الفصل الاخير 💝

68 3 0
                                    

#رواية_التوأم البارت الاخير

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

#رواية_التوأم البارت الاخير.. النهاية
استمع أمين الى كلام ياغيز و كوراي و الشحوب باد على وجهه و العرق يتصبب من جبينه بغزارة..أخذ يدلك صدره بيده و يتنفس بصعوبة..وضع ياغيز يده على كتفه و سأل بقلق" عماه..هل أنت بخير؟" غمغم الرجل بكلمات غير مفهومة ثم وقع بجسده على السرير مغمى عليه..سارع ياغيز الى فتح ربطة عنقه و ازرار قميصه العلوية فيما تكفل كوراي بالاتصال بالاسعاف..نقل ياغيز و كوراي أمين الى المشفى حيث أخبرهما الطبيب بأنه تعرض الى ذبحة صدرية و بأنه سيبقى في العناية المشددة الى أن يزول الخطر عنه..مرر ياغيز يده على جبينه و تنهد بعمق..لا يمكن أن يستغرب ما حدث للرجل المسكين..فبالنهاية كلتاهما ابنتاه و هو صدم بهما..واحدة خانت أختها مع زوجها و حملت و انجبت منه..و الأخرى كانت هي العقل المدبر لكل شيء منذ البداية بهدف الحصول على طفل لن تكون قادرة على انجابه بسبب عقمها..التفت ياغيز الى كوراي و قال" خذني الى هازال..يجب أن أراها و أطمئن عليها..يجب أن تعلم بأن ابننا حي..و بكل اجرام أختها..و بمرض والدها ايضا..خذني اليها..أكاد أموت لكي أراها" هز كوراي برأسه دون أن يقول شيئا و خرجا معا..كانت هازال تارة تبكي و تنوح..و تارة أخرى تصمت و تشرد كأنها في عالم آخر..و طورا تضع يدها على بطنها و تحدث ابنها كأنه ما يزال موجودا هناك..اقتربت منها الممرضة و علقت لها المصل لكي يتغذى جسمها بعد أن رفضت ان تأكل و قاومت بعنف كل محاولاتهم لاطعامها..فتح كوراي الباب و اقترب منها و هو يقول" هازال..هازال..هل تسمعينني؟" رفعت عيونها المتورمة و نظرت اليه دون ان تجيبه..ربت على كتفها و قال" أعلم بأنك تألمت كثيرا لكن سينتهي كل شيء الآن..انظري من أتى معي لرؤيتك" فتح قيودها و ساعدها لكي تجلس..دخل ياغيز و ما ان رآها على تلك الحال حتى انفجر بالبكاء و اقترب منها مسرعا..احتضنها بين ذراعيه و هو يقول" أنا آسف حياتي..لقد علمت لتوي بكل ما مررت به..آه لو تعلمين كم اشتقت اليك..الى رؤيتك..و سماع صوتك..و شم رائحتك..هازال..هل تسمعينني..انظري الي..هذا انا..ياغيز" نظرت اليه هازال التي بدت كم استفاق لتوه من غيبوبة..سالت دموعها على خدها غزيرة و دفنت رأسها في صدره و هي تهمس" أنا آسفة حبيبي..لم أستطع أن أحميه و أحافظ عليه..أنا آسفة..سامحني أرجوك"
ضمها ياغيز بين ذراعيه بقوة و أخذ يداعب خصلات شعرها و هو يهمس" لا تتأسفي حياتي..أنا الذي يجب أن يتأسف و يطلب العفو لأنني صدقت كلامك و دفنت نفسي في الثمالة و الخمر..لقد صدقت انك تخليت عني و نسيتني و استطعت ان تكوني مع رجل غيري..سامحيني حياتي..لم أكن أعلم بأمر حملك و لا بأمر سجنك هنا..أنا رجل أحمق و غبي..كيف صدقت ذلك؟ لكن لا يهم..حياتي..أنا معك..نحن معا الآن..و سيكون ابننا معنا قريبا..لا تقلقي..و كفي عن البكاء لو سمحت..دموعك تحرق روحي " رفعت هازال نظرها اليه من جديد و سألت" كيف سنكون مع ابننا قريبا؟ لقد ذهب و تركنا..هو لم يعد موجودا..لقد مات" طبع ياغيز على فمها قبلة حنونة و قال" لا حياتي..ابننا لم يمت..انه حي يرزق..و سنجتمع به قريبا..سنكون انا و أنت و هو معا..سنؤسس العائلة التي حلمنا بها ..أعدك بذلك" حملقت فيه هازال للحظة ثم صاحت بسعادة" ماذا؟ ابني حي؟ هل تقول الصدق أم أنك تحاول مواساتي فقط؟ ياغيز..حبيبي..لو سمحت..قل الحقيقة..قلبي لم يعد قادرا على التحمل..هل ابننا حي حقا؟" هز ياغيز برأسه و أجاب" نعم..انه حي..نازلي أخذته منك بعد ولادته و أوهمتك انه ميت..أساسا تلك كانت خطتها منذ البداية..أن تجعل احدنا يتعلق بالآخر ..و نقيم علاقة معا..انتظرت حملك لكي تسجنك و تأخذ منك الطفل بعد الولادة و توهمني بأنه ابنها" وضعت هازال يدها على فمها مانعة صرخة دهشة من الانطلاق منه و أخذت تقول" .لا أصدق..أختي..نازلي هي من فعلت كل هذا..لقد عرفت ذاتا بأنها هي من سجنتني هنا..لقد اتت الي و أخبرتني بأنها تعرف بأمرنا و بأنني هنا عقابا على خيانتي لها..لقد رأيت بطنها و صدقت انها حامل..لم يخطر على بالي أبدا بأنها قادرة على فعل هذا..يالله..ماهذا الذي يحدث؟" عاود ياغيز ضمها بين ذراعيه و قبل جبينها بحنان و هو يقول" تمام جنم..ساكن اول..سأخبرك بكل شيء..لكن يجب أن تتماسكي و تكوني قوية كما عهدتك لكي ننجح معا في تجاوز كل هذا و الاجتماع بابننا قريبا" و أخذ يروي لها ما حدث بالتفصيل الى أن أخبرها بأن والدها في المشفى بعد معرفته بالقصة..أخذت هازال تبكي حزنا على وضع ابيها و على خيبة أمله فيهما هي و توأمها..رفعت هازال رأسها و نظرت الى ياغيز و قالت بصوت مرتعش" و الآن؟ ماذا سنفعل؟ و أبي؟ كيف سأنظر الى وجهه بعد أن علم بكل ما حدث؟" قبل ياغيز جبينها بحنان و رد" حياتي..اهدئي..سنجد حلا معا..لكن في البداية يجب أن أستعيد ابني من نازلي..أخشى أن تؤذيه" وقفت هازال و قالت" يجب أن أذهب الى أبي..يجب أن أكون بجانبه" قال" حسنا..سأوصلك انت اولا ثم سأذهب الى المصحة..سأحاول ألا ألفت انتباه نازلي و سأعاملها بطريقة طبيعية ثم سآخذ ابننا منها" عانقته هازال و قالت" كن حذرا حبيبي..أعد الي ابني ..اعد الينا ابننا" هز برأسه و قال" سأفعل..لا تقلقي" ..في المصحة..كانت نازلي تلاعب الطفل الصغير النائم عندما رن هاتفها ..ردت" الو نعم" كانت المتصلة هي الخادمة في القصر..قالت" نازلي هانم..هناك أمر هام يجب أن أخبرك به" سألت بقلق" مالذي حدث؟" أجابت" لقد أتى كوراي و بقي مع السيد ياغيز لوقت طويل ..ثم جاء أبوك و انظم اليهما..و بعد لحظات أصابته نوبة قلبية نقل على اثرها الى المشفى..هناك أمر غريب يحدث..لذلك أردت أن أخبرك" تجهم وجه نازلي و قالت" تمام..شكرا لك" انهت المكالمة و حملت الطفل بين ذراعيها و اخذت حقيبته معها ثم خرجت مسرعة..وصلت هازال الى المشفى و وقفت امام زجاج غرفة العناية المشددة ..نظرت الى والدها المستلقي على السرير و تنهدت بحرقة..قالت" بابا..حبيبي..أنا آسفة..ارجوك سامحني..لقد أخطأت..نعم..اعترف..و خطئي لا يغتفر..لكن صدقني أبي..لقد قاومت ذلك كثيرا..و كانت هناك الكثير من الأشياء الخارجة عن ارادتنا تحدث و تقربنا من بعض..الآن فقط فهمت ما حصل..لن أبرر لنفسي و لن أحاول القاء اللوم على غيري..لكن هذا ما حدث..أرجوك بابا..كن قويا..و لا تتخلى عني..عد الي..و سامحني..لكي أستطيع مسامحة نفسي" ..طرق ياغيز باب غرفة نازلي و دخل..لم يكن هناك أحد هناك..لا هي و لا الطفل..حملق ياغيز في الأسرة الفارغة و جن جنونه..خرج الى الخارج و سأل في الاستقبال فأخبروه بأنهم لا يعلمون أين هي..لم يروها لا هي و لا الصغير..اتصل بها ياغيز لكن هاتفها كان مغلقا..اخبر كوراي و طلب منه أن يعلمه اذا اتصلت به نازلي..ثم ذهب الى المشفى حيث كانت هازال هناك..لم يعرف كيف سيخبرها بأن الطفل مفقود و بأن نازلي هي من خطفته..وقف بجانبها و وضع يده على كتفها..التفتت اليه و سألت بحماس" أين يمان؟ أين ابننا؟"
هرب ياغيز بعيونه منها و تلعثم و هو يقول" هازال..انا..لم.." قاطعته بقلق" ياغيز.. ماذا حدث؟ أرجوك اجبني..أين ابننا؟" احاط ياغيز وجهها بيديه و قال بصوت ضعيف" حياتي.. انها نازلي ..لقد أخذت ابننا و اختفت..لم أجدها في المصحة..لكنني سأجدها و أستعيد ابننا منها..لا تقلقي" ارتعد جسد هازال بخوف و تجمعت الدموع في عينيها ..احتضنها ياغيز بين ذراعيه و قال" لا تبكي..سأجده..أعدك بذلك" قالت" يجب أن نبلغ الشرطة..اليس كذلك؟" رد" نعم..لكنني أخشى من نازلي..أخاف أن تؤذي الصغير" قطبت هازال جبينها و قالت بصوت قلق" أيعقل أن تفعل هذا؟ هل ستنسى انه ابنك و تؤذيه؟" زم شفتيه و قال" لا أستطيع أن أضمن ذلك..انها مجنونة..لكن لا تقلقي..سأفعل كل ما يجب لكي أستعيده منها" ..في فندق بخس..حاولت أن تسكت الصغير لكنه أبى ذلك..كان يبكي بقوة و لا يقبل أن يرضع بأية طريقة كانت..سمعت طرقات على الباب..فتحت..كان الموظف الذي يعمل في الاستقبال..سألها" هل تحتاجين الى شيء؟" ردت بعصبية" لا..أنا لم أطلبك؟" قال" نعم..أنت لم تطلبيني..لكن النزلاء انزعجوا من صوت بكاء الصغير..أليس ابنك؟" ابتلعت ريقها و أجابت" بلى..ابني" رفع حاجبه باستغراب و قال" غريب..لماذا لا يكف اذا عن البكاء؟" ردت" لديه بعض الغازات فقط..لا تقلق..سيكف عن البكاء و سينام..يلزمه بعض الوقت فقط" و اغلقت الباب في وجهه..كانت حالة الطفل تسوء أكثر فأكثر..و بكاءه يملأ المكان دون توقف..أبلغ ياغيز الشرطة عن نازلي و عن خطفها لابنه الحديث الولادة فعمموا اوصافها و بياناتها على كل مكان و انطلقت عملية البحث..جلست هازال امام غرفة العناية المشددة ..كانت تضع رأسها بين يديها و دموعها لا تتوقف عن الانهمار على خديها..كانت قلقة جدا على ابنها و تخشى عليه من جنون نازلي..كانت الأفكار السوداء تندفع الواحدة تلو الأخرى أمام عينيها فتزيد من اضطرابها و من احتراق روحها..في الأثناء..استيقظ والدها و زال الخطر عنه فقاموا بنقله الى غرفة عادية..جلست هازال بجانبه فأشاح بوجهه عنها..قالت بصوت مبحوح" أبي..أعلم بأنك غاضب مني..و أنني خيبت أملك..لكنني آسفة..حقا..من كل قلبي..آسفة..و نادمة جدا على كل ما حدث..حاولت أن أهرب و أن أقاوم لكنني وجدت نفسي متورطة في لعبة شيطانية لا خلاص لي منها..لن أبرر لنفسي لكنني أخطأت..و أعترف بخطئي..و نادمة جدا..رغم علمي بأن الندم لن يغير من الأمر شيئا..و لن يعيد الأمور على ما كانت عليه في السابق..لكنني أطمع بأن تغفر لي و تسامحني..أرجوك بابا..انظر الى وجهي..و لا تتخلى عني..انت تعلم بأنك كل عائلتي و كل ما تبقى لي في هذه الدنيا..أختي اختطفت ابني..و لا أعلم أين هي الآن" نظر أمين اليها و قال بحسرة" أرأيت الى أية حال وصلتما؟ لم أكن أعتقد يوما بأن هذا سيحدث..كلاكما خيبتما أملي..ليتني مت قبل أن أسمع هذا الذي حدث..واحدة تنام مع زوج أختها و تحمل منه..و الأخرى تفعل أمورا شيطانية بهدف الحصول على ابن لا تستطيع انجابه..ياللعار..يا لأسفي عليكما..أنتما جلبتما العار لي في آخر عمري..و الأدهى و الأمر أنني لا أستطيع أن أساند احداكما أو أتغاظى عن فعلتها..كلاكما مذنبتين..و لا أعتقد بأنني سأكون قادرا على مسامحتكما" وضعت هازال رأسها على يد والدها و أخذت تبكي بحرقة..لم تجد كلاما تقوله لأبيها لكي تدافع به عن نفسها..تعلم أنه على حق..و أن كل ما قاله صحيح..
في الفندق..طرق الموظف للمرة الرابعة على باب غرفة نازلي بعد أن عجزت عن اسكات الطفل..فتحت الباب و صاحت به بعصبية" مالأمر؟ لماذا تطرق علي باستمرار؟" أجاب" بسبب بكاء الطفل المتواصل..بدأت أشك بأنه ليس ابنك" قالت"لا تهذي..انه ابني" سأل" لماذا لا يكف عن البكاء اذا؟ ما يحدث أمر غير طبيعي..سأجد نفسي مضطرا أن أبلغ الشرطة..لا بد أنك تختطفين هذا الصغير" جن جنون نازلي..حملت الطفل و دفعت الرجل بعنف حتى وقع ارضا و هربت تجري و هي تقول" هذا ابني..انه ابني..لن اعطيه لأحد..سيبقى معي" سارع الموظف الى ابلاغ الشرطة عنها بعد أن تأكد بأنها تختطف الطفل..جلس ياغيز صحبة كوراي و هازال و حاولا أن يتفقا معا على طريقة يوقعون بها نازلي و يستعيدون منها الطفل قبل أن تؤذيه عندما اتصل الضابط و أخبره بأن هناك موظفا في فندق بخس يقع في اطراف المدينة اتصل و ابلغ عن امرأة بصحبة طفل رضيع تنطبق اوصافها مع نازلي..انتفض ياغيز واقفا و قال" تمام سيادة الضابط..انها هي..اعتقد بأنها ستفكر بالهرب من كل البلاد..نعم..يجب أن نجدها قبل أن تهرب" انهى ياغيز المكالمة و جلس بجانب هازال التي كانت منهارة جدا و خائفة على صغيرها..لف كتفيها بذراعه و قال" حبي..يجب أن تكوني قوية..سنعثر عليها و سنستعيد ابننا منها..انا اعدك" نظر اليه كوراي و قال" ياغيز..أعتقد بأنني اعرف المكان الذي ستلتجأ اليه نازلي الآن" سأل" أين هذا المكان؟" رد كوراي" نازلي بحاجة الى جواز سفر مزور لكي تغادر البلد..هي تعلم بأننا نبحث عنها و بأن اسمها معمم على جميع المطارات و الموانئ..أولا يجب أن نطلب من السيد أمين أن يلغي كل بطاقاتها البنكية لكي تعجز عن ايجاد مال يكفي لهربها. و ثانيا ستذهب الى شخص يزور لها جواز سفر..و أنا أعرف هذا الشخص جيدا" وقف ياغيز و قال" لنذهب اليه فورا" قالت هازال" سآتي معكما" هز ياغيز رأسه بالنفي و رد" كلا..الوضع خطر جدا..ابقي هنا و سأعود و معي ابننا..أنا أعدك بذلك" قالت" حسنا حبيبي..عد الي و معك يمان..لو سمحت"قام أمين بايقاف بطاقات نازلي البنكية و سحب كل الأموال من حساباتها بعد أن أخبرته هازال بما حصل..كان ما يزال غاضبا منها و يرفض حتى النظر الى وجهها..لكن قلبه متأثر بما يحصل و يخشى أن تؤذي نازلي نفسها و تؤذي الصغير لذلك وجد نفسه مجبرا على الضغط عليها و حمايتها بأي شكل من الأشكال..في مرآب للسيارات يقع في اطراف مدينة اسطنبول..جلست نازلي قبالة شاب يدعى يعقوب ..له شكل غريب..خصلات شعره طويلة..يرسم الكثير من الأوشام على يديه و عنقه و يضع حلقا في أذنه..قالت" انا بحاجة الى جوازي سفر لي و لابني" نظر اليهما يعقوب و قال" الثمن باهظ جدا يا سيدة" قالت" اونملي ديل..لا يهم..سأعطيك ما تريد..المهم أن تجهز لي جوازي السفر..انا بحاجة ماسة لهما" هز يعقوب برأسه و قال" تمام..اتفقنا..غدا ستكون جوازات السفر جاهزة..و لا تنسي أن تحضري المال..اريد مئة ألف" هزت نازلي بكتفيها و قالت" المال لا يهم..غدا سأعطيك ما تريد و آخذ ما أريد..عن اذنك" همت بالخروج عندما استوقفها بسؤاله" هل هذا ابنك؟" تمسكت نازلي بالصغير الذي نام بعد أن اتعبه البكاء و ردت" نعم..انه ابني" ابتسم يعقوب و قال" انه جميل جدا..ليحمه الله" هزت نازلي برأسها و فتحت الباب لتفاجئ بوجود ياغيز و كوراي امامها..تراجعت الى الخلف و هي تردد" ماذا تريدان مني؟ هذا ابني انا..دعوني و شأني" حاول ياغيز تهداتها بقوله" نازلي..لا تخافي..لن نأخذه منك..هذا ابننا..اليس كذلك؟" ابتسمت بسعادة و أجابت" بلى ..انه ابننا..انظر اليه..انه جميل..و يشبهك..انت لن تأخذه مني أليس كذلك؟" رد" هايير..لن آخذه منك..لقد أتيت لكي اعيدك الى المنزل..سنكون معا كما كنت تحلمين" لمعت الدموع في عيون نازلي و قالت" هذا ما كنت احلم به دائما..هيا نذهب معا..لكن..هازال..اين هازال؟" قال" لقد ذهبت..لن تعيش معنا بعد اليوم" ضحكت نازلي بسعادة و قالت" ارتحنا منها..هي شريرة..لا تحبني..تريد أن تسرق مني ابني..انت لا تعرفها..انها شيطانة" اقترب منها ياغيز و قال" معك حق..انها كذلك..اعطني الولد لكي أحمله..اريد أن اراه" ترددت كثيرا قبل ان تعطيه له..حمل ياغيز الصغير بين ذراعيه و في نفس اللحظة وصلت سيارة الشرطة مطلقة صوتها المعهود..جن جنون نازلي و اخذت تصرخ بصوت هستيري" لقد خدعتموني..تريدون اخذ ابني مني..اعطني اياه..لن أسمح لكم بسرقته مني..كاذب..لقد خدعتني" حاولت أخذ الطفل من ياغيز لكنه منعها ..نظرت الى عناصر الشرطة الذين دخلوا من الباب و اخذوا يصيحون بها" سلمي نفسك..انت محاصرة" نظرت نازلي يمنة و يسرة..رات مسدسا على طاولة يعقوب..جرت نحوه و دون تردد وضعته في رأسها و أطلقت النار..
احتضنت هازال ابنها و هي تبكي و تشم رائحته و تسحبها الى اعماقها و تقول بصوت مرتعش" الحمد لله..لقد عدت الي حبيبي..ما أزكى هذه الرائحة..حياتي انت" قبل ياغيز جبينها و هو يقول" لقد وعدتك بأن أعيده لك..ابننا معنا..لكن..أختك..نازلي..لقد قتلت نفسها" حملقت فيه هازال للحظة ثم اخذت تبكي بحرقة غير مصدقة ما حدث..انها نهاية أختها..توأمها..التي فعلت كل شيء لكي تكون نهايتها قاسية و مأساوية هكذا..لقد حزنت عليها رغم كل شيء..لم تكن تتمنى ان يحدث كل هذا الذي حدث..تمنت أن تعيش بسعادة في كنف عائلتها التي اجتمعت بها بعد طول حرمان..لكنها تعجز عن تغيير ما حدث..سيطر الحزن على القصر بعد موت نازلي..صار أمين أميل الى الصمت و الانطواء..لم يستطع مسامحة أية واحدة منهما لانه كان واثقا بأنه سيخسر احداهما الى الأبد و بأن النهاية ستكون حزينة و مأساوية..ثم قرر فجأة أن يسافر الى البقاع المقدسة للحج و الاقامة بعد ذلك في مكة المكرمة طوال ما بقي من حياته..ترك كل شيء تحت ادارة ياغيز و هازال و خير الابتعاد و الاعتكاف للعبادة و طلب الغفران له و لابنتيه..اما كوراي فسجن لفترة قصيرة بسبب مساعدته لنازلي..هو و الطبيب و الممرضة ثم تم اطلاق سراحه فسافر الى اوروبا لكي يعيش هناك بعيدا عن البلاد التي خسر فيها المرأة الوحيدة التي أحبها من كل قلبه..في غرفتهما..نظرت هازال الى ياغيز و قالت" لقد بقينا لوحدنا..لم أكن اتخيل بأن حياتنا ستكون هكذا" ضمها ياغيز بقوة و قال" معك حق حياتي..لكن هذا ما حدث..لن نستطيع تغيير الماضي..لكننا نستطيع رسم مستقبل جميل لنا و لابننا..يكفينا ما عانيناه سابقا..لنتزوج و نؤسس عائلة و حياة تليق بحبنا..اليس كذلك؟" قبلته هازال و قالت" بلى..هذا ما يجب أن يحدث..و هذا ابننا الجميل معنا..كل شيء سيكون جميلا .انا واثقة من ذلك" احتضنها ياغيز و هي تحمل الطفل بين ذراعيها و قال" نعم..المهم أن نكون معا..الى الأبد..أحبك هازال..و انت يمان..احبكما كثيرا..انتما كل حياتي" ابتسمت هازال و قالت" و نحن نحبك أيضا" ...( وهيك خلصت القصة..ان شاء الله تكون عجبتكم حبيباتي ❤❤)واستعدوا لرواية جديدةخبرونى رأيكن ودعمونى مشان استمر

ان شاء الله تكون عجبتكم حبيباتي ❤❤)واستعدوا لرواية جديدةخبرونى رأيكن ودعمونى مشان استمر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن