلي مهووسة بعملها..دار الأزياء تأخذ كل وقتها..و هذا المسكين زوجها هو من يدفع الثمن..لكنني سأحاول أن أنبهها إلى أنها يجب ألا تبالغ في اعطاء وقتها كله للعمل..لنفسها و لزوجها عليها حق" صمت قليلا ثم سأل" و أنت يا ابنتي؟ هل درست في مجال معين؟ هل أنهيت دراستك أم لا؟" قطبت هازال جبينها و تجهم وجهها بشدة و ردت بصوت ضعيف" تحصلت على الباكالوريا و لم أستطع الدخول إلى الجامعة بسبب ظروفنا المادية القاسية..اضطررت إلى العمل هنا و هناك لكي أكسب بعض المال" نظر إليها ياغيز و سأل" و طموحك؟ أليس هناك حلم معين تريدين تحقيقه؟ ألا توجد وظيفة محددة تريدين ممارستها؟" زمت هازال شفتيها و أجابت ببساطة" لا أدري..لم أتعود على الأحلام..حياتي كانت عبارة عن كوابيس لا تنتهي" وضعت الشوكة و السكين من يدها و تمتمت" عن اذنكما" و انسحبت إلى غرفتها..

حياتي كانت عبارة عن كوابيس لا تنتهي" وضعت الشوكة و السكين من يدها و تمتمت" عن اذنكما" و انسحبت إلى غرفتها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن