الفصل الرابع عشر💝

23 2 0
                                    

#رواية_التوأم ١٤

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

#رواية_التوأم ١٤... انا احببتك فقط 🔞للبالغين
حملقت هازال في ياغيز و ردت بعصبية " عم تتحدث أنت؟ ..طبعا كان لقاءنا مصادفة بحتة..كنت أتجول بجوار المزرعة و أعجبت بالبناء الحجري ..بقيت أتأمله و فوجئت به يقف خلفي..مجرد مصادفة" هز برأسه و أجاب" كلا..لا أعتقد..أشك بأن يكون مجيئه في الوقت الذي نحن فيه هنا مجرد صدفة..لقد وضعك في رأسه..و أنا أعرف جيدا ذلك الحقير عندما يضع امرأة في رأسه..لا يتراجع الا عندما يوقعها في شباكه" هزت هازال كتفيها بلا مبالاة و قالت" و ما شأني أنا؟ ..أنا أراه مجرد أستاذ لي" صاح بها" لكنه لا يراك مجرد طالبة..بدا ذلك واضحا في نظراته اليك..افهمي" ابتعدت هازال عنه و قالت" ياغيز..لو سمحت..لا تتصرف بهذه الطريقة..لا علاقة لك بي..اذهب و اهتم بزوجتك..لا تتدخل في حياتي" مرر ياغيز أصابعه خلال خصلات شعره و قال بعصبية" هازال..توقفي عن ترديد هذه الكلمة..هي أيام فقط..و لن أكون زوجا لأختك بعد ذلك..سينتهي زواجنا" رفعت هازال حاجبها استغرابا و سألت" هل ستنفصلان؟" أجاب" ..نعم..لقد حدثتها في الموضوع ذاتا..سينتهي زواجنا بعد العرض..ثلاثة أسابيع و ينتهي كل شيء" نظرت اليه و قالت" و ماذا تتوقع مني أن أفعل بعد أن تنفصل عنها؟ هل سأركض اليك لكي أعيش معك علاقة على انقاض زواجك من أختي؟ هل سيكون كل شيء سهلا الى هذه الدرجة؟ و أختي؟ و أبي؟ لا..انسى الأمر..ان كنت ستنفصل عنها طمعا في عيش علاقة معي فانسى الموضوع..لأنني لن أرضى بذلك..و لن أفعله..اهتم بزوجتك و واصلا زواجكما..ذلك أفضل للجميع" جذبها ياغيز من يدها حتى ارتطم صدرها بصدره و تلامست وجوههما و همس" هازال..أنا أعشقك..سواء تقبلت ذلك أم لا؟ و لا أستطيع مواصلة حياتي مع أختك بصفة عادية في حين يكبر حبك في قلبي يوما بعد يوم..مستحيل..لن أقدر..سأنفصل عنها..و بعد ذلك سأجد طريقة لكي أقنعك بهذا العشق..لكي نعيش حبنا بعيدا عن كل الاعتبارات الأخرى" هربت هازال بعيونها من عيونه الملتهبة و قالت" أرجوك..لا تفعل هذا..هذا مستحيل..لن يكون الأمر بهذه البساطة..أنت تحلم فقط" وضع ياغيز جبينه على جبينها و تمتم بصوت مبحوح" أنا أحلم بك..و أتمناك..و واثق تماما أنك تحلمين بي..تحلمين باليوم الذي تكونين فيه معي..و بين ذراعي..كعاشقين حقيقيين..بأن نكون.." وضعت هازال أصابعها على فمه و همست بصوت ضعيف"اششش..اصمت..لا تكمل..أنت تحاول اضعافي و هدم مقاومتي ..لا..لا تفعل..
أرجوك..أنا أجاهد كثيرا لكي أبقى ثابتة و قوية..لو سمحت" قبل ياغيز أطراف أصابعها التي وضعت على فمه و قال" تمام..لن أضغط عليك..لكن دعيني أفعل ما يريحني" و فتح الباب و خرج..
بعد خروجه ..انهارت هازال جالسة على حافة السرير و هي تحتوي أصابعها التي قبلها ياغيز بشفاهه منذ قليل..تنهدت بعمق و وضعت رأسها بين يديها..صارت تخشى من نفسها..من ضعفها..من حبه الذي يتغلغل في أعماقها و الذي صارت عاجزة عن مقاومته..تخشى أن تقع في فخ الخطيئة و أن تكره نفسها..لذلك يجب أن تهرب منه..يجب أن تجد حلا سريعا ينقذها من نفسها و منه..في الصالون..كان ياغيز جالسا مع أمين عندما فتحت نازلي باب غرفة المكتب و تقدمت منهما و الشحوب باد على وجهها و قالت بصوت مرتعش" مصيبة..كارثة..لقد انتهيت ..انتهيت" انتفض ياغيز واقفا و سأل" نازلي..مالأمر؟ ماذا حدث؟" أجابت" المشغل الذي يعد الأزياء للعرض احترق..ماذا سأفعل الآن؟ ماذا سأقدم للعرض؟ لقد انتهيت..يالله..ماذا سأفعل؟" أمسك ياغيز يديها و قال" نازلي..عزيزتي..اهدئي..أنا معك..كلنا معك..لا تقلقي..سنجد حلا..سيكون كل شيء على ما يرام" ارتمت نازلي بين ذراعيه و هي تبكي و تشهق بصوت عالي..سمعت هازال الأصوات فنزلت مسرعة لترى ياغيز يحتضن نازلي..ابتلعت ريقها بصعوبة و حاولت تهدأة نفسها و تجاهل ذلك المنظر الذي يثير غيرتها و تقدمت من أختها لتسألها" أختاه..لماذا تبكين؟ ماذا حدث؟" أجابها أمين" المشغل احترق..لقد ذهبت كل الأزياء المعدة للعرض..و اختك منهارة جدا" نظرت هازال الى ياغيز الذي كان منشغلا بتهدأة نازلي..وضعت يدها على كتف أختها و قالت" أختاه..اهدئي..نحن معك..سنساعدك..لن نسمح لجهدك بأن يذهب هكذا..سدى..لا تقلقي" رفعت أختها رأسها و قالت" شكرا لكم لوجودكم معي..و الآن يجب أن أذهب الى اسطنبول" قال ياغيز" سآتي معك" أضاف أمين" سنأتي كلنا معك" هزت برأسها و أجابت" لا..سأكون بخير..سأذهب لكي أتفقد الأمور ثم أجمع التصاميم و أحضرها الى هنا لكي نعمل عليها معا" ثم التفتت الى ابيها و قالت" بابا..سيكون هناك بعض المشاكل المالية ..و من الأفضل أن تأتي معي لكي نحلها" قال أمين" تمام..لنذهب"
نظرت هازال الى ياغيز و قالت تعترض" لكن كيف سنبقى أنا و ياغيز هنا؟ يجب أن .." قاطعتها نازلي بقولها" لن نتأخر..سنعود فورا" و اندفعت تأخذ حقيبتها و تخرج صحبة أبيها..جمدت هازال في مكانها و بقيت تحملق في ياغيز الواقف أمامها..هذه المرة الأولى التي يكونان فيها معا..لوحدهما..في مكان واحد..مع كل تلك المشاعر العاصفة التي يشعران بها..مع ذلك الضعف الذي يشد أحدهما نحو الآخر..مع كل ما حدث بينهما..تحركت هازال مبتعدة فسألها" هازال..الى أين؟" أجابت دون أن تلتفت اليه" أنا في غرفتي..لن أخرج منها" تبعها ياغيز و قال"هازال..لا تهذي..هل ستبقين حتى المساء في غرفتك..مازال اليوم طويلا..لا تخافي..لن أؤذيك" وقفت للحظة ثم قالت" يجب أن أدرس" نظر اليها و قال" سأساعدك..اسمحي لي" هزت رأسها بعنف و ردت" شكرا..لا أريد" تأفف ياغيز بضيق و قال بعصبية" هازال..لا تفعلي هذا..لن نبقى هنا ..هيا لنخرج معا..لنتجول..لنركب الحصان..هيا..أرجوك..لنقضي الوقت معا ..فقط..هذا ما أريده" اعترضت" لكن" قاطعها" هازال..لو سمحت" صمتت للحظات ثم قالت" حسنا..سأغير ثيابي و آتي" ابتسم ياغيز و خرج للخارج يعد الحصان لكي تركبه..في اسطنبول..وجدت نازلي العمال مجتمعين أمام المشغل المحترق..حاولت تهدأتهم و طمأنتهم ثم اجتمعت هي و والدها ببعض المسؤولين لكي يحددوا حجم الخسارة التي تكفل أمين بتسديدها كاملة..ثم جمعت المصممين و طلبت منهم تحضير تصاميم جديدة و ارسالها اليها عبر البريد الالكتروني..كان الجميع في حالة هلع و صدمة و تحدث البعض عن عدم انجاز العرض في الوقت المحدد لكن نازلي حاولت بعث الثقة في نفوسهم و طلبت منهم الاهتمام بعملهم ..في باحة المزرعة ..وقف ياغيز بجانب حصانه في انتظار خروج هازال من المنزل..اتصل بنازلي لكي يطمئن على الوضع ثم بقيت عيونه متعلقة بالباب..يريد لهذا اليوم أن يكون مميزا جدا..هو هنا..معها..لوحدهما..لن يزعجها..و لن يضايقها..و لن يطلب منها أي شيء..يريد فقط أن يقضي وقتا معها..أن يستمتع بوجودها..بصوتها..بضحكتها..بكل شيء فيها..لمحها تعبر الباب فابتسم ابتسامة عريضة ..ارتدت سرولا أسودا يلتصق بساقيها..حذاءا طويلا..و قميصا أزرقا ..و غطت رأسها بقبعة..اقتربت من ياغيز و قالت" أنا جاهزة" تأملها ياغيز للحظات فاحمر وجهها خجلا ..أبعد ياغيز نظراته عنها لكي لا يزعجها ..تقدم منها فتراجعت الى الخلف..تجهم وجهه و قال" هازال..لن أفعل شيئا..سأساعدك فقط على ركوب الحصان" مررت هازال أصابعها على جبينها و تمتمت" حسنا" وضع ياغيز يديه على خصرها و رفعها الى الأعلى محاولا تجاهل رائحتها التي تربكه و تسحره..استقرت هازال على ظهر الجواد و قبل أن تبدأ جولتها مع ياغيز..سمعا صهيل حصان يقترب منهما..نظر ياغيز باتجاه الصوت و سرعان ما عبس و بدا الغضب جليا على ملامحه..انه كوراي ..كان يمتطي جوادا أسودا و يتقدم نحوهما..تأفف بضيق و قال" اوف يا..مالذي أتى بهذا الحقير؟" لوح كوراي بيده الى هازال فاضطرت أن ترد عليه..قال" مرحبا هازال..مرحبا ياغيز" أجابت هازال " مرحبا أستاذي..صباح الخير " ابتسم و قال" تستطيعين مناداتي باسمي" قال ياغيز بعصبية" لا..لا داعي لذلك..أنت أستاذها و هي طالبتك..و لا داعي لهذا التقارب اللامبرر" ضحك كوراي و قال" حسنا..لا داعي لهذه العصبية..ما رأيكما أن نتجول معا؟" رد ياغيز" لدينا خطط أخرى..شكرا"
رمقت هازال ياغيز بنظرة حادة ثم قالت" تستطيع مرافقتنا في جولتنا..لم أكن أجيد ركوب الحصان و ياغيز كان يساعدني و يعلمني" ابتسم كوراي بخبث و علق" كم جميل أن يهتم زوج الأخت بأخت زوجته..هذا رائع حقا" ضغط ياغيز بيده على لجام الحصان محاولا ضبط أعصابه و تحمل وجود كوراي الذي يصعب عليه تحمله..كان يمني النفس بقضاء وقت ممتع مع هازال..لوحدهما..دون أي ازعاج أو تدخل..لكن أتى الآن من سيشاركه فيها..في سماع صوتها و أخذ اهتمامها..آه لو تعلم كم يغار عليها و كم يتمنى أن يكون الوحيد الذي تهتم به و تتحدث اليه..لكنه وعدها بأنه لن يقوم بأي تصرف يزعجها او يضايقها..لذلك وجب عليه تحمل وجود كوراي رغما عنه..امتطى ياغيز حصانه دون أن يقول حرفا و دون أن يفلت من يده لجام حصان هازال..كان كوراي كعادته يحاول لفت الانتباه بالقاء النكات التافهة و سرد أخباره المملة..و كانت هازال تجاريه و تضحك معه في محاولة منها لالهاء نفسها عن التفكير في ياغيز و في وجودها معه في المزرعة لوحدهما..وجدت في وجود كوراي سببا مقنعا للهرب منه و من تأثيره القوي عليها..فصارت تمنح كل اهتمامها لأستاذها الذي كان واضحا عليه بأنه يحاول استمالة هازال و التقرب منها..حاول ياغيز جاهدا السيطرة على نفسه و ضبط أعصابه لكنه فشل في ذلك..حاول اقناع ه بالعودة لكنها لم تقبل و أصرت على مواصلة الجولة مع كوراي..أعطاها ياغيز لجام حصانها و انطلق يعود بحصانه مبتعدا عنهما..كانت الدماء تغلي في عروقه و الغضب و الغيرة يعميان عيونه..
نظرت هازال الى ياغيز الذي ابتعد على صهوة جواده الذي كان يطوي الأرض طيا..كانت تعلم ما به..و كيف يشعر..كانت تحس به..و تتمزق من الداخل مثله تماما..لكن ما باليد حيلة ..هما واقعان في ورطة مشاعرهما و استحالتها..يريدان أن يعيشا هذا الحب دون شعور بالذنب أو تأنيب الضمير..دون الانزعاج من أية كلمة او تعليق يمسهما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة..هي الآن تهرب من بقاءها معه ليس حبا بكوراي و أحاديثه السخيفة..لكن خوفا من نفسها..من قلبها..من ضعفها..من حبها..و من شياطينها التي تحرضها في كل لحظة على الارتماء بين ذراعيه ..حاولت الانتباه الى كوراي و الى كلامه لكن عيونها و قلبها تابعا ياغيز بشغف و حب و ألم كبير..عاد ياغيز الى المزرعة..نظر الى الساعة ..انها الواحدة بعد الزوال..دخل الى غرفته..استحم و هدأ قليلا ثم طلب من الخدم تنظيف الاسطبل و الاعتناء بالأحصنة فيما انشغل هو باعداد طعام الغداء بيده..كان يجيد تحضير الباستا و شرائح اللحم المشوي اضافة الى السلطة ..بعد دقائق..ألقى نظرة على الطاولة المزدحمة بأشهى الأطباق و ابتسم بسعادة..سمع صوت الباب يفتح فعلم أن هازال قد عادت..علقت المفاتيح و السترة و همت بالصعود الى غرفتها عندما ناداها ياغيز..تقدمت نحوه و هي تلمح الابتسامة المرسومة على وجهه..سألت" مالامر؟ هل انت بخير؟" هز برأسه و أجاب" ..أنا بخير..أريد منك فقط أن تستحمي و تنظمي الي على المائدة..أنا أدعوك لتناول طعام الغداء الذي جهزته لك بيدي..هل تقبلين؟" بدا التردد واضحا على وجهها فاقترب منها و همس" لو سمحت..لقد جهزت كل شيء بيدي..بمحبة..و فرح..لا تكسري خاطري..و أعدك بأنني لن أزعجك" ابتسمت هازال و ردت" حسنا..سأستحم و آتي" صمتت قليلا ثم أضافت" شكرا لك" ..تحركت مبتعدة عنه..كانت تبتسم بسعادة..للمرة الأولى تشعر باهتمام أحد ما بها..شخص يخصها بحبه و رعايته..يعد لها الطعام ..يغار عليها..يعشقها..تحس بأنها مميزة جدا..و هذا الشعور جميل الى حد كبير..
ارتدت هازال فستانا أحمرا مكشوف الكتفين ينسدل طويلا على جسمها و يلتصق به مظهرا تفاصيله الأنثوية المثيرة..أطلقت شعرها على كتفيها و احتذت حذاءا أسودا ذا كعب عالي..لم تبالغ في وضع مساحيقها..رشت من عطرها الفواح و نزلت اليه ..كان قلبها يسابق قدميها للوصول اليه..تريد أن تستمتع بكل لحظة تمر عليها و هي بجانبه..بعيدا عن عيون الجميع..حتى و لو كان ذلك مخالفا لتوصيات عقلها و منطقها و أخلاقها..فلتعش اللحظة كما هي ثم ليحدث ما سيحدث..التقت عيونها بعيونه المتفحصة و العاشقة..لم تهرب منهما بل غرقت في بحرهما البلوري العميق..سحب لها الكرسي لكي تجلس و انحنى قليلا لكي يسحب نفسا عميقا من رائحتها ينعش به روحه..ثم التف لكي يجلس قبالتها..قالت" شكرا لك على كل شيء" ابتسم و رد" لا داعي لشكري..فعلت ذلك من قلبي..ما يهمني هو أن تكوني معي" احمرت خدود هازال خجلا و لم تجب..قال" هيا لنأكل..أتمنى أن يعجبك الطعام" قطعت هازال قطعة لحم و وضعتها في فمها..تذوقت الباستا و اغمضت عينيها و قالت" امممم.لذيذة جدا" ابتسم ياغيز و قال" فرحت كثيرا لأنه أعجبك..صحة و عافية عزيزتي" نظرت اليه عندما قال كلمة عزيزتي..كانت عيونه تقول أكثر بكثير من تلك الكلمة لكنه لم ينطق بها لكي لا يزعجها..سكب لنفسه و لها النبيذ و قال و هو يرفع كأسه" نخب هذه اللحظات المميزة" رفعت كأسها و قالت" نخب هروبنا من الواقع" ..واصلا تناول طعامهما اللذيذ في صمت..وقف ياغيز فجأة..فتح الموسيقى..و تقدم منها و هو يمد يده و يقول" هل تسمحين لي بهذه الرقصة؟"
خفق قلب هازال بشدة و تجمعت الدموع في عينيها..تشعر بأنها لا تقف على الأرض..بل تطير في السماء..تحلق بين النجوم..كل ما يحدث يدفئ قلبها و يعيد للحياة طعمها و لونها..يشعرها بأهمية نفسها..يرضي غرورها كإمرأة من حقها أن تحب و تعشق و تحصل على الاهتمام و الحنان الذي يليق بها..ينسيها ذلك الأسى و العذاب الذي عاشته في السابق..لم تلتقي من قبل برجل عاملها كروح يخشى انكسارها ..كان الجميع يرى فيها مجرد جسد يحاولون نهشه بكل الطرق..بداية من زوج أمها الى غيره من الذئاب البشرية..ياغيز هو اول رجل يهتم بها و يحنو عليها..يحبها من كل قلبه..يحاول مراعاة شعورها و منحها كل الاهتمام الذي تستحقه..وضعت يدها في يده فسحبها بين ذراعيه..يداه تطوقان خصرها و يداها تستندان على كتفيه..عيونهما متعلقة ببعضها و أجسادهما متلاصقة..تحركا معا على انغام الموسيقى الهادئة و أخذا يرقصان معا..هما الآن في عالمهما الخاص ..دون أي شخص يزعجهما او يفسد عليهما هذه اللحظات المميزة التي يعيشانها لأول مرة..قرب ياغيز شفتيه من هازال..قبل جبينها ثم مرر شفاهه على حاجبيها..عيونها..رموشها..وجنتيها..أنفها ثم قبل عنقها بطريقة أذابت قلبها و جعلت جسدها يرتعد كورقة تلاعبت بها الرياح..أغمضت عينيها و سمحت لذراعيها بأن تلتف حول عنقه..كانت تستند عليه لكي لا تخونها قدماها و تقع أرضا..تمتمت بصوت مرتعش" ياغيز..نحن.." رد " شششش..اصمتي..لا تتحدثي..لا تفسدي سحر هذه اللحظات..لنبقى هكذا..لنبقى هنا..محبوسين في هذه اللحظة..لا الزمن يمر و لا يزعجنا أحد..لو سمحت" رفعت نظرها اليه دون أن تنطق بحرف واحد..كانت تستجديه بعيونها اللامعة..بقلبها الذي يخفق بجنون..بشفاهها المرتعشة ..أن يقبلها..ابتسم بسعادة و مال برأسه و أخذ شفتيها بين شفتيه..احتوى ياغيز شفتي هازال بين شفتيه ..يقبلها برقة و عذوبة و شغف..يرتشف من رحيق شفتيها..يلتهمهما..يمتصهما..و يراقص لسانه لسانها..تتحرك يداه على ظهرها صعودا و نزولا و يقربها منه أكثر حتى يشعر بضغط نهديها النافرين على صدره..ارتفع نسق القبلات بينهما و صارت محمومة و مجنونة ..كأن معركة حامية اندلعت بين الشفاه و لم تنفع كل محاولات انهاءها..لم يدرك أي واحد منهما كم مر من الوقت و هما يتبادلان القبل..لا الوقت يعنيهما و لا أي شيء آخر..المهم أنهما هنا..معا..بعيدا عن كل الاعتبارات و الحواجز..رن هاتف ياغيز فقطع سيل القبلات التي كانا يتبادلانها..ابعد رأسه عنها و لعن بصوت مسموع ..نظر الى شاشة هاتفه فرأى اسم نازلي..أجاب" ألو نعم" قالت" مرحبا ياغيز..أردت فقط أن أخبرك بأننا لن نتمكن من العودة الى المزرعة الليلة..لقد قضينا يوما متعبا هنا..اجتماعات و غيرها..لن تتحمل صحة أبي السفر مرة أخرى..سنكون هناك غدا..تمام؟" سألها" كيف الحال هناك؟ هل الضرر كبير؟ هل تحتاجين الى مساعدة؟" ردت" لا..كل شيء يسير على ما يرام..سنحل كل المشاكل..لا تقلق..شكرا لك حبيبي..ماذا تفعلان انت و هازال؟" أجاب" لا شيء..خرجنا مع كوراي في الصباح و تجولنا على الأحصنة اما الآن فنحن نتناول غداءنا" ضحكت و قالت" صحة و عافية..اعتنيا ببعضكما جيدا..بلغها سلامي..الى اللقاء" قال" الى اللقاء" عبس وجه هازال و بدا الانزعاج واضحا على ملامحها..ابتعدت عن ياغيز و عادت للجلوس..نظر اليها و لم يقل شيئا..انتفضت واقفة فجأة و همت بالصعود الى غرفتها..تبعها و أمسكها من يدها و هو يقول" هازال..الى أين؟" ردت بعصبية" الى غرفتي..يجب أن نوقف هذا الجنون الذي نقوم به..اختي هناك مع والدي تحاول حل مشاكل عملها و أنا هنا أ..." صمتت و لم تواصل كلامها..اقترب منها و قال" هازال..لا تفعلي..أخبرتك سابقا بأنني لن أستمر في زواجي من أختك..سأنفصل عنها..و أخبرتك أيضا بأنني أحبك..جدا..أكثر مما يمكن أن تتخيلي..و أعلم جيدا بأنك تحبينني..لقد رأيت ذلك في عيونك..حتى و لو لم تقولي شيئا ..كل ما فيك يخبرني بحبك لي..أرجوك..لا تكابري..و لا تهربي..لن أجبرك على عيش شيء لا تريدينه..لكن لا تهربي مني..و من حبنا..لو سمحت"انتشلت هازال يدها من يده و قالت بصوت ضعيف" ياغيز..لو سمحت..دعني لوحدي..أريد أن أكون لوحدي بعض الوقت..لو سمحت" رفع ياغيز يديه باستسلام و قال" تمام..سأدعك ..لن أزعجك..آسف" و تحرك مبتعدا عنها ..اتكأت هازال على حاجز الدرج الحديدي و تابعته بعيون حزينة..لعنت ذلك العجز و قلة الحيلة..لعنت هذا الوضع المعقد الذي وجدت نفسها فيه..تريد أن تخطو خطوة الى الأمام..لكن كل شيء يشدها الى الخلف..قلبها و عقلها يتصارعان و روحها تحترق يوما بعد يوم..أن تكون معه فهذا يعني أن تجازف بكل شيء و ترمي كل العوائق عرض الحائط..أن تجازف بخسارة أبيها و أختها..عائلتها التي احتوتها و فتحت لها أبواب منزلها و قلبها و عوضتها عن كل ما حرمت منه في السابق..ستكره نفسها و ستحتقرها..جلست على الدرج و وضعت رأسها بين يديها و أجهشت بالبكاء..في الخارج..خيم الظلام على الكون..تلبدت السماء بالغيوم و عصف الرعد بقوة..ثم انهمرت الأمطار غزيرة جدا..وقف ياغيز في الشرفة الخلفية للمنزل..مد يده نحو المطر مستمتعا بملامسة قطراتها لبشرته..ارتشف رشفة من كأس النبيذ الذي كان يحمله بيده الأخرى و تنهد بعمق..مرت ساعات لم يرى فيها وجه هازال..كانت تحبس نفسها في غرفتها ..و لم يزعجها هو كما وعدها..كانا يعيشان نفس الضياع و قلة الحيلة..و لا يستطيع أحدهما أن يلقي اللوم على الآخر..التفهم و الحب هو الشيء الوحيد الذي يستطيع مداواة جراحهم..لمحها تفتح باب الشرفة و تقترب منه..وقفت خلفه و وضعت رأسها على ظهره..سأل بصوت ضعيف" هل أنت بخير؟" تمتمت" لا..لست بخير..أنا متعبة و مرهقة..و لم أعد قادرة على المقاومة..أو الصمت" التفت ياغيز إليها ..وضع اصبعه تحت ذقنها و رفع وجهها اليه..ثم قال" قولي..مالذي لن تستطيعي كتمانه أكثر..قولي" نظرت هازال اليه و ردت" أنت تعرف ذلك أساسا" هز برأسه و قال" كلا..لا أعرف" احمرت خدود هازال خجلا و قالت بعد صمت طويل" ياغيز..أنا أحبك..رغم كل شيء..و رغم كل الاعتبارات و العوائق و الأخلاقيات..رغم كل المنطق و العقل..رغم أنك.." قاطعها"توقفي..لا تواصلي..اصمتي..أنا احببتك فقط.. و هذا يكفي.."

"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن