الفصل العاشر💝

26 3 0
                                    

١٠

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

١٠.. الاصل والتقليد
أجاب" كلا..طبعا لا.أنا لم أقل شيئا كهذا..لكنني أفضل بأن تكوني أنت كما أنت..لا داعي لأن تصري على الظهور كنسخة طبق الأصل في كل شيء أنت و توأمك" ابتسمت و قالت" تمام..فهمت..هي ليلة واحدة و ستمر..لا تنزعج..الليلة عيد ميلادك و أريدك أن تكون مرتاحا و سعيدا..اتفقنا حياتي" صمت ياغيز و لم يجبها..واصل رقصه معها في صمت..تقدم الخدم بكعكة عيد الميلاد الضخمة فاقترب ياغيز و كل المدعوين منها..التقطوا صورا جماعية ثم قام ياغيز بتقطيع الكعكة وسط تصفيق الحاضرين و تمنياتهم له بأن يكون هذا العام مميزا جدا بالنسبة إليه..تسلم ياغيز الهدايا من أصدقاءه و أصدقاء نازلي و لم يبقى سوى هدايا زوجته و هازال..نظر إلى هديتين وضعتا جنبا لجنب لم يكتب عليهما اسم مرسلهما..فتح الأولى ليجد فيها ساعة يدوية من ماركة عالمية و ربطة عنق بلون أسود..و في الثانية..وجد قارورة عطر رجالي و مجسما لأول مبنى صممه في حياته..رجح ياغيز أن تكون الهدية الثانية من زوجته..أسعده جدا بأنها لم تنسى ذلك التصميم الذي كان سببا في حصوله على عمل في الشركة و في تعرفه عليها..نظر يمنة و يسرة بحثا عنها لكنه لم يجدها..لمحها تقف في الحديقة..اقترب منها و وضع يده على كتفها و ما ان التفتت إليه حتى أهوى على فمها يقبل شفتيها بشغف..كان لقبلتها هذه المرة طعم مميز و لذيذ و خاص جدا..طعم لا يشبه أية قبلة سابقة تبادلاها..تخبطت بين يديه و ابتعدت عنه و هي تقول" ياغيز..هل جننت؟ ماذا تفعل؟" رد" حياتي..مابك؟  أردت أن أشكرك على الهدية المميزة و .." قاطعته" لكنني لست نازلي..أنا هازال " جمد ياغيز في مكانه و كأن سطلا من الماء البارد سكب على جسده..حملق في هازال للحظات ثم تمتم بنبرة ضعيفة" هازال..أنا آسف..لم أقصد ذلك..ظننت أنك نازلي..أرجو أن تسامحيني و أن تنسي ما حدث منذ قليل..أعتذر مرة أخرى..هذا الشبه الرهيب بينكما هو السبب..أعذريني لو سمحت..أعدك بأن هذا لن يتكرر أبدا..أنا آسف" و ابتعد مسرعا عنها و الإضطراب و الإرتباك باديان عليه..بقيت هازال في مكانها تراقب ابتعاد ياغيز عنها بخطوات متعثرة و مرتبكة..لم تكن هي أقل منه اضطرابا و لا ارتباكا..بل كانت مصدومة و مذهولة مما حدث منذ قليل..قلبها يخفق بشدة كأنه يهم بمغادرة صدرها و أنفاسها متسارعة و جسدها يرتجف..عقلها كان يحدثها بأن الشبه هو السبب في هذه القبلة العفوية..لقد قبلها لأنه ظن أنها زوجته..و لولا ذلك لما كان اقترب منها أبدا بهذه الطريقة..علاقة الصداقة بينهما تروق لها و تعجبها..تجد فيها راحة و ثقة و أمانا..و الأكيد بأنه هو أيضا يشعر بذات الشيء..اما قلبها فكان يعاني من ارتباك في دقاته..لأول مرة في حياتها لا تنفر من لمسة رجل أو من قبلته..في الماضي كانت تشعر بالقرف من كل اقتراب او لمسة يقوم بها رجل تجاهها..و السبب قذارة زوج أمها الذي حاول اغتصابها أكثر من مرة..ذلك الحيوان المقرف جعلها تكره كل الرجال..و ترى فيهم مجرد ذئاب بشرية لا يرون في المرأة سوى جسدا يشبع غرائزهم..و بسببه أيضا فشلت كل علاقاتها العاطفية..كانت تكره أن يلمسها ذلك الشخص الذي تخرج معه..تقرف من لمسته أو من قبلته..أما الآن..فالأمر مختلف..أغمضت عينيها و مررت لسانها على شفتيها..لذيذ و مميز طعم قبلة ياغيز..فتحت عيونها فجأة و قالت تلوم نفسها" هازال.كفاك هراءا..عودي الى وعيك..هذا زوج أختك..توقفي عن هذه السخافات..و اطردي هذه الأفكار من رأسك على الفور" ..في حمام غرفتهما..وقف ياغيز أمام المرآة مطأطئا رأسه ..لم يكن يجرؤ على النظر إلى وجهه..همس دون أن يرفع رأسه " ماذا فعلت أنت؟ هل جننت؟ ماذا فعلت؟ كيف تفعل شيئا كهذا؟ انها ليست هي..ليست زوجتك..هي أختها..ممنوع عليك أن تقترب منها بتلك الطريقة..كان يجب عليك ألا تتسرع..و أن تتثبت قبل الاقتراب منها..و انت( و وضع يده على قلبه) لماذا لم تنبهني؟ أين ذهب حبك ؟ كنت اعتقد أن لك عيون تميز بها حبيبتك؟ لقد خذلتني في اكثر وقت كنت بحاجة فيها اليك..ماذا سأفعل الآن؟ لقد أفسدت كل شيء" رفع عيونه و نظر إلى وجهه..إلى شفتيه..استعاد تلك اللحظة التي احتوت فيها شفاهه شفاه هازال..زم شفتيه بقوة كأنه لا يريد أن يفقد ذلك الطعم المميز الذي شعر به عندما قبلها..قطب جبينه بحزن ..فتح الباب و خرج..هاربا من نفسه قبل أي شخص آخر..عاد ياغيز إلى الحفل فاقتربت منه نازلي و سألت و هي تشبك يدها بذراعه" حياتي..أين كنت؟ لقد كنت أبحث عنك..أتعلم..كنت مع جواد و زوجته عائدة ..حدثتهما عن اسبوع الموضة الذي قضيناه معا في باريس..شعرت أنهما يحسداننا و .." قاطعها ياغيز "نازلي..لقد فتحت مجموعة من الهدايا و لم أستطع أن اعرف أية هدية هي هديتك انت..ماذا اشتريت لي؟" ابتسمت نازلي و أجابت بحماس" طبعا هديتي لا تشبه غيرها..ربطة عنق من ماركة عالمية و ساعة أنيقة و رائعة..هدية لا تليق سوى بك حياتي..أتمنى أن تنال اعجابك" حملق فيها ياغيز و شعر بأنه يختنق..تلك الهدية التي اعجبته و سلبت قلبه لم تكن هدية زوجته..تلك الهدية التي أراد أن يشكرها عليها بقبلة لم تكن هديتها..تلك الهدية المميزة و الخاصة جدا ..كانت هدية هدية هازال..هي من فكرت بطريقة مميزة و خاصة جدا و كانت هديتها رائعة..و بالصدفة..كانت هي أيضا من حصلت على الشكر المناسب..حتى و لو كان ذلك عن طريق الخطأ..قالت نازلي" عن اذنك حبيبي..سأتفقد البوفيه" بحث ياغيز دون وعي منه عن هازال بين الموجودين..رآها تنزل من الأعلى..كانت قد غيرت ملابسها..ارتدت فستانا أسودا يصل إلى ركبتيها ..كتفاه مكشوفتان و يلتصق بجسمها مظهرا تفاصيله..رفعت شعرها في شكل ذيل حصان و احتذت حذاءا ذهبيا عالي الكعب..تأملها ياغيز للحظات..مرت من أمامه و همت بتجاوزه..أمسكها من ذراعها و تمتم" هازال..أرجوك..لا تفعلي" التفتت إليه و سألت" عفوا..مالذي لا يجب علي أن أفعله؟" اقترب منها اكثر و همس" لا تسمحي لما حدث قبل قليل أن يفسد علاقة الصداقة الجميلة التي نشأت بيننا..لو سمحت..أعلم أنني أخطأت..و أعتذر..ليس مرة فقط..بل ألف مرة..أريد لصداقتنا أن تستمر..أرجوك..لننسى ما حدث و كأنه لم يحدث أبدا..و لنواصل حياتنا بصفة طبيعية..أرجوك..لنكن أصدقاء كما تعودنا أن نكون..صداقتنا من أجمل الأشياء التي حدثت لي في الفترة الأخيرة..و لا أريد أن أخسرها"..
نظرت إليه هازال و قالت" أنا أحتاجك كصديق مثلما تحتاجني أنت كصديقة و ربما أكثر..و أتمنى ألا نخسر هذه الصداقة الجميلة مهما كانت الأسباب" أبعد يده عنها و قال" و أنا أريد ذلك..لن أكتفي بالتمني فقط..سأفعل كل شيء لكي لا أخسر صداقتنا..ثقي بي" هزت هازال برأسها و هربت بعيونها من عيونه..مشيا معا نحو البهو الفسيح حيث انقسم الموجودون بين راقصين و واقفين و جالسين..همس" شكرا لك على الهدية المميزة..انها افضل هدية أتلقاها على الاطلاق..هديتك تعني لي الكثير" ابتسمت هازال و ردت" لا داعي للشكر..أردت أن أهديك شيئا مختلفا و لا يشبه بقية الهدايا..بحثت عنك قليلا في الانترنات و عرفت أن أول تصميم لك كان مميزا و لاقى اعجاب الجميع..حتى المواقع العالمية..أخذت الصورة و طلبت من الصائغ تجهيزها بسرعة..و من الحسن الحظ أنه لم يتأخر..سررت كثيرا أنها أعجبتك" قال و هو ينظر اليها" المجسم الفضي عجيب فعلا..لقد لفت انتباهي فور رؤيتي له..شكرا لك مرة أخرى..انها المرة الأولى التي يهديني فيها أحد هدية تلامس قلبي و تشد انتباهي..لم اكن يوما شخصا يهتم بالمظاهر او بالأشياء الثمينة و الباهظة..لا أقدر الأشياء بقيمتها المادية بل بقيمتها المعنوية..أتبع احساسي في اقتناء ما اريد اشتراءه..يسعدني أن تكون لي ذكريات مع أي شيء أمتلكه..ليت بعض المقربين مني استطاعوا فهم ذلك مثلما فعلت انت..لم تستغرقي وقتا طويلا لكي تعرفي ماذا أحب و ماذا أريد..من قلبي شكرا لك هازال " احمرت خدود هازال خجلا و قالت" العفو ياغيز..المهم أنني نجحت في جعلك تحصل على هدية تناسبك و تسعدك..هذا هو المهم يا صديقي" ابتسم ياغيز بطريقة رائعة سعادة منه بعودة الأمور الى نصابها بينهما..و بأن التوتر و الاضطراب لم يدم طويلا..علاقتهما ضرورية بالنسبة اليه..و يجب ان يفعل ما بوسعه لكي يحافظ عليها..وقفت هازال بجانب والدها و لفت كتفيه بذراعها و هي تقول" هل تسمح لي بهذه الرقصة أيها الشاب الوسيم؟" ضحك أمين و أجاب" بكل سرور أيتها الجميلة" و رافقها إلى حلبة الرقص حيث احتضنها بين ذراعيه و أخذا يرقصان سوية..جلس ياغيز بالقرب من حلبة الرقص و ظل يراقب هازال التي كانت ترقص مع والدها و تبتسم بطريقة عفوية و ساحرة..كان كلما رأى ابتسامتها يبتسم لا شعوريا..رؤيتها سعيدة تروق له و تسعد قلبه..يشعر أن الفرح يليق بها و أنها تستأهل أن تكون سعيدة دائما..اقتربت منه نازلي و جلست بجانبه و هي تقول" الآن أستطيع أن أجلس و أنا مطمئنة..كل شيء يسير على خير ما يرام..الجميع مستمتع بالحفل و ممنون من الخدمة المقدمة" نظر إليها ياغيز و رد" سلمت يداك..كل شيء مثالي كالعادة" نظرت إلى هازال و سألت" ما هذا ؟ لقد غيرت هازال فستانها ..لماذا فعلت ذلك؟ لقد اتفقنا على أن نلبس مثل بعض طوال الحفل..يبدو أنها سئمت أن تكون شبيهة لي..لم تنجح في خطف الأضواء مني..و لن تنجح أبدا..مهما حاولت..يبقى الأصل أصلا و الباقي مجرد تقليد" رمقها ياغيز بنظرة باردة و علق بسخرية" ألهذا أردتها أن تلبس مثلك؟ لكي تثبتي لها بأنك الأصل و هي التقليد؟ لكي تبرهني لها بأنك محط انظار و اهتمام الجميع؟ هذا لا يصدق..نازلي..الأمر بدأ يتجاوز حده..يجب أن تضعي حدا لنرجسيتك هذه" ضحكت نازلي و قالت" يحق لي أن أكون نرجسية..فأنا نازلي شامكران..ملكة عالم الموضة و الأزياء..لا أحد يتجرأ على منافستي أو سرقة الأضواء مني..أنا ابنة أبي المدللة..أنا ابنة العز و الرفاهية..أنا زوجة ياغيز ايجمان المهندس الناجح..لا أحد يشبهني و لا ينافسني..من حقي أن أغتر بنفسي" انتفض ياغيز واقفا و قال" نازلي..أنت تخيفينني..هذا الغرور سيدمرك عاجلا ام آجلا..قد تكونين حققت في حياتك أهدافا و أحلاما ..و قد تكونين وصلت إلى مكانة مرموقة..لكن هذا لا يعني بأن تستصغري بقية الناس و أن تستهيني بهم..ثم ما ذنب هازال اذا كانت عاشت حياة بائسة قبل المجيء إلى هنا؟ هذا عوض أن تدعميها و تسانديها و تكوني لها أختا بكل ما في الكلمة من معنى..ياللعار..يا أسفي عليك..هذا كثير..حقا ..هذا كثير" و تحرك مبتعدا عنها فيما بقيت هي في مكانها تبتسم للحاضرين لكي لا تلفت انتباههم الى ما حدث منذ قليل..

هذا كثير" و تحرك مبتعدا عنها فيما بقيت هي في مكانها تبتسم للحاضرين لكي لا تلفت انتباههم الى ما حدث منذ قليل

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن