الفصل الثالث عشر💝

21 2 0
                                    

#رواية_التوأم ١٣

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

#رواية_التوأم ١٣.. بين الجنة والنار.... للبالغين🔞
أمسك ياغيز لجام الحصان و أخذ يتابع خطواته الوئيدة و عيونه لا تفارق وجه هازال التي كان الخوف باديا على ملامحها..كان تنفسها سريعا و يداها متشبثتان بقوة بظهر الجواد..ابتسم ياغيز و قال" هازال..تنفسي..لا شيء يدعو للخوف..أنا معك" نظرت اليه و ابتسمت..و اكتفت بهز رأسها..غرقت في بحر عيونه البلورية و نسيت ارتباكها و خوفها..يمنحها وجوده شعورا بالأمان و الراحة و الطمأنينة..يدفئ أوصال قلبها بكلماته الرقيقة..يؤثر فيها أيما تأثير..لكنها مضطرة أن تتجاهل كل هذا..أن تتناسى فيض المشاعر المتدفق داخلها دون توقف..لأنه ببساطة زوج أختها..توأمها..و لن تكون قادرة على تحمل وزر خيانة ستودي بعائلة لطالما بحثت عن أحضانها الدافئة لكي ترتاح فيها..تنهدت بعمق و أشاحت بعيونها عن ياغيز..بعد لحظات..ساعدها هو على النزول واضعا يديه حول خصرها النحيف..التفت أصابعه حولها كطوق من نار يحرق بشرتها و يربكها..لامست قدماها الأرض و التصق جسمها بجسمه..مد يده ليزيح خصلة شعر متمردة تلاعب بها الهواء و غطت جبينها و عيونها..تسارعت دقات قلبها و حبست أنفاسها و ارتعش جسدها تحت ملمس أصابعه على وجهها..أعاد الخصلة خلف أذنها و واصل حركة أنامله على تقاطيعها كأعمى يحاول تحسس وجه حبيبته عله ينطبع في ذاكرته و ينجح في رؤيته دون بصر..جبينها ..حاجبها...أهدابها.
.أنفها ..وجنتاها..شفاهها..مرر ياغيز أصابعه على شفتي هازال و أغمض عيونه بشدة ..تخيل أنه يقبلها..أنه يحتوي هاته الشفاه الممتلئة بين شفتيه..أنه يعتصرهما و يمتصهما و يتذوق رحيقهما..تخيل لسانه يلعقهما و يجوب أنحاء فمها و يراقص لسانها..ابتلع ريقه و مرر لسانه على شفتيه و فتح عيونه لتلتقي نظراته بنظراتها..كانت هي قد تخيلت ذات الشيء منذ لحظات..كانت تتخيل شفاهها تذوب تحت ملمس شفاهه..كانت تصور تفاصيل قبلة رائعة و مثيرة بينهما..كانت ترسم صورة تواصل روحي و جسدي بينهما..لكن..في خيالها فقط..لأن الحقيقة مستحيلة و ممنوعة..و لا يجب أن تستسلم لضعفها و لقلبها الذي يغريها بالارتماء بين ذراعيه دون الاهتمام بكل الموانع و الحواجز الموجودة بينهما..تراجعت الى الخلف و قالت بصوت مرتعش" شكرا لك" ..بقيت يد ياغيز ممدودة نحوها..أنزلها و رد بنبرة مخنوقة" عفوا" ...جرت هازال نحو المنزل..اختبأت في غرفتها و اتكأت على الباب الذي أغلقته لتوها..صدرها يعلو و ينخفض..عيونها مغلقة..و قلبها يكاد ينفر من بين أضلعها..لعنت نفسها..و لعنت ضعفها..لعنت خيالها الذي صور لها مستحيلا و زينه لها..لعنت حياتها القاسية و التي لم تكتفي بصفعها منذ اليوم الذي خلقت فيه..بل وضعتها الآن قبالة حب مستحيل يوجع قلبها و يمزق روحها..من نافذة غرفتها..تابعت نازلي ما يجري بين ياغيز و هازال..ترى ما تريد أن تراه..ارتباكهما..لغة جسديهما..نظرات عيونهما..هربهما من بعضهما..و الذي سينتهي قريبا..ستفعل كل ما بوسعها لكي ينتهي..لكي يلتقيان..و يحدث ما يجب أن يحدث بينهما..أما الباقي..فسيكون له مخطط ناري و جهنمي تضعه هي بعقلها الشيطاني..ابتسمت بخبث و قالت" أيها المسكينان..اهربا لنرى..الى متى سيدوم هذا الهرب؟ ستلتقيان..أعدكما بذلك..و ستضعفان..و ستفعلان ما أريده أنا..سيتحقق حلمي..و سأكون أما لطفل لا يمكنني انجابه..سيحصل ذلك..أنا متأكدة" و أخذت الهاتف من على الطاولة و اتصلت بشخص ما..في الساحة..امتطى ياغيز الحصان و انطلق يسابق به الريح..يريد أن ينقذ نفسه من هذا الاضطراب الذي يعيشه..يريد أن يتعب جسده لعل عقله يتوقف عن التفكير..يريد أن يهرب من نفسه..من صوت قلبه العالي..من حبه الذي يكبر داخله يوما بعد يوم..من وجه هازال الذي يلاحقه أينما التفت..من ضحكتها..من صوتها..من شفتيها..من تنفسها..من كل شيء فيها يشده نحوها كالمسحور..عبث الهواء بخصلات شعره الذهبي التي كانت ترتفع و تنخفض على وقع حركة جسده على ظهر الحصان..و شردت نظرات عيونه في الفضاء...في المجهول..في الأفق..ليته يستطيع تجاهل كل هذا..ليته يستطيع اخراس قلبه ..ليته ينجح في التصرف معها بطريقة طبيعية..ليته يتوقف عن التفكير فيها و عن تخيلها بالقرب منه..يحاول و يحاول..و عبثا يفعل ذلك..انها قدره الأعمى الذي لا خلاص له منه..
مع حلول الظلام ..عاد ياغيز إلى المنزل ..ترجل عن صهوة جواده و العرق يتصبب من جبينه..أدخل الحصان إلى الاسطبل و اتكأ على احدى العواميد الخشبية..يريد أن يدخل إلى المنزل و لا يريد..يريد أن يراها و لا يريد..يريد أن يكون بجانبها و لا يريد..كأنه يقف في منتصف الأشياء كلها..بين النعم و اللا..بين القرب و البعد..بين الجنة و النار..بين القوة و الضعف..هذه المرة الأولى التي يكون فيها على هذه الحال..مهزوزا من داخله..ضعيفا الى حد كبير..و يجب عليه أن يتظاهر بالقوة..يرغب أن يكون بقرب هازال.لكنه يخشى أن يزعجها فتنفر منه و ترفض أن تتحدث اليه حتى..يريد أن يتكلم معها لكنه يخاف أن تنهار حصون مقاومته فيحتويها بين ذراعيه و يصمت شفاهها بشفاهه..لم يبقى مكان للعقل عنده..قلبه يقوده نحو الهاوية..و آخر جنود ضميره تجعله يلتزم الصمت و يقاوم..مرر أصابعه خلال خصلات شعره المبلل و تأفف بضيق..ثم تحرك نحو البيت..كانت هازال تجلس صحبة والدها..تضحك معه..و تلاعبه..يشربان الشاي الأخضر معا..و يلعبان الورق..للحظة..حسدها..و حقد عليها..لأنها تستطيع أن تتصرف بصفة طبيعية..أن تضحك و أن تلعب..في حين يكتوي هو بنيران حبها..تكذب كل استنتاج يصل اليه بأنها تشعر بشيء تجاهه..كلما نظر داخل عيونها..أو رأى ارتباكها و هو على مقربة منها..و ما ان تعود الى طبيعتها و تصرفاتها اللامبالية حتى يلعن نفسه و يكذب كل ملاحظاته..التفت اليه أمين و قال" أهلا و سهلا ياغيز..لقد تأخرت بني" هز برأسه و أجاب" نعم..لقد استمتعت بامتطاء الحصان و نسيت نفسي" رفعت هازال عيونها نحوه و ندمت على ذلك فورا..كان منظره مثيرا و رائعا..خصلات الشعر المبللة التي تلتصق بجبينه..قطرات العرق المندفعة من عنقه إلى صدره..قميصه الملتصق بجسمه مظهرا عضلاته المفتولة..عيونه التي تلمع كلما نظر اليها..دون وعي منها عضت على شفتها السفلية و هي تشعر بأن قلبها يدق بسرعة كبرى..التقت عيون ياغيز بعيونها..تنهد بعمق و أشاح بوجهه بعيدا ثم قال" سأذهب لكي أستحم" و هم بالابتعاد قبل أن يتوقف و يسأل" أين نازلي؟" أجابه أمين" انها في المكتب..لديها بعض التصاميم الجديدة التي تشتغل عليها..كما تعلم..العرض صار قريبا..و هي تبذل كل ما في وسعها لكي تكون الأولى كعادتها" ابتسم و قال" نعم..هي كذلك دائما" ..تحرك مبتعدا تحت نظرات هازال المتفحصة..لم تستطع أن تركز أو أن تنتبه لما يقوله والدها..فاز عليها و رفع يديه بفرح و هو يصيح" لقد هزمتك يا صغيرة..لم يكن يجب عليك أن تتحديني منذ البداية..فالنتيجة محسومة" رفعت هازال حاجبها و قالت" أبي..لا تفعل ذلك..لقد شردت للحظة فقط..هذا كل ما في الأمر..لم تنتهي اللعبة بعد" داعب والدها وجهها و قال" حسنا صغيرتي..لكن قبل ذلك..اصعدي الى غرفتي و أحضري لي الدواء..يجب أن أشربه قبل الأكل" هزت برأسها و ابتعدت عنه و صعدت الدرج نحو الطابق الأعلى..مرت أمام غرفة ياغيز و نازلي..كان الباب مواربا..ترددت للحظات قبل أن تمد رأسها و تلقي نظرة على الداخل..بعيدا عن العقل و التعقل و المنطق..بعيدا عن كل الاعتبارات و الحواجز..كانت تتصرف بطريقة غريبة استغربتها من نفسها..مالذي تريده الآن؟ عم تبحث؟ ..لا تعرف..المهم أنها هنا الآن..رأته يخرج من الحمام..يلف منشفة صغيرة حول وسطه..جسده مثير كالجحيم..هي المرة الأولى التي يثيرها فيها جسم رجل هكذا..تشعر بدفء غريب في جسدها..حرارتها ارتفعت و هي تتأمل صدره..كتفيه..عضلاته..ساقيه..و كل تفاصيله الرجولية الرائعة..تسمع دقات قلبها تدق كالطبول في أذنيها..تنفسها متسارع و عيونها متعلقة به ..أخذ ياغيز ينشف خصلات شعره بالمنشفة الصغيرة ثم رماها على السرير قبل أن ينزع عنه المنشفة التي كانت تغطي وسطه..
وضعت هازال يدها على فمها لكي تمنع شهقة قوية من الانطلاق..انها المرة الأولى التي ترى فيها رجلا عاريا تماما..بكل تفاصيله..كل شيء بدا غريبا و مثيرا في نفس الوقت..لم تستطع ازاحة نظرها عنه..جمدت في مكانها تتأمله..و لعل ما زاد الأمر سوءا بالنسبة اليها هو تلك الرغبة المجنونة التي انتابتها فجأة..بأن تقترب منه..و تمرر يديها على جسده..أن تتحسس عضلاته و أن تشعر بقربه منها..هزت رأسها بعنف لتطرد تلك الأفكار الغريبة التي اندفعت داخل رأسها بسرعة و تحركت مبتعدة..مررت أصابعها خلال خصلات شعرها بعصبية و اختفت داخل غرفة والدها..جلست على حافة السرير و وضعت رأسها بين يديها..ما هذا الذي يحدث لها؟ هل فقدت عقلها؟ هل جنت؟ هل نسيت بأن هذا الذي كانت منذ قليل تتأمله و ترغب في ملامسته ليس سوى زوج أختها؟ هل غاب التفكير المنطقي عنها؟ هل تجاهلت كل ما يمنعها عنه؟ ..تجمعت الدموع في مآقيها و أخذت تحرق عينيها ثم انهمرت غزيرة على خديها..هي الآن في وضع لا تحسد عليه..تشعر بالعجز و قلة الحيلة أمام طوفان المشاعر و الأحاسيس الذي يعصف بها و يفقدها اتزانها..تحبه..نعم..ترغب به..نعم..تريده..نعم..لكنه حلم مستحيل بالنسبة اليها..و يجب أن تفعل كل شيء لكي تطرده من رأسها..علها تنجح في أن تحمي نفسها من الوقوع في الخطيئة..فيما لن تسامح نفسها عليه أبدا..ارتدى ياغيز قميصا أسودا و سروالا رياضيا بلون رمادي..صفف شعره و رش من عطره المفضل ثم خرج..جلس صحبة أمين و نازلي التي انظمت اليهما قبل أن تطلب من الخدم تجهيز العشاء..
مسحت هازال دموعها و أخذت دواء والدها و نزلت إلى الأسفل..تمنت ألا ترى ياغيز..أن يختفي من أمامها في هذه اللحظة..لأنها ستكون عاجزة عن اخراج صورة جسده العاري من رأسها..فور رؤيتها له جالسا مع أبيها و أختها..لعنت نفسها و حاولت جاهدة أن تتصرف بصفة طبيعية..أعطت الدواء لوالدها و جلست بجانبه..فيما جلست نازلي بجانب ياغيز حول المائدة..نظر أمين الى وجه هازال الشاحب و سأل بقلق" هازال.حبيبتي..مابك؟ هل أنت بخير؟" هزت برأسها و ردت دون أن ترفع عيونها عن الطبق الذي وضع أمامها" أنا..أنا بخير..لا تقلق" وضع أمين يده على يد ابنته و ربت عليها ثم أخذ يتناول طعامه..ابتسمت نازلي بخبث و هي ترى اضطراب هازال و شحوب وجهها..كانت متأكدة أن هذه الحال التي هي عليها بسبب ياغيز..و ذلك ما تريده هي تحديدا..و أرادت أن تزيد من سوء الوضع فأخذت تطعم ياغيز بيديها و تلامس وجهه و تقبل خده متعمدة اثارة غيرة هازال.و نجحت في ذلك أيما نجاح..أخذت هازال تحرك شوكتها في الطبق دون أن تأكل شيئا..كانت كلما رفعت عيونها ترى اهتمام أختها بزوجها..و تدليلها له..فتشعر بأنها تختنق..رغما عنها..و عن ضميرها..و عقلها..و منطقها..و رغما عن كل شيء..هو شعور مقيت لا تستطيع التخلص منه..الغيرة القاتلة..تحاول جاهدة أن تمنع دموعها من الانطلاق..أن تمنع صرخة قوية من الخروج من فمها..أن تخرس صوت قلبها الممزق و الذي تقتله الغيرة رويدا رويدا..أشاحت بوجهها بعيدا عنهما..حاولت أن تشغل عقلها بالتفكير في أي أمر آخر..لكن دون جدوى..ضاق بها المكان ..و لم تعد قادرة على التحمل..انتفضت واقفة و هي تقول" سأخرج قليلا..صحة و عافية..عن اذنكم" و اندفعت مسرعة نحو الخارج..تابعها ياغيز بعيون تائهة..لم يعد قادرا على فهم تصرفاتها..يخشى أن يحللها على طريقته ثم يخيب أمله بشدة..جلست هازال على كرسي في الشرفة الخلفية للمنزل..سحبت نفسا عميقا من الهواء النقي و أغمضت عيونها بشدة..وضعت يدها على صدرها حيث قلبها و همست بصوت مبحوح"أيها القلب..اهدأ..أرجوك..اصمت..و ارحمني..كف عن هذا..انها مجرد أوهام موجعة لا طائل منها..أعلم أنك تتألم..لكنني لا أملك لك حلا يريحك و يريحني..ما باليد حيلة..هو حلم مستحيل..ممنوع..محرّم..افهم هذا..معا سنتغلب على الأمر..يكفي أن تنصاع لأوامري و ألا تعاندني..سيمضي..كل هذا سيمضي..و سينتهي هذا الألم..سينتهي" فتحت عيونا ملآى بالدموع و أخذت تنظر الى النجوم اللامعة في السماء..مررت يديها على ذراعيها و قد شعرت بأنها ترتجف من البرد..وقفت و همت بالدخول لكنها اصطدمت بياغيز الذي كان على وشك تجاوز الباب و الخروج..قال" آسف..كنت أهم بالخروج" هزت برأسها و تراجعت الى الخلف دون أن تقول شيئا..اتكأت بجسدها على الحاجز الخشبي و أخذت تنظر إلى السماء..خلفها وقف ياغيز..سحب نفسا عميقا من رائحة شعرها و وضع على كتفيها وشاحا صوفيا كان يحمله بين يديه..ضغطت أصابعه على ذراعيها و تنهد بعمق..اضطربت هازال و تسارعت أنفاسها..تخلصت من قبضته و هي تقول بعصبية" شكرا..لا أريد" رفع حاجبه باستغراب و سأل" عفوا؟ ماذا تقصدين؟" أجابت" لا أريد الوشاح..لا أريد" ابتسم ياغيز و قال" و لماذا؟ لم أقصد بذلك شيئا..اعتقدت بأنك بردت..لذلك .." قاطعته بعصبية" لا تعتقد..لا تفكر بي..لا تقترب مني..لا تفعل..لا تفعل شيئا من أجلي..ابتعد عني و هذا يكفي" تجهم وجه ياغيز و قال بصوت مختنق" هازال..مالأمر؟ لماذا تتصرفين هكذا؟ أنا لم أفعل شيئا يضايقك..ثم ألا يحق للصديق أن يعتني بصديقته؟ ألسنا أصدقاء؟" رمقته هازال بنظرة غريبة باردة ثم أبعدت عيونها عنه و قالت" لا أريد أن نكون أصدقاء..لا أريد أن نكون لبعضنا شيئا..لا أريد أن تربطني بك أية علاقة..لا تهتم بي و لا تعتني بي..اذهب الى زوجتك و اهتم بها..هي أولى مني بهذا الاهتمام" و همت بالابتعاد لكنه جذبها من ذراعها مجبرا اياها على التوقف..أنشب أصابعه في ذراعها بعنف و تكلم من بين أسنانه قائلا" هازال..لا تدفعيني الى الجنون..لا تتعاملي معي بهذه الطريقة..أنت تستفزينني..أنت من قال أننا أصدقاء..و أنا احترمت ذلك..رغم كل ما أشعر به نحوك..رغم كل هذا ال.." قاطعته"اشششش..اصمت..ياغيز..اصمت لو سمحت..لا تقل ذلك..هذا خطأ..هذا مستحيل..لا أريد منك اهتماما و لا مشاعرا و لا أي شيء..لا أريد..هل فهمت؟" اقترب منها أكثر حتى صارت تشعر بأنفاسه الملتهبة تحرق وجهها و همس" ماذا تعنين بذلك؟" ردت" فقط ابقى بعيدا عني..هذا ما أعنيه"..
رمق ياغيز هازال بنظرات غاضبة و تمتم و هو يضع جبينه على جبينها" ليتني أقوى على ذلك..لكنني..لا أستطيع أن أفعل ذلك..و لن أفعل ذلك..لن أبتعد عنك..لا أستطيع..أنت لا تعلمين كم أجاهد كل يوم لكي لا أقترب منك و أحتويك بين ذراعي..لا تدركين شيئا عن الصراع الداخلي الذي أعيشه كل لحظة لكي أنجح في تمثيل دور الصديق الذي فرضته علي..لا تعرفين شيئا عن الألم الذي يمزق قلبي و عن العذاب الذي أعيشه..لذلك لا تتطلبي مني أن أبتعد عنك..هذا يفوق قدرتي" وضعت هازال يدها على صدره و أجبرته على التراجع قليلا الى الخلف و هي تقول" بلى..أعلم..و أنا مدركة تماما لما تشعر به..لذلك طلبت منك أن تبتعد عني..اذهب و اقضي وقتا أكثر مع زوجتك..أعطها من اهتمامك و عاطفتك..وجه مشاعرك نحوها..و ستنجح في ذلك..هي بعض الارادة فقط..أرجوك..لو سمحت..أوقف هذا الذي يحدث بيننا..لأنه سيؤذي كلينا..أنا أحررك من صداقتي و أنقذك مني..أنهي كل شيء قبل أن يبدأ..هذا أفضل لكلينا" سحبها ياغيز نحوه من جديد و قال " اذا كنت ستنهين كل شيء و ستخرجينني نهائيا من حياتك فليكن ذلك لسبب على الأقل" وضع يده خلف عنقها و جذبها بقوة ثم أهوى على فمها بفمه..احتوى شفتيها بين شفتيه..امتصهما بعنف و قبلهما بشغف..حاولت هازال أن تتخلص من قبضته المحكمة عليها لكن دون جدوى..كان يلتهم شفاهها و يجبرها على مبادلته قبلاته المحمومة..قاومت و حاولت ألا تحرك شفتيها..لكنها فشلت..رائحته..جسده..ذراعه التي تطوق خصرها و الأخرى التي تلتف حول عنقها..و طعم قبلاته المميز..كلها تواطأت عليها و أجبرتها على الاستسلام..لفت ذراعيها حول عنقه و أخذت تبادله سيل قبلاته العنيفة..تداخلت شفاههما و تشابكت أنفاسهما و جنت دقات قلبيهما..شعرت هازال بأن شفاهها تذوب تحت وقع قبلاته المجنونة و أن أنفاسها تكاد تنقطع..أجبرها ياغيز على استقبال لسانه الذي راقص لسانها و اكتشف ثنايا فمها..صارت القبلات أعنف و أعنف..و اختفى الوجود من حولهما..لحظات و رفع ياغيز رأسه عنها و هو يبقي عليها بين ذراعيه..قبل جبينها و همس بصوت مرتعش" أنا أحبك يا مجنونة..أعشقك..و أموت بك..و لن أسمح لك بأن تبعديني عنك..هل فهمت؟"..بقيت هازال جامدة في مكانها..تحملق في ياغيز الذي أحاطها بذراعيه كأنه لا ينوي اطلاق سراحها أبدا..انتبهت لنفسها و ازاحت يديه عنها ثم تراجعت الى الخلف و هي تهز برأسها ..تمتمت بصوت مرتعش" لا..لا يجب أن يحدث هذا..هذا خطأ..أمر لا يجوز..مستحيل..لا يمكن..أنت زوج أختي..و أنا لا أقبل بأن أخونها..كلا..أرجوك..ابقى بعيدا عني..لا تقترب مني مرة ثانية..اياك أن تعيد ما فعلته اليوم..ما تقوله مجرد هراء..كلام بلا معنى..و ما حدث أيضا منذ قليل كان بلا معنى..لننساه..و لنعتبر بأنه لم يحدث" و تحركت مسرعة إلى الداخل..لم يستطع أن يمنعها أو أن يلحق بها..كانت تجري و كأن جميع شياطين الجحيم تركض خلفها..بقي واقفا في مكانه..لعق شفاهه بلسانه..و أغمض عينيه..انحفرت كل لحظة من قبلتهما عميقا في ذاكرته..مستحيل أن ينسى و لو ثانية منها..لقبلتها طعم مميز و لذيذ..مختلف..لا يشبه غيره..يترك أثرا عميقا في نفسه و يشعل النيران في جسده.

التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن