الفصل التاسع 💝

26 3 0
                                    

٩

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

٩.. دون فوارق
فتح ياغيز باب غرفته و نزع سترته و القاها على الفراش بعصبية..تبعته نازلي و قالت و هي تغلق الباب" ياغيز..هل نستطيع التحدث قليلا؟" تأفف بضيق و رد بنبرة غاضبة" اذا كنت ستكررين نفس الهراء الذي قلته في الخارج فلا داعي لكلامنا" اقتربت منه نازلي و شبكت يدها بذراعه و قالت" ياغيز..جنم.. لماذا لا تفهم؟ أنا أغار عليك..و أخشى عليك من هذا التقارب ..لا تنسى أنها اختي التوأم..يعني التشابه بيننا تام..و قد يقودك ذلك إلى .." قاطعها" إلى ماذا؟ ها..قولي نازلي..إلى ماذا؟ ..هل انا أعمى إلى هذه الدرجة لكي لا أفرق بين زوجتي و توأمها؟ صحيح أنكما تشبهان بعضكما..بل متطابقتان بالشكل..لكن هذا لا يلغي وجود بعض الفوارق بينكما..هذا واضح..يعني لا داعي لغيرتك و خوفك الغريب هذا" ادارته نازلي نحوها و لامست وجهه بأصابعها و هي تقول" حبيبي..أنا آسفة..أعذرني..أنت تعلم أنني أحبك جدا و أخشى أن أفقدك..ان فقدتك لا أستطيع أن أعيش..هل فهمت؟" نظر إليها ياغيز و قال" نازلي..اذا كنت تحبينني حقا فأعيدي لي نازلي القديمة..تلك النازلي المراعية و الدافئة و الحنونة..تلك الفتاة العاشقة و التي تغرقني بمشاعرها..لا تسمحي لهذا الزواج بأن يصبح مجرد حبر على ورق..دون مشاعر..لا تسمحي له بأن يصبح مجرد واجب و صورة اجتماعية..أنت تعلمين بأنني أحبك..لكنك تهملينني في الفترة الأخيرة..تضعين عملك كأولوية و لا تلتفتين إلي..تتركينني دائما في الخلف..و لا تتذكرينني إلا إذا كان هناك مناسبة اجتماعية..هذه الأشياء لا تطلب يا نازلي..الاهتمام و الحب لا يطلبان و لا يستجديان من الطرف المقابل..لكنني أردت تنبيهك قبل فوات الأوان..لا علاقة لهازال بما يحدث بيننا..افهمي. أنت المسؤولة..هل فهمت؟" قربت نازلي شفتيها منه و طبعت على فمه قبلة خفيفة ثم ابتعدت و هي تهمس" فهمت حياتي..و لا تقلق..من اليوم فصاعدا سترى نازلي التي تحب أن تراها..أنا أعدك" هز ياغيز برأسه و قال" أتمنى ذلك" ..في غرفتها..ارتمت هازال على فراشها و هي تبكي بحرقة..كلام أختها القاسي أوجع روحها و آلم قلبها..أن تعتبر أختها أنها لا أحد..فهذا يذكرها بمن هي..و من أين أتت..يذكرها بسنين التشرد و الفقر و الوحدة..يذكرها بالماضي التعيس الذي سود حياتها..رفعت رأسها و قالت بصوت مخنوق" لم آت إلى هنا لكي أكون لا أحد..بل سأكون كل أحد..سأثبت لك و للجميع من أكون..و ما أنا قادرة على فعله و تحقيقه..و سترين..سأدرس و اتفوق و أؤسس حياتي الخاصة بي ..و لن احتاج لشفقتك و تعاطفك..كل ما أحتاجه هو العزيمة و الاصرار..و سأحقق ما أرغب به..كوني واثقة من ذلك" ..على العشاء..اجتمعت العائلة في صمت..كانت هازال صامتة و هادئة..و عيون ياغيز تراقبها..أما نازلي فكانت تفكر..و أمين ينظر إلى كل واحد منهم على حدى..لم يكن يعجبه و لا يسعده هذا الجو الصامت و الكئيب..كان يتمنى أن يكون المنزل دافئا بوجود الأختين معا..أن تقترب احداهما من الأخرى و أن تغمرها بحبها و أن تعوضها على فراق دام لسنوات..أن يراهما متماسكتين و قريبتين كتوأم متطابق..لكنه يرى العكس..و يخشى أن يتفاقم الأمر أكثر من ذلك..قطع أمين الصمت و التفت إلى ياغيز و سأله" ياغيز..بني..هل خطرت ببالك فكرة حول تصميم الأبنية الجديدة؟" نظر إليه و أجاب" ايفيت..لدي بعض الأفكار التي سأنطلق في رسمها و تطبيقها..لا تقلق..سيكون كل شيء على ما يرام" ابتسم أمين و قال" لست قلقا ما دمت أنت على رأس العمل..أنت أكثر شخص موثوق و موهوب عملت معه" ربت ياغيز على يد أمين و قال" شكرا لك عمي  أمين ..كلامك هذا شرف لي" لعبت هازال بملعقتها في الطبق دون أن تأكل..نظرت إليها نازلي و وضعت يدها على كتفها و قالت" أختاه..كلي..لا يجوز أن تلعبي بالملعقة هكذا" التفتت اليها هازال و هزت برأسها دون أن تجيبها..قربت نازلي فمها من أذنها و همست" هازال أحتاج إلى مساعدتك" رفعت هازال حاجبها و سألت" حقا..فيم؟" أجابت" غدا عيد ميلاد ياغيز..أريدك أن تساعديني في تجهيز حفلة مميزة و اختيار هدية..هل تساعدينني؟" ابتسمت هازال و قالت" طبعا..بكل تأكيد..سأفعل" قبلتها نازلي على خدها فابتسم أمين و ياغيز و نظرا إلى بعضهما نظرة ذات معنى..بعد العشاء..جلست هازال في شرفة غرفتها تقرأ كتابا..سمعت صوتا في الشرفة المجاورة..رفعت نظرها لترى ياغيز يقف هناك..اقترب من الحاجز الحديدي و سأل" هازال ماذا تقرئين؟" وقفت و اقتربت من الحاجز و هي تجيب" رواية عاطفية بعنوان العشق المر" ابتسم ياغيز و قال" اوو..الفتاة الجميلة تقرأ عن العشق..جميل" صمت قليلا ثم سألها بنبرة فضولية" هل سبق و وقعت في الحب؟" نظرت إليه هازال للحظات..غرق كل واحد منهما في عيون الآخر..حتى في صمتهما كان هناك رابط يشدهما واحدهما نحو الآخر..انتبهت هازل لنفسها و ردت" كان هناك حكايات سريعة و تافهة..كل مرة أظن أنه العشق أكتشف أنه لم يكن سوى اضاعة وقت او استغلال لفرصة ما..خلاصة القول بأنني لم أعرف العشق الحقيقي حتى الآن...تنهد ياغيز بحرقة و تمتم" أتمنى أن تجدي العشق الذي تستحقينه و الذي يسعدك دائما" ابتسمت هازال و ردت" ان شاء الله..شكرا لك ياغيز" هز برأسه و قال" لا داعي لشكري..أنت تستحقين الأفضل..آمني بهذا دائما..تصبحين على خير" أجابت" تصبح على خير ياغيز" انسحب ياغيز إلى غرفته و عادت هازال للجلوس و واصلت قراءة كتابها..لسبب لا تعلمه راحت تفكر في كلام ياغيز..يجب فعلا أن تؤمن بنفسها..و بأنها تستحق الأفضل دائما لكي تستطيع النجاح في كل مجالات حياتها..ابتسمت بسعادة و هي ترى مقدار الدعم و الثقة التي يقدمها لها ياغيز..في البداية نبهها إلى ضرورة دراستها لكي تستطيع تأسيس مستقبل مزدهر لها..و الآن يقوي ثقتها بنفسها و قدرتها على تحقيق الافضل..انه فعلا نعم الصديق الذي تحتاج إلى وجوده في حياتها..تذكرت أن عيد ميلاده غدا..فأخذت تفكر في هدية مميزة له..في الصباح..ذهب ياغيز إلى الشركة فيما اهتمت نازلي صحبة هازال بتحضيرات الحفل..جهزتا قائمة المأكولات و المشروبات و طريقة تزيين الطاولات و قائمة المدعويين ..ثم خرجتا معا للتسوق..اختارت كل واحدة منهما هديتها و الفستان الذي سترتديه و عادتا إلى القصر..انهى ياغيز عمله في المساء و رجع إلى المنزل..استغرب فور دخوله الأضواء المطفأة..فتح الباب و تقدم خطوة لكي يضيء الأنوار لكنه فوجئ بسماع أغنية عيد الميلاد و انطلاق الألعاب النارية في الهواء..اشتعلت الأضواء و علا صوت الموسيقى..اقترب منه أمين و عانقه و هو يقول" من الجيد أنك موجود ياغيز..عيد ميلاد سعيد ياغيز ..من الجيد أنك ولدت و أنك صرت فردا من عائلتنا..لتكن سنة سعيدة و مميزة ان شاء الله" ربت ياغيز على ظهر أمين و أجابه" شكرا لك عمي  أمين..لطالما كنت لي بمثابة الأب و الصديق..شكرا لك من كل قلبي" نظر أمين يمنة و يسرة و قال" نازلي و هازال جهزتا لك مفاجأة و أنا أيضا في انتظارها..أكاد أموت من فضولي" ابتسم ياغيز و رفع عيونه ناحية الدرج فور سماعه لصوت وقع أقدام و جمدت ابتسامته على شفتيه فور رؤيته للتوأم و هما تنزلان على الدرج..لقد كانتا تلبسان نفس الفستان..و تصففان شعرهما بنفس الطريقة..كانتا فعلا نسخة طبق الأصل..دون فوارق ..او اختلافات..تقدمت الأختان باتجاه ياغيز الذي كان جامدا في مكانه يحملق فيهما..ابتسمت نازلي و قالت" عيد ميلاد سعيد عشقي..ما رأيك المفاجأة؟" نظر إليها ياغيز و أجاب" رائعة..لولا هذه الحيرة التي وضعتني فيها..لولا أنك تكلمت الآن لكنت احترت أية واحدة بينكما هي أنت..هذا الوضع محير حقا..الشبه غير طبيعي فعلا" ابتسمت نازلي و ردت" بصراحة ..لقد كانت فكرتي أنا أن نرتدي نفس الفستان و أن نصفف شعرنا بنفس الطريقة..أردت أن نكون توأما حقيقيا دون اختلاف..و كنت سأدع قلبك هو من يدلك علي..لكنني قدمت لك مساعدة الآن..كن حذرا في قادم اللحظات" اقتربت منه و قبلته و هي تهمس" أحبك" ابتسم و أجابها " و أنا أيضا" مدت هازال يدها نحوه و صافحته و هي تقول" من الجيد أنك ولدت..سنة سعيدة ياغيز" أجابها " شكرا لك هازال " اقترب أمين منهما و قال" يالله..ما هذه المفاجأة الجميلة..الشبه و التطابق بينكما رهيب" سألته هازال " هل تستطيع أن تميز بيننا؟" نظر إليها و رد بنبرة اكيدة" نعم هازال..أستطيع ذلك بسهولة..قلبي دليلي" عانقته هازال بقوة و قبلت خده و هي تقول" أحبك بابا" نظرت إليها نازلي و قالت" اتركي لي مكانا و إلا غرت..لا تنسي أنه أبي أنا أيضا" ابتعدت هازال لتفسح لها مجالا..كان الإضطراب و القلق باديان على ياغيز..كان الوضع الذي وضعته فيه زوجته وضعا صعبا..يخشى أن يخطئ و ألا ينجح في التعرف على زوجته فيسبب مشكلة هو في غنى عنها..صعدت نازلي على المنصة و رحبت بجموع المدعوين متمنية لزوجها عيد ميلاد سعيد و دعته للرقص معها..اقترب منها و احتواها بين ذراعيه..رقصا معا و انظم لهما بعض الثنائيات الأخرى..نظر ياغيز إليها و سأل" نازلي..لماذا فعلت شيئا كهذا؟ مالداعي للبس نفس اللباس أنت و هازال؟ مالذي تحاولين فعله؟" ابتسمت و أجابت" لنقل بأنني أريد أن أختبر مدى حبك لي..ان كنت فعلا تحبني فقلبك سيقودك إلي..حتى و لو كنت أنا و توأمي في نفس المكان..حبك القوي سيكون هو الحكم" قال" نازلي..أنت تعلمين بأنني أحبك..و هذا الاختبار لم يكن له داعي..انه لعبة صغار..لم يعجبني هذا أبدا" رفعت نازلي حاجبها و قالت" هل أفهم من انزعاجك هذا بأنك قد تعجز في التعرف علي؟ ألن يكون قلبك الذي يحبني قادرا على تمييزتي و على التعرف علي أينما كنت؟ ألهذا انت خائف و مرتبك هكذا؟".

لم يعجبني هذا أبدا" رفعت نازلي حاجبها و قالت" هل أفهم من انزعاجك هذا بأنك قد تعجز في التعرف علي؟ ألن يكون قلبك الذي يحبني قادرا على تمييزتي و على التعرف علي أينما كنت؟ ألهذا انت خائف و مرتبك هكذا؟"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن