الفصل السابع 💝

24 3 0
                                    

٧

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

٧.. وحدة غريبة
وجدت هازال نفسها في جامعة اسطنبول لأول مرة..جامعة كبيرة و فسيحة..بمختلف الفروع و الاختصاصات..تقدمت نحو قسم التسجيل و أكدت على تسجيلها الذي قامت به عبر الانترنات في قسم ادارة الأعمال..نقلت جدول محاضراتها و دروسها التطبيقية و جلست في كافيتيريا الجامعة في انتظار أول محاضرة لها على الساعة الحادية عشر..في القصر..أخذت نازلي تجمع حقائبها و حقائب ياغيز استعدادا للسفر إلى فرنسا..دخل ياغيز و بقي ينظر إليها..قالت" حياتي..كل شيء جاهز..طائرتنا تنطلق بعد ساعة" سألها" ألن تودعي أختك؟ أخشى أن تتأخر في الجامعة" هزت نازلي بكتفيها و ردت" لا مشكلة..ليس ضروريا أن نودعها..سأحضر لها هدية من فرنسا و ينتهي الموضوع" اقترب منها ياغيز و وضع يديه حول كتفيها و همس" نازلي..ألا تعتقدين بأن علاقتك بهازال يجب أن تكون أقوى؟ انتما توأم و بقيتما متفرقتين طيلة سنوات طويلة..لقد حان الوقت لكي تكونا أختين حقيقيتين..أليس كذلك؟" ابتسمت نازلي و أجابت" نعم..معك حق..لكنني ما زلت لم اتعود على وجودها..مازلت لم أستوعب فكرة أن يكون لدي أخت..يلزمني بعض الوقت فقط..لا تقلق" قال"حسنا حبيبتي" ..في الجامعة..دخلت هازال إلى المدرج الكبير لحضور المحاضرة الأولى للدكتور كوراي تولغاش..جلست بجانب مجموعة من الفتيات و أخذت تسجل ملاحظاتها بحماس كبير..سمعت كلاما عن الأستاذ المحاضر كوراي..الفتيات تتغزلن به و تعشقن جماله و تحضرن لدروسه لأنهن معجبات به و ليس من أجل الدروس و المحاظرات..نظرت هازال إلى الأستاذ..كان طويلا و جميلا..عيونه بنية كلون شعره ..لحيته خفيفة و فمه صغير..جسمه رشيق و رياضي..كان يبدو صغيرا بالعمر و لا يتجاوز الأربعين من عمره..ابتسمت هازاا و هي تسمع تعليقات الفتيات المضحكة..أنهى الأستاذ محاضرته و حمل حقيبته و خرج..جمعت هازال اشياءها و خرجت..وقفت بجانب السيارة و بقيت تنتظر قدوم السائق الذي كان يحضر بعض اللوازم التي اوصته عليها..توقفت سيارة بجانبها و أطل منها الأستاذ كوراي ( مراد بوز) و قال" مرحبا" أجابت" مرحبا أستاذ" سألها" أعتقد بأنني رأيتك في المدرج..هل أنت طالبة جديدة هنا؟" هزت برأسها و ردت" نعم..أنا طالبة جديدة..اسمي هازال" ابتسم و مد يده نحوها و هو يقول" تشرفت بمعرفتك هازال..هل تريدين أن أوصلك إلى منزلك؟" ردت" شكرا لك أستاذ..انا انتظر السائق" رمقها كوراي بنظرة متفحصة ..تأمل جسمها الرشيق الذي لم يخفيه الفستان البنفسجي الذي كانت ترتديه..قال بعد لحظات" تمام..يسعدني أن تكوني طالبة لدي..و إذا احتجت إلى أي شيء فأرجو ألا تترددي في الاتصال بي و طلب المعلومة..هذه بطاقتي و عليها كل أرقامي..اتصلي بي متى أردت" اخذته هازال منه و قالت" شكرا لك أستاذ" ابتسم و قال" إلى اللقاء هازال" ردت عليه و في نفس الوقت وصل السائق فصعدت السيارة عائدة بها إلى القصر..في فندق فخم في مدينة باريس..وقف ياغيز في الشرفة و راح يتطلع نحو الشوارع و المباني و المناظر الجميلة..تجلى برج ايفل في ابهى صورة له يناطح السحاب الأبيض..وقفت نازلي بجانبه و قالت" ارأيت ما أجمل هذه المناظر..هيا لننزل و نتجول معا" ابتسم و رد بحماس" هيا لنذهب" ..طوال وقت الجولة..كانت نازلي تذهب من محل إلى آخر..تشتري كل ما تقع عليه عينها..و لا تتحدث سوى عن الموضة و عن عملها...سار ياغيز بجانبها صامتا..شاردا..و كأن كل واحد منهما في مكان منفصل و بعيد عن الآخر..
مر أسبوع على سفر ياغيز و نازلي..كانت هازال طيلة ذلك الأسبوع تدرس باجتهاد و لا تغيب عن المحاظرات و كانت أيضا تقضي وقتا مع والدها ..يتحدثان..و يترافقان..و يتقربان من بعضهما أكثر..كان أمين يرى فيها الابنة الحنونة و المراعية و العطوفة..و كان لا يمل أبدا من رفقتها و من حكاياتها و نكتها المضحكة..صارت تؤنس وحدته و تملأ عليه القصر..اتصل أمين مرتين خلال ذلك الأسبوع بنازلي التي أكدت له بأنها تقضي أجمل الأوقات و أمتعها مع زوجها هناك في باريس..لكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لياغيز..كان يشعر بوحدة غريبة حتى و هي معه..كانت تحاول أن تمنحه بعضا من اهتمامها ..يتجولان معا..يتناولان طعام العشاء او الغداء في هذا الفندق أو ذاك..تشتري له الهدايا و تسهر معه كل مرة في مكان مختلف..لكنها و بمجرد أن تلتقي شخصا خبيرا في الموضة ..او مصمما مشهورا..تنسى وجوده أصلا و لا تتذكر سوى أنها في باريس..بلاد الموضة و الأزياء..و عادا اليوم من سفرهما..على الساعة العاشرة صباحا..كانت هازال في الجامعة و أمين لوحده في المنزل..عانقت نازلي والدها بسعادة و أخذت تحدثه دون توقف عن عروض الأزياء التي حضرتها و عن الخبراء الذين التقت بهم..بينما وقف ياغيز بعيدا عنهما..استأذن ياغيز في الصعود إلى غرفته و التجأ إلى الصمت لكي لا يفسد جو لقاء الأب بابنته..استحم و غير ملابسه و نزل مجددا..ركب سيارته و انطلق بها نحو الشركة..راجع هناك بعض الأوراق الضرورية و اجتمع بالموظفين و ناقش معهم التصميمات الجديدة الخاصة بالمشروع..ثم خرج..وجد نفسه قريبا من جامعة هازال..فأوقف سيارته في مدخل الجامعة و طلب من السائق الإنصراف و بقي ينتظر خروجها..اتكأ ياغيز بجسمه على السيارة و اخذ ينظر من تحت نظارته الشمسية إلى الطلبة و أروقة الجامعة..لقد اشتاق لهذه الأجواء و للدراسة و الاجتهاد و المثابرة..إلى زمن كان فيه شعلة من الحماس و العواطف و المشاعر..اشتاق إلى نفسه التي ضيعها في مكان ما و لم يعد قادرا على العثور عليها..اشتاق إلى ياغيز العاشق و الشغوف و المتلهف و المشتاق..ياغيز الذي كان يحب بكل ما اوتي من قوة..بكل نبضة من نبضات قلبه و بكل جارحة من جوارحه..صار يخشى أن يفقد ذلك الشغف ..و ان يصيبه البرود و الخمول جراء زواجه بنازلي التي تعامله كشيء تملكه..تقترب منه متى ارادت..و تهمله متى شاءت..صار يخاف أن يصبح آلة للعمل و كسب المال فقط..و أن يتجرد من مشاعره التي تعود أن يكون لها نصيب كبير في حياته..استفاق من تفكيره العميق على صوت هازال القريب منه..التفت ناحية الصوت ليراها واقفة مع كوراي..استاذها..كانت نظرات كوراي لا تخفي اعجابه الشديد بها و محاولاته التقرب منها..اقترب ياغيز منهما و قال" مرحبا هازال..مرحبا كوراي" نظرت إليه هازال و ابتسمت و هي تقول" ياغيز..لقد عدتما أخيرا..كيف كانت رحلتكما؟" هز برأسه و اجاب" جيدة" تبادل هو و كوراي نظرات عميقة..و ذات معنى..كان يبدو عليهما أنهما يعرفان بعضهما جيدا..مد كوراي يده باتجاه ياغيز و صافحه و هو يقول" مرحبا ياغيز..كيف حالك؟ لم نلتقي منذ زمن..اشتقت إليك يا صديق الأيام الخوالي" شد ياغيز على يده و رد" انا بخير..و انت..أمازلت كما عهدتك؟" ابتسم كوراي و هو يحاول بلع ملاحظة ياغيز القاسية و رد" بخير..و مازلت كما تعودت علي..محبا للحياة و للجمال..هازال طالبة عندي..لقد استغربت رؤيتي لها في المرة الأولى..كنت أظن بأنها نازلي..لكنني عرفت فيما بعد أنها توأمها..سررت كثيرا بمعرفتها..انها فتاة مميزة و مجتهدة" التفت ياغيز إلى هازال و تأمل قميصها الوردي ذي الياقة العالية و سروالها الجينز الأبيض الملتصق بساقيها و شعرها الطويل المسدل على ظهرها و قال" هل انهيت محاظراتك؟" اجابت" نعم" فتح لها باب السيارة و قال" تمام..لنذهب..الى اللقاء كوراي" و ركبا معا و ابتعدا تحت انظار كوراي الذي شد بقوة على حقيبته و أخذ يشتم بعصبية..

الى اللقاء كوراي" و ركبا معا و ابتعدا تحت انظار كوراي الذي شد بقوة على حقيبته و أخذ يشتم بعصبية

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن