الفصل الخامس 💝

23 3 0
                                    

٥

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

٥.. ذوق يحتاج الى تعديل
واصلت هازال اختيار الملابس فيما راح ياغيز يتجول في رواق الملابس الرجالية..سمع صوت كعب عالي يقترب منه فالتفت ليجد زوجته تقترب منه..من الجيد أنها كانت ترتدي ساعتها الباهظة التي اهداها اياها في عيد زواجهما و الا لما كان ميزها خاصة مع اقتراب هازال منهما..كانتا عبارة عن نسخة طبق الأصل..دون فوارق ..دون اختلافات..اقتربت منه نازلي و لفت ذراعيها حول عنقه و قبلته و هي تقول" حياتي..لقد اشتقت اليك" رفع ياغيز حاجبه استغرابا و قال" و انا أيضا" نظرت اليهما هازال و قالت" ما شاء الله..تبدوان كلوحة لعائلة مثالية..منذ متى و أنتما متزوجان؟" أجابت نازلي" منذ ثلاث سنوات..و الحمد لله..نحن سعيدان جدا..أليس كذلك حبيبي؟" رد " بلى..نحن سعيدان جدا" ابتسمت هازال و قالت" لتدم سعادتكما ان شاء الله" سألتها أختها" أرني ..ماذا اشتريت؟" جلست هازال بجانب أختها و اخذت تريها الملابس التي اختارتها..قالت نازلي" ليس سيئا..ذوقك في الملابس يحتاج إلى بعض التعديل" قطبت هازال جبينها و ابتلعت ريقها و هي تحاول هضم الملاحظة الثقيلة التي وجهتها لها اختها..كأنها تذكرها من أين أتت..و أين كانت ..و ماذا كانت ترتدي..حاول ياغيز التغطية على ملاحظة زوجته الوقحة بقوله" صراحة..أنا تعمدت احضارها إلى هنا..فهذا مكانك المفضل..يعني لا يوجد به ملابس سيئة..اليس كذلك؟" ابتسمت نازلي و ردت" ليست الملابس..بل الذوق هو من يكون سيئا..أو لنقل متوسطا..عادي..التعود يساعد الإنسان..سيتحسن كل شيء في قادم الأيام..هازال..تعالي معي لأريك بعض الموديلات المميزة"..خلال تجوالهما معا في أحد الأروقة..التقت نازلي بإحدى معارفها و التهت بالحديث معها فانزوت هازال في ركن بعيد..سمعت صوت ياغيز الواقف خلفها يقول" لا تحزني..هي لا تقصد ما.." قاطعته دون أن تنظر إليه" لا عليك..معها حق..أنا لست معتادة على هذا النوع من الملابس و لا أعرف كيف أختار..لا مشكلة..لقد تعودت على سماع كلام أثقل من ذلك بكثير" وضع ياغيز يده على كتفها و همس" لا تحزني..ستصبحين جزءا من هذا العالم المخملي و ستفرضين نفسك فيه و بقوة" ابتسمت هازال و قالت" و كيف سيكون ذلك؟ بالملابس و المجوهرات فقط..لا أعتقد أن ذلك كافي..أنا أعتبر جاهلة مقارنة بمستوى هؤلاء الناس التعليمي و العملي..لا تجوز المقارنة بيني و بينهم" التف ياغيز و وقف أمامها و نظر إليها مطولا ثم قال" بيدك أنت تستطيعين تغيير ذلك..أكملي دراستك و اختاري لنفسك مجالا تحبينه و تتميزين فيه..ليس فقط لمجرد أن تكوني لائقة مقارنة بهم..بل من أجل أن تحققي نفسك بينهم..أن يكون لك مكانة و اسم و احترام..ألا تكوني بحاجة أي أحد ما عدا نفسك..هذا ما يجب أن تفعليه" هزت هازال برأسها و قالت" معك حق..و أنا أفكر في نفس الشيء..يجب أن أبدا من مكان ما" قطع حديثهما وصول نازلي التي رمقت هازال بنظرة باردة و التفتت إلى ياغيز و سألت" حياتي..أليس لديك عمل؟" أجاب" نعم..لكنني كنت .." قاطعته" هازال الآن معي..اذهب انت و اهتم بأعمالك" تبادل هو و هازال نظرة خاطفة ثم اقترب من زوجته..قبل وجنتها و ابتعد..قضت هازال بقية يومها في سماع دروس أختها التي أصرت على اظهار براعتها في اختيار الأزياء و الملابس كأنما لتعيرها بماضيها و بالمصاعب التي عاشتها سابقا..تحملت هازال ذلك بابتسامة لكن داخلها كان يغلي..كأنه لا يكفيها أنها أخذت ما يحق لها هي أيضا منذ سنوات..بل و تستفزها و تذكرها بمعاناتها أيضا. عادتا في المساء فصعدت هازال إلى غرفتها و وضعت مجموعة الأكياس الملآى بمختلف المشتريات و اخذت تفكر فيما ستلبسه قبل النزول لتناول العشاء
في غرفتهما..وقف ياغيز امام النافذة ينظر إلى انعكاس القمر على صفحة مياه المسبح..شعر بيدين تلتفان حول جسمه..انها نازلي..أراحت رأسها على ظهره و همست" ياغيز..حبيبي..أنا آسفة لأنني أهملك منذ فترة..لكن كما تعلم..في هذا الوقت من كل سنة يكون التحضير على قدم و ساق للمجموعة الجديدة التي ستصدرها دار الأزياء..لذلك أنشغل عنك و يأخذ العمل كل وقتي..لكن لا تقلق..سنعوض كل ذلك..و سأنسيك كل الإهمال الذي تراه مني" هز ياغيز رأسه و تمتم" أتمنى ذلك..أريد أن أشعر بحبك الذي كنت تغمرينني به قبل الزواج..أريد أن يكون لي مكان واضح في حياتك..لا أن يكون وجودي ثانويا و بلا معنى..نازلي..أنا أحبك..و أنت تعلمين ذلك جيدا..و أنا لا أبخل عليك بإظهار هذا الحب و هذه المشاعر..فلا تبخلي علي أنت أيضا..لو سمحت" أدارته نازلي نحوها و قالت" حسنا حياتي..لا تحزن..لن أهملك مجددا..هذا وعد" نظر إليها بعيون لامعة و سأل بصوت مبحوح" هل سيكون لدينا ولد أخيرا؟ هل ستقبلين بذلك؟" قطبت نازلي جبينها و قالت" ياغيز..ليس هذا الوقت المناسب لمثل هذا الكلام..هيا لننزل ..لا بد أن أبي ينتظرنا على العشاء" زم ياغيز شفتيه و قال" كنت اعلم أنك ستهربين مجددا..تمام..لننزل" ..حول المائدة..اجتمعت العائلة على العشاء..ارتدت هازال فستانا بني اللون طويلا و يتوسطه حزام بلون ذهبي في المنتصف و أطلقت شعرها على كتفيها..نظرت إلى أبيها و قالت" بابا...لقد قررت أن أنهي دراستي..و أريد أن أدرس ادارة أعمال" ضحكت نازلي ضحكة استهزاء ماتت على شفتيها فور حدج والدها لها بنظرة قاسية..ابتسم أمين و قال" خير ما تفعلين صغيرتي..أنا معك و أساندك في كل قرار تتخذينه..لك حرية التصرف في حياتك يا ابنتي" وضعت هازال يدها على يد والدها و قالت" شكرا لك بابا" قال ياغيز" من الجيد أنك اخترتي ادارة الأعمال لأنك يوما ما ستصبحين مديرة لإحدى الشركات..أعتقد أنك ستنجحين إذا كنت مصرة و راغبة فيما تفعلينه" هزت هازال برأسها له و قالت" نعم..أنا مصرة جدا..و راغبة فيما سأفعله..سأؤسس لنفسي حياة جديدة لا تشبه تلك التي لم يكن لي أدنى ذنب فيها" نظرت اليها أختها و سألت بسخرية" لا تؤاخذيني أختاه..لكن..هل ستكونين قادرة على التعلم و الدراسة في هذا العمر؟ ألا يبدو لك ذلك صعب بعض الشيء؟" ابتسمت هازال و أجابت" لكل شيء بداية..و البداية هي الصعبة فقط..ثم يسهل كل شيء..المهم أن تكون لديك العزيمة و القوة للمواصلة"..

المهم أن تكون لديك العزيمة و القوة للمواصلة"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن